من يقول بأن الشريعة قانون فقد كفر بشريعة الله!!!

أيها المسلم لقد تراكم على وعيك كثيرٌ من الأغاليط والتخليط والتخبيط من قبل تجار الدين، ومزوري المفاهيم حتى أصبحوا يتحكمون في عقلك من حيث هم جالسون في مجالسهم ينعمون بمباهج الحياة وسندسها ونسائها وحُلِيِّها وحَلَوِيَّاتها ودوابها الفارهة، فالشريعة ليست (قوانين) لأن القوانين من وضع البشر وتخضع للتعديل المستمر، وشريعة الله مطلقة لا يطالها التعديل، ثم، بلا حياء يقولون ان القرآن دستورنا، والدستور يحكم رقعة جغرافية محددة بزمانها ومكانها ليضبط العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وكل دستور في العالم يتضمن في مواده آليات تعديله لأنه من عمل البشر وعمل البشر يظل ناقصاً، فهل شريعة الله من عمل البشر أم انها ناقصة، مالكم كيف تحكمون.
نظرة سريعة أخي المسلم لمن يطلقون على أنفسهم حماة الدين أو أنصار الشريعة أو من يتباكون على شاشات القنوات الفضائية، نظرة سريعة وستعلم أن بكاؤهم هذا هو مصدر رزقهم الوفير، فالبكاء لا يكون على الملأ فالرسول صلوات ربي عليه قال (ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) ولم يقل في قنوات اليوتيوب والفيس بوك، هذا الذي يروجون له إنما هو (دين مغشوش)، فالدين هو تلك العلاقة السامية جداً والتي تربط المسلم بربه، فيرتقي عبرها في مقامات المحبة لله، فتتجلي تلك العلاقة في أفعاله وأخلاقه كلها فتحيله (ملاكاً) يمشي بين الناس، يدعو إلى الخير والعدل والمحبة بين الناس، فإذا ما أصبح حاكماً كان سمحاً طلق الوجه عدلاً لا يهاب في قولة الحق لومة لائم، فهو يحكم بما أنزل الله وفق فهمه هو ولا يدعي أن قوله هو مراد الله والعياذ بالله، فتكون أحكامه بشرية وفق مبادئ الدين العامة (لأنه لا يدري هل يصيب فيهم حكم الله أم لا).
لقد تعالت الأصوات مرة أخرى من قبل (موالين) للثورة مع كل أسف، على الرغم من أن بعضهم صادقون مع فهمهم، ولكنهم كاذبون في قولهم فيما يلي الفهم الموضوعي للشريعة الاسلامية، فهم بطبيعة الحال لم يخونوا معارفهم السقيمة، ولكن خانوا عقولهم وعميت قلوبهم التي في الصدور، فليس هنالك مجال (لتخوينهم)، لأن طبيعة المشكلة (معرفية) وبالتالي تحتاج علاج (معرفي)، فدعاة الوهابية (التي أنكرها أهلها) وما تناسل عنها من حركات ارهابية حول العالم، بما فيها المؤتمر الوطني (وهو طفل وهابي مشاكس) قد امتلكوا ناصية عقول المسلمين حينما زوروا مفهوم الشريعة، وأضفوا عليه تعريفاً يلائم مساعيهم المريضة، وقالوا بلا (خجل معرفي) أن الشريعة هي الحدود والحدود هي قوانين الله تعالى، والله لا يضع القوانين تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
لفظ الشريعة أعمّ وأشمل من لفظ الفقه؛ فالشريعة تشمل جميع الأحكام التي أنزلها الله سبحانه على رسوله الخاتم في القرآن الكريم وكما بلغها؛ وهي تشمل الأحكام الايمانية، والأحكام الأخلاقيّة، والأحكام العمليّة، أي هي الوحي، أمّا فهمنا نحن لها، فلا يمكن أن يكون وحي ومن يقول بذلك فقد كفر بالوحي، لذلك سمي فقهاً وهو قسمان.
1) أحكام مستفادة من النص دون بحث مثل: قول الله سبحانه: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ …)، أو (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ …)، وهي محدودة جداً ومحكمة باعتبارها مبادئ انسانية يتفق عليها الكافر والمسلم والملحد، فهي رسالة للناس كافة.
2) أحكام مُستفادة من النص يَستنبطها ويَستخرجها الباحث، كل قارئ للقرآن فهو باحث، من خلال استقرائِه للنّصوص الشرعية، وهذا القسم من الأحكام أكثر من القسم الأوّل، وذلك بحُكم كَثرة الحوادِث والمُستجدّات، ومن هذا القسم تخرج القوانين التي تنظم معاملات الناس، وهنا يخضع الفهم لمعارف الناس وأعرافهم وأحوالهم النفسية وضرورات عصرهم، أي أنها في المحصلة الأخيرة، قوانين وضعية (within the framework of Islam).
فالاسلام لا يطبق على الناس أيها المسلم وإنما يمارسه الناس حباً وكرامةً لأنه فطرة مفطورة في أعماقهم، ومن يقول بأن الاسلام قوانين فقد كفر بالوحي لأان الوحي مبادئ سامية عالية لا يمكن الوصول إليها ولكن يجب علينا الاقتراب منها قدر الامكان.
صديق النعمة الطيب
( الأغاليط ) عندك بل أنت تنشرها.
كيف تصف عموم المسلمين بهذا ؟ وتدعي لنفسك الفهم؟
لم البداية بالهجوم على علماءالمسلمين ثم تصف كل قارئ للقرآن بالباحث؟ بل الذي يستنبط الحكام .
2) أحكام مُستفادة من النص يَستنبطها ويَستخرجها الباحث، كل قارئ للقرآن فهو باحث، من خلال استقرائِه للنّصوص الشرعية.
هل كل قارئ للتاريخ واللغة والفيزياء باحث في هذه العلوم؟
والله يقول : ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ).
المقال لم يتعرض للعلماء لا من قريب أو من بعيد..
أما عامة المسلمين فالمقال يحضهم على التدبر والتفكر فيه بأنفسهم ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) أم أنك تريد أن تصادر حقهم في ذلك وتساهم بتراكم الاغاليط…
أما قولك أن للطب والهندسة والتاريخ متخصصون فهو قول حق، أما الدين فهو شأن فردي وليس لأحد ان يفرض فهمه على الاخرين… ولن ينفعك قولك ( بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ)…
يا سيدي العزيز عليك أن تتحلى بالشجاعة وتعلم أن الله رفيق بك ولم ينزل عليك قرآنا طلسماً وانما قران يطلب منك أن تفهمه في حدود قدراتك ولا تصادر على نفسك حقها في التفكير فتصبح كالانعام با أضل….
انتهى زمن التخويف من الدين لقد اكتشفنا ان الله ارحم الراحمين وسيثيبنا على التفكير بصرف النظر عن نتيجة هذا التفكير…
وفي ذلك صلاحية لهذا الدين….
ولك الود…