
حينما اقراء الهجوم المتواصل على حكومة الثورة اتسأل لماذا حددت الفترة الانتقالية بثلاثة أعوام طالما الكثيرين من فصائل الثورة منزعجين لان الحكومةحتى الان لم تطهر كل الوزارات من الكيزان وتحاكم كل المجرمين ولم تصلح الاقتصاد وتحقق السلام. فانسحبت حركة قرفنا من قحت واستقال الامام الصادق المهدي من رئاسة نداء السودان وتنبأ بفشل الحكومة واجراء انتخابات مبكرة وأعلن انه منتخب بواسطة اعدا كبيرة من المواطنين بينما اتي حمدوك بتأييد توافقي من قوي الحرية والتغيير. ارجوا ان تسمحوا لي ان انقل بعض من هجوم دكتور فيصل عوض حسن في مقاله المنشور في جريدة الراكوبة: ”
التَزَمَ الدكتور حمدوك، فور إعلانه رئيساً للوُزراء، بمُعالجةِ التَرَهُّلِ الإداري واعتماد (الكفاءة) معياراً للاسْتِوْزَار، وتحقيق التَوَازُن (الاسْتِوْزَاري) بين مناطق/أقاليم السُّودان، وتعزيز الشفافِيَّة ومُحاربة الفساد، وبناء دولة القانون والعدالة، وإصلاح/تحسين الخدمة المَدَنِيَّة، واقتصاد يقوم على الإنتاج وليس القروض/الودائع والهِبَات، و(قَطَعَ) بعدم تصدير المواد الخام إلا بعد تصنيعها، وهذه تصريحاتٌ (مُوثَّقةٌ) ولا يُمكن إنكارها.عملياً، لم يُنَفَّذ أياً مما وردَ أعلاه، فالجهاز الإداري للدولة ما يزال مُتضخِّماً، وقراراته/اختصاصاته مُتضاربة، ويستنزف مواردنا الشحيحة أصلاً، ”
لقد انتقد دكتور فيصل لجوءالحكومة للبنك الدولي وطالبها بحذو بولنداومليزياوتركيا في التنمية من غير الاعتماد على البنك الدولي. أولا بولندا عضو في الاتحاد الأوروبي وتحصل علي دعم سخي للتنمية والميزانية السنوية من الاتحاد الأوربي. تركيا عضو في حلف الأطلنطي وقد تحصلت علي بلايين الدولارات من الولايات المتحدة خاصة أيام الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وامريكا. مليزيا اعتمدت علي استثمارات الشركات العالمية التي يحذر دكتور عوضمن فتح الباب امامهاكما تعتمد مليزيا ايضا علي غسيل الأموال لمسؤولين في بعض الدول الإسلامية كسودان الكيزان. حكومة الثورة لا يمكن ان تعتمد عليدول البترول العربية التي حاولت من البداية اجهاض الثورة وبالرغم من تصريحاتهم الأخيرة فهم ينظرون لاي نظام ديمقراطي كمهدد وبالتالي ليست لديهم مصلحة في دعمه.ليست لدي أي شك في ان صندوق النقد والبنك الدولي مؤسسات تسيطر عليها الدول الغربية ولكن لا يمكن ان نقاطعها لأننا نحتاج ان نتعامل معها بخصوص ديوننا الطائلة وعلينا ان تتعامل معها بحذر وقد أكدذلك دكتور حمدوك.
ثم تولي الهجوم الكاتب المناضل الشجاع الأستاذ فتحي الضو الذي عرى نظام الإنقاذ باختراق أجهزة امنه وكالكثيرين كنت انتظر كتبالأستاذ فتحي بفارغ الصبر واخاف عليه من غدر الكيزان لذلك لم افهم نقده الأخير للحكومة ولقحت علي عدم الإصرار علي مولانا سيف الدولة حمدنا الله لقبول منصب في حكومة الثورة. لقد قرأت اعتذار مولانا سيف الدولة وقد تأسفتعلىاعتذاره ولكني قبلته لإحساسي بان رجل في مقام مولانا سيف الدولة لنيعتذرعن التكليف لخدمة الوطن ان لم يكن هناك سبب قاهر. بل ان الأستاذ فتحي في مقاله تطرق لاعتذار مولانا سيف الدولة:
“نعم كتب سيف الدولة مقالاً في وقت مبكر استبق فيه قول كل خطيب، أي قبل أن يصبح التكليف حسناء يطلب وُدَّها الخطباء. أعلن فيه زهده عن تولي أي منصب عدلي، وأبدى في ذلك أسباباً شخصية واجبة الاحترام ولكنها ليست لازمة القبول.”
ليست لدي أي شك في ان كل هؤلاء الكتاب الاجلاء وطنيين حاديين ومشفقين على الثورة وقلقين من بطء التغيير ولكن علينا الحذرمن ان نتسبب في وأد الثورة بهذا الهجوم المتواصل كما يقول المثل الإنجليزي Death by a thousand cuts
المشكلة الأخرى ان الكثيرين منا يقدمون الاقتراحات للحكومة ولكن القليلين من تطوعوا للمساعدة في تنفيذمقترحاتهم. واهم من ذلك علينا ان ننظم العمل التطوعي لتقديم الخدمات الصحية وصيانة المستشفيات والمراكز الصحية والتطوع لسد العجز في المدرسين وصيانة المدارس والتبرع بالكتب والمواد المدرسية وازالت الاوساخ وفتح المجاري وهذه كلهامهام يمكن ان نجند الشباب ولجان الاحياء للقيام بها بل الشباب يقوم بالكثير من تلك الاعمال لقد شاهدت فديو لشباب في مواقفالمواصلات يسألون أصحاب العربات ان يوصلوا المواطنين معهم ووجدوا استجابة من أصحاب العربات.من حق المواطنين ان يمارسواالشرعية الثورية فمثلا يمكنهمالذهاب للمصالح الحكومية كالمجالس المحلية والمطالبة بان يشاركهم العاملين ومعدات المصلحة فيالإصلاحات التي يودون القيام بها وهذه أيضا طريقة لكشف مؤيدي النظام السابق للخلاص منهم.هذه ثورة شعب خاصة الشبابوعليهم ان يمسكوا زمام المبادرة ومساعدة حكومتهم فالمهام كثيرة ومعقدة والاعداء الداخليين والخارجيين كثيرين. الكثيرين من النقاد مغتربين ولأتسمح ظروفهم بالعودة بصورة دائما او لفترات طويلة ولكن يمكنهم ان ينسقوا مع المنظمات في الوطن ويقدموا النصح الفني والدعم المالي هناك منظمات في بلاد المهجر كمنظمة خريجي جامعة الخرطوم التي تنسق وتدعم الكثير من المشاريع في السودان. إذا انهارت هذه الحكومة ستكون كارثة للشعب السوداني ولقوي الديمقراطية في العالم.
محمد المعتصم حسين