أخبار السودان

استدعاء السفير المصري.. ما وراء الخطوة؟

الخرطوم: سوسن محجوب

وجد السفير المصري نفسه في حالة استدعاء لوزارة الخارجية بالخرطوم أمس الأحد، في سابقة تعد الأولى من نوعها له منذ الإطاحة بنظام المخلوع البشير، والأولى حتى على مستوى كل السفراء المقيمين في الخرطوم، ما يفتح الباب أمام جملة تساؤلات عن تأثير الخطوة ودلالاتها على العلاقات السودانية المصرية.

لماذا الاستدعاء؟
جاء استدعاء السفير، بعد موجة غضب عارمة اجتاحت الشارع السوداني ووسائط التواصل الاجتماعي ومجالسه السياسية، بعد ظهور شاب سوداني اسمه وليد عبد الرحمن، في برنامج الإعلامي المصري عمرو أديب، وهو يدلي باعترافات تقول بمشاركته في تظاهرات القاهرة ضد حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونسبه أديب لجماعة الإخوان المسلمين، وهو الأمر الذي رفضته أسرة الشاب التي تقول سيرته الذاتية إن والده توفي وهو ما يزال في الرابعة من عمره، فضلا عن أنه وحيد والدته التي تقطن ضاحية الحاج يوسف.
يقول بيان الخارجية حول الاستدعاء، إنها استدعت سعادة السفير المصري بالخرطوم حسام عيسى، على خلفية قضية اعتقال الطالب السوداني وليد عبدالرحمن في القاهرة، وعرضه في إجهزة الإعلام؛ وهو يدلي باعترافات حول مشاركته في أنشطة ضد الحكومة المصرية.
ونقل وكيل وزارة الخارجية السفير د.صديق عبدالعزيز، حسب البيان، للسفير المصري قلق أسرة الطالب المعتقل والحكومة السودانية وعامة المواطنين حيال الطريقة التي تمّ التعامل بها معه، وعدم تمكين السفارة السودانية حتى الآن من زيارته وتقديم المساعدة القنصلية والقانوينة له.
وشدد الوكيل على ضرورة ضمان سلامة الطالب المعتقل ومنحه كل حقوقه القانونية والابتعاد عن محاكمته إعلاميا، وتمكين السفارة من مقابلته.
وذكر الوكيل أن البلدين يتجهان نحو تعزيز التعاون الثنائي بينهما في جميع المجالات ولا ينبغي السماح بالممارسات التي تعيق مثل هذا التعاون وتسيء لأجواء العلاقات بين البلدين.
الرد المصري
من جانبه التزم السفير المصري، كما جاء في البيان، بنقل ما أبلغه له الوكيل إلى السلطات المصرية المختصة، وأوضح أن السفارة السودانية في القاهرة سيتم تمكينها من مقابلة الطالب المعتقل.
كما وعد بمعاملة الطالب وفقا للقانون، مؤكدا حرص حكومته على الأجواء الإيجابية الحالية في العلاقات بين البلدين.
ولممارسة المزيد من الضغط على الخارجية لتتحرك أكثر في موضوع الشاب وليد، نظم مئات من الثوار وأسرة الشاب وقفة أمام وزارة الخارجية وسلموا الوزارة مذكرة بهذا الصدد، واضطر أحد مسؤولي الوزارة للخروج لمخاطبة المحتجيين واعدا بمزيد من الخطوات في سبيل إطلاق سراح المعتقل.
استدعاءات سابقة
ويعيد استدعاء السفير عيسى، من قبل الخارجية للأذهان حكاوى استدعاءات متكررة تقوم بها الوزارة تجاه السفراء المقيمين في الخرطوم؛ لا سيَّما سفراء الدول الغربية.
لكنها في المقابل تشير إلى مواقف الخارجية في السابق مع حالات استدعاء السفراء المصريين التي كان آخرها عندما تدهورت العلاقات بين البلدين في مطلع العام المنصرم، ووصلت لمرحلة استدعاء الخرطوم لسفيرها بالقاهرة آنذاك عبد المحمود عبد الحليم؛ وعُدَّت – وقتها – مرحلة فارقة في التعامل السياسي بين البلدين. وسبق ذلك ما حدث مع السفير الإيراني في عام 2016م؛ إذ لم تكتف الخرطوم باستدعائه، بل انهت علاقته بالبلاد، وأُعلن حينها عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع بلاده، وأمهلته 72 ساعة لمغادرة الخرطوم.
أما بالنسبة للسفراء المصريين، فقد شهدت تسعينيات القرن الماضي استدعاءات متكررة لهم، إلا أن ذلك خفَّ بدرجة كبيرة في الألفية الجديدة بدليل أن آخر استدعاء لسفير مصري حدث في العام 2009م حيث دعي إلى الوزارة لإبلاغه رفض السودان للأنباء التي نشرتها وسائل الإعلام المصرية بخصوص الأحداث التي حصلت بعد استضافة الخرطوم للمباراة الفاصلة بين المنتخب المصري والجزائري.
خطوة عادية
فى المقابل عدَّ السفير الطريفي كرمنو، في حديثه لـ(السوداني) خطوة استدعاء السفير المصري بأنها عادية وجاءت في إطار متابعة السودان لرعاياه؛ خاصة وأن اعتقال الشاب وليد عبد الرحمن، غير مبرر، مشيرا إلى أن الاستدعاء لا يؤثر في العلاقة بين الخرطوم والقاهرة باعتبار أن الاستدعاء عرف دبلوماسي.
فى المقابل أكد محيي الدين الزاكي، في حديثه لـ(السوداني)، وهو خال وليد؛ أكد أنه يأمل أن تفلح خطوة الاستدعاء في إنهاء احتجاز ابنهم الذى يقبع في السجون المصرية كما أفلحت جهود عدد من الجنسيات الأخرى في إطلاق مواطنيها.

 

السوداني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..