مقالات وآراء سياسية

ما بين المُعارضة و( المُقاتلة)..!!

هيثم الفضل

يحاول البعض (تقزيم) ما تقوم به فلول النظام البائد والمنتفعين من آلة فساده من محاولات لهدم الوطن وآمال المواطن ، بتصنيف ما يقومون به على أنهُ مُجرَّد (مُعارضة) والحقيقة أن ما تواجهه حكومة حمدوك المدعومة من أغلبية الشعب السودانية من هؤلاء ليست أقل من (مُقاتلة)  ، وبين هذا وذاك وكالعادة لا يرعوي الإنقاذيون عن الولوج في مستننقع نُصرة ذواتهم ولو كانت موصومة بالباطل أو أدى ذلك إلى هلاك الوطن والمواطن ، والسؤال الذي يفرض نفسه على كل مُتمعِّن في حال تلك الحرب الإسفيرية والإعلامية الضروس التي يوجهِّها أنصار النظام الفاسد البائد هو(هل يعتقد هؤلاء أن الثورة السودانية كانت على باطل وأن عهد الإنقاذ البغيض لم يكن يستحق كل هذا الغضب ولا يحِمل بين طيَّاته ما يُذاع من تُهم وجرائم وأن قادته كانوا على عكس ما يُحاكمون عليه الآن مثالاُ للنزاهة والعِفة والأخلاق والكفاءة ؟!) ، هل يريدُ هؤلاء أن يقولوا بعد كل ما حدث أن الشعب السوداني قد ظلم الإنقاذ وقادتها وتجربتها في الحكم ؟ ، في حقيقة الأمر أنا في حيرةٍ من أمري فقد كنت أعتقد أن ما كان يحدث في العهد البائد من (سافرات) الجرائم والأباطيل وعظائم أوجُه الفساد قادرة على سجن الإسلامويين في زنزانة الصمت الخجول ولو إلى حين.

وكنتُ أعتقد إن لم نُحظى بصمتهم الخجول المؤقت  ، أن نُحظى على الأقل بسعيهم المبدئي نحو تفعيل نقدهم الذاتي لما إعترى منهجهم ودولتهم وأنفسهم من كل (سوء) يمكن أن يوصم به من إنفرد بالمسئولية المُطلقة عن ما حدث من مآسي ، من منطلق أن باب المراوغة في تحمُّل المسئولية عن ما وقع فيه الوطن والمواطن كان وسيظل مُغلقاً في وجه كل الدفوعات التي تسعى إلى تحميل المسئولية لغيرهم  ، وبالرغم من أن (أدبيات البذاءة) الإنقاذية في (تطوير) الخطاب السياسي الموجَّه لجماهير شعبها المغلوب على أمره في زمانٍ مضى قد جرَّبت ومن نافذة الإستقواء بالنفوذ والتهديد الضمني بالبطش أن تشير مراتٍ عُدة إلى مسئولية المواطن عن ما كان يحدث من مآسي وعثرات لا تُحصى ولا تعُد ، فقد قال المخلوع يوماً من الأيام في أحد خطاباته ما يفيد أن الشعب مسئول عن أزمة الخبز لأنه قد (تخلى) عن ثقافته الغذائية الأساسية المتمثِّلة في الإعتماد على تناول الذرة ، كما إتهم وزير المالية الأسبق علي محمود في أحد تبريراته للأزمة الإقتصادية التي عصفت بالوطن والمواطن أن مسئولية الأزمة يتحمَّلها المواطن لأنه يستهلك ولا ينتج ، كما صرح قبل ذلك الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي وهو أحد الأذرع الشرعية للسلطة البائدة مُبرِّراً ما يحدث من أزمات معيشية أو ما أسماه (إبتلاءات ربانية) بأنه ناتج عن (سوء العلاقة بين المواطنين وربهم ) ودعاهم للعودة إلى الله وبذلك أيضاً يكون قد حمَّلهم مسئولية الغلاء والجشع وعجز حكومة الإنقاذ البائدة عن السيطرة على الأسواق وسعر الصرف.

هل ما يتشمَّر له (عامة) الإنقاذيون وبسطائهم من الذين لم يحصلوا حتى على الفتات في عهد قياداتهم (التمساحية) الفاسدة ومن تبِعهم من المنتفعين والمرتزقة لإشعال تلك الحرب الضروس المُسلَّحة بالإشاعة وبث الضغينة وروح التشاؤم والإستسلام واليأس ، ليدفعوا بهذا الشعب (الواعي) إلى الكُفر بحكومته وآماله وتطلعاته الثورية ، هو إشارة تفيدُ رضاهم  و(فخرهم) بما كان عليه الحال ، أم هو مجرَّد رد فعلٍ تلقائي وغير عقلاني يسوقهُ التعصُّب للإنتماء الفكري والتنظيمي ولو شابهُ الباطل المشهود وحاصرتهُ المفاسد الموثوقة من كل إتجاه ؟! ، هل نُعلن للملأ فقدانكم للعقل  والحِكمة كما إعلنا من قبل فقدانكم للأخلاق والقيَّم والمباديء؟

 

هيثم الفضل

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..