الشعب السوداني بسجيته الكريمة شعب شجاع وشهم ومحترم في كل بقاع الدنيا ‘ ويعد من الشعوب النادرة التي تتصف بالمروءة وعمل الخيرات أين ما حل .
وما ثورة ديسمبر المجيدة الا خير شاهد ودليل لرقي هذا الشعب الأبي ‘ وكم شاهدنا من معان تجسدت في وجداننا واستقرت في نفوسنا حبا وعشقا .
بعدما ما ارتضي الشعب حكومته المدنية التي نتفاءل بها حتي الآن خيرا ‘ بدأت تطفو علي السطح بعض الممارسات التي ليس لها أدني علاقة بمدنية الدولة ‘ ومن ذلك ما شاهدناه اليوم في صفوف الوقود باحدي المحطات بأن عدد من المواطنين يهددون صاحب الطلمبة بأنهم سيشعلون الإطارات اذا لم يبدأ لهم في استمرار الخدمة وكما علمنا أن المحطة وضع لها برنامج حسب أنواع المركبات .
وأيضا قرأت خبرا بأن طلاب احدى المدارس الثانوية يعتدون علي مدير مدرستهم ويسببون له الأذى . وتابعت أيضا عدد من المجهولين يوزعون قصاصات لطلاب المدارس يحرضون فيها الطلاب بعدم الانصياع للوائح المدارس ‘ ومازال مفهوم المدنية الخاطئ لدي الكثيرين مستمر ‘ فطلاب يقتحمون مبان لوزارة التربية والتوجيه ويلجون لمكتب المدير العام بمظهر غير لائق ‘ بل ذكر أحدهم أن أحد الطلاب رمي بحجر في اتجاه المدير العام .
المدنية قطعا لا تعني الفوضي والتحرر والممارسات غير الأخلاقية والتي تعد أمر دخيل لعادات وتقاليد الشعب السوداني الأصيل ‘ فالمدنية هي سيادة حكم القانون هي العدل والمساواة وفوق ذلك هي هيكلة مؤسسات الدولة بالصورة والشكل الذي يؤهلها لتطبيق شعار العدل والحرية والمساواة وأحقاق الحق .
إن اول دولة مدنية بالمفهوم الحديث كانت دولة المدينة المنورة التي وضع لبناتها خير البرية نبينا المعصوم عليه صلوات الله وسلامه ‘ فكانت المؤاخاة والعدالة وتطبيق القيم ومكارم الأخلاق.
أحيانا كثيرة يكون هناك قصد لتشويه معني كلمة ” مدنية” وبأي حال لا تعني الانحلال والفوضي وأخذ الحق بعيدا عن القانون .
نسأل الله أن يجنب بلادنا الفوضي التي تسعي من وراءها الدولة العميقة ورموزها الفاسدون لإعادة سيناريو المؤتمر اللاوطني مرة أخري .
صلاح التوم كسلا
