المقالات والآراء

استقرار الجامعات.. مابين الكسح والكنس والوقفات الاحتجاجية ! 

في خطوة تنبئ عن ملامح المرحلة المقبلة التي سوف تعيشها الجامعة الاسلامية وبقية الجامعات نظم عدد من منتسبي الجامعة الاسلامية (اساتذة وموظفون والخريجين ) وقفة احتجاجية يوم الاحد الماضى بالمدينة الجامعية بالفتيحاب ،وذلك نصرة لجامعة ام درمان الإسلامية التي يرون ان وزيرة التعليم العالي البروفيسور إنتصار الزين صغيرون تجنت عليها واهانة اساتذتها ، فالجامعة الإسلامية كما هو معروف تعتبر اكثر جامعة سودانية دفعها النظام السابق الى رفد ساحة حرب الجنوب بالمجاهدين والشهداء، وتاريخها ملئ بالشواهد التي تدلل علي انها جامعة شبه مقفولة للتيار الاسلامي .

* ولا ادري هل هو مصادفة ام كان عن قصد، ان تأتي اول زيارة لوزيرة التعليم العالي للجامعات الحكومية الي الجامعة الإسلامية بالتحديد ،فهل أرادت الوزيرة ان ترسل رسائل خاصة باسلوب (الكسح والمسح والكنس ) وتدخل مباشرة في اتون الصراعات ومعارك تنظيف الجامعات من منتسبي الحركة الإسلامية، لذلك اطلقت تصريحاتها المثيرة بجامعة ام درمان الإسلامية اثناء مشاركتها في الندوة التي اقامها تجمع اساتذة جامعة ام درمان الإسلامية عن واقع التعليم العالي ،والتي تحدثت فيها الوزيرة بلغة ثورية لاقت تصفيقا واعجابا من قبل الحاضرين ،أم ان الأمر محض صدفة.
* بعض علماء واساتذة الجامعة الإسلامية اخذوا الامر علي محمل الجد لذلك دعا مدير جامعة ام درمان الإسلامية البروفسير حسن عباس مدراء الجامعات الحكومية الى اجتماع عاجل ،توافق من خلاله مديرو( ٣٦) جامعة حكومية علي استحالة استمرارهم في ادارة الجامعات السودانية عقب التصريحات تلك ، والتي يرون فيها (حسب قولهم) انها لم تراعي حقوق الزمالة ولم تضع تقديرا لدرجاتهم العلمية واجتهاداتهم في تسيير الجامعات في ظروف بالغة التعقيد .
واوضحوا انهم قدموا في وقت سابق مذكرة معنونة لرئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك طالبوه فيها بالاسراع في اصدار قرار اعفائهم من إدارة الجامعات لاكثر من مرة قبل الموعد المحدد لفتح الجامعات وذلك حتي يتمكن المديرون الجدد من استئناف الدراسة في الاول من شهر اكتوبر القادم ،حسب ما صرح رئيس مجلس الوزراء الذي اقترح عودة الجامعات لفتح ابوابها في التاريخ السابق ذكره .

*ولفتت المذكرة إلي الجهود الكبيرة التي بذلها مديرو الجامعات طوال الثمانية اشهر الماضية متحملين عبء المسؤولية عبر ادارتهم للجامعات في ظروف استثنائية وبالغة التعقيد وتحملوا في ذلك الاذي المعنوي الجسيم وحاولوا الحفاظ على ممتلكات الجامعات واصولها واعادة استئناف الدراسة حرصا منهم على مصلحة الطلاب.
وأعربت المذكرة عن خيبة أمل المديرين الذين استبشروا خيرا بقدوم الوزيرة باعتبارها من اسرة التعليم العالي ومشاركتها في اللجان العلمية المختلفة على مدى عقود من الزمان حيث توقعوا منها العون والمؤازرة والسعي لجمع الصف بالمنهج العلمي السليم لاعادة استئناف الدراسة بالجامعات واستقرارها قبل ان تأتي بتصريحاتها وافعالها المستفزة والمؤججة للصراعات والمؤلبة لمنسوبي الجامعات مما عقد فتحها في الامد القريب ،مبينين أن حديث الوزيرة وجد استنكارا واسعا من قبل عدد كبير من حملة الدرجات العلمية الرفيعة وكذلك أثار موجة من الغضب وسط عدد من اساتذة الجامعات، حيث ذكر بعضهم انه يمكن لهم ان يقدموا مذكرة لاتحاد الجامعات العربية والعالمية ولمنظمة اليونسكو للثقافة والعلوم، عن خلط السياسة بالتعليم، واعتبروا إن حديث الوزيرة فيه كثير من التجني والاهانة لمهنة التعليم وللعلماء ، ليمثل ذلك بداية خط المواجهة بين الإسلاميين ودعاة التغيير .
* تجمع اساتذة الجامعات السودانية اصدر هو الاخر بيانا اوضح فيه ان موقف مديري الجامعات يأتي مناويا للتغييرات الثورية التى تري ان مديرو الجامعات هم امتداد لبقايا النظام السابق ،وبموقفهم هذا يريدون ان يعطلوا القرارات التي تستهدف بقاءهم بالجامعات ،وما قاموا به انما هي خطوة استباقية لا تغير من واقع الامر بشئ.

*الوقفة الاحتجاجية لبعض منسوبي الجامعة الاسلامية ،والخطوة الاستباقية التى صاحبت اعلان مدراء الجامعات استقالتهم ،وتصريحات الوزيرة المندفعة ،والبيان الصادر من تجمع اساتذة الجامعات ، كلها دلائل تشير الي ان الجامعات الحكومية التي ينتظر الجميع اعلان أوان فتح ابوابها موعودة بشتاء قارص يستهدف استقرارها ، ومواجهات لن تمر بسهولة ،فالأيام القادمة حبلي بالمثير.

غاندى ابراهيم

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..