مقالات وآراء سياسية

القلم مازال بلم

جادالله الجيلى عبدالله

هذه المقوله الشعبيه المتوارثه فى الثقافه العامه لدى شعبنا والتى يقولها ويستانس بها حتى غمار الناس وعامتهم ويستشهد بها حتى الذين لايفكون الخط فى احاديثهم وهى عباره موجزه تحمل فى مضامينها وطياتها كثير من المعانى القريب منها والبعيد، ليس فى استطاعتنا ان نقول انها لا تحمل حظا من الصواب، واذا امعنا النظر ودققنا فكرنا فى معناها القريب المنبثق من حرفية الكلمات انها صحيحه اي بالفعل وفى تقديرنا البالغ ان القلم لا يزيل البلم….البلم عدم النطق ..البلم عدم الفصاحه فى الخطاب ..البلم عدم اللباقه فى الحديث والاسلوب .
فالناس يقولون هؤلاء النسوه متبلمات اي يضعن البلامه على وجوههن..والبلامه عند نساءنا هو جزء من ملحفة الراس ليغطى الجزء الاسفل من الوجه اي بمعنى ادق يغطى الثغراو الفم ..ولا يظهر من الوجه إلا العينين…فالذي تغطى ثغرها او فمها فهى متبلمه .والفم وما بداخله اللسان آلة النطق والحديث والقول والتعبير واللغه.
فالذي لا يستطيع النطق فكانما لسانه معقود او على فمه غطاء او بلامه وهكذا الذي لا يستطيع ان يتحدث بلباقه وحصافه وباسلوب جميل انيق معبر تعبيرا مقنعا لمن يستمع اليه فهو ابلم ..حتى وان كان يفك الخط ونال حظا من العلوم والخبره ..فالقلم يجعلك تفك الخط ولا يزيل عنك البلم اي لا يجعلك ناطقا حصيفا وفتيق اللسان هذا فى المعنى القريب من نص التعبير الشعبى او الحكمه المتوارثه شعبيا القلم ما زال بلم .فلا يمكن للقلم ان يجعلك ناطقا حصيفا ان لم تدرب نفسك على مهارة الحديث تدريبا جيدا .وان تكون سليط اللسان.
لذلك لابد للذين يتولون المسؤوليه ان يكون المسؤول حصيفا ولبقا فى حديثه لانه مسؤول والذي قدمه لتلك المسؤوليه هو السائل ..والسائل هو الشعب ليكون المسؤول قادرا على عكس مايريده الشعب وما قام بانجازه وما تم انجازه وحتى يقدم خبرته ليتعلم الاخرين منه ..المرء باصغريه قلبه ولسانه ..فلتكن الخبره فى قلبه وصدره وفؤاده ..ولسانه ويعكس ذلك لغة ..لا تنسى من معانى اللسان اللغه لسانه اي لغته .
وخصوصا الذين يتولون العمل الدبلوماسى هم اكثر الناس يجب ان تتوفر فيهم الحصافه واللباقه الحديث المرتب الانيق.لانهم هم الذي يطلون على الشعوب الاخرى ليمثلون شعبهم وثقافته فكيف يعكسونها ان لم تتوفر فيهم تلك الخصال .
عليه ارى ان يتقدم الصف الدبلوماسى من كان لسانه فتيقا حصيفا ليس به عقده يتحدث العربيه بطلاقتها ويتحدث غيرها بعجمتها..فلا يكثر فى العربيه مثلا من الفأفأه ..والهمزززززه ويتلعثم حينا ..وفى كل هو غير مبين.فمثلما لا يصلح ان يكون المعاق فى يديه حركيا ان يكون طبيبا جراحا ..وكذلك لايصلح الالثغ والالكن او نطقه غير واضح حتى فى مخارج الحروف ان يكون مدرسا للصبيان والتلاميذ كذلك لا يصلح للعمل الدبلوماسى عبر الاعلام والمؤتمرات الا من كان يتمتع بالحديث الحصيف اللبق وكل المهارات المطلوبه لعكس ثقافة شعبه ووطنه وكذلك ليجعل الحياه لشعبه بافضل مما كانت عليه .لذلك نقول بان تلك المقوله القلم ما زال بلم ..لكل من تولى مسؤوليه وهو بها مسؤول والشعب هو السائل الذي يسالك عندما يريد السؤال ..وخصوصا نقولها للذين هم فى فى دائرة العمل الدبلوماسى.والاعلامى.
والسلام عليكم وليبقى ما بيننا من وافر الموده وجزيل التقدير.

جادالله الجيلى عبدالله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..