مقالات وآراء سياسية

عليكم بالمندسين وإلا أتحملوها

محمد عبد الله إبراهيم

بعد ان تم القبض على رأس النظام البائد المجرم عمر البشير وادخل السجن برفقة العديد من رموز نظامه الذي إسقط عبر الجماهير عن طريق ثورة شعبية عظيمة كعظمة مياه النيل الذي لم يغير مجراه وظل يجرى دون كلل او ملل منذ آلاف السنين مقدماً للارض الوفاء، حيث قدم الشعب السوداني لوحةً ثوريةً فنيةً رسمت بدماء شهداء الثورة التى شارك فيها جميع  السودانيات والسودانيين من مختلف الاعمار، في المدن والريف والقرى السودانية، تحت شعار الحرية والسلام والعدالة من اجل إقامة سودان جديد عبر الشعب عنه  باللافتات التى وضعت في أعلى القمم في ميادين الاعتصام وخاصة قلعة الحرية والصمود القيادة العامة، وكتب عليها بالخط العريض “الشعب يريد بناء سودان جديد”. وحيث كان هذا يمثل تصدى لسياسات السودان القديم وتحدي لبناء السودان الجديد بعد ان أحيى الله الارض بعد موتها، وعاد الشعب الثقة لنفسه واحيى بها القلوب.

والشعارات التى رفعها السودانيين في الثورة وطالبوا بها لم تكن مزحة او موجة هتافات حماسية في المواكب مطبوع عليها تاريخ انتهاء، بل كانت جدية وتحمل مطالب وأهداف الثورة نفسها وهى ذات الاهداف التى قدم من أجلها مئات السودانيين أرواحهم فداءاً وتضحيةً له، وحالمين بتحقيق تغيير جزري يعاد من خلاله صياغة الدولة السودانية على نهج جديد يسوده السلام والأمان والعدالة في ظل الحريات ويتساوى فيه الجميع دون تمييز، بعد ان غمس السودان سنيناً عجاف في مربع الفشل بسبب سياسات النخب المتناقصة لواقعه، وان النظام البائد يتحمل اكبر الاوزار في سياسات الحرب والجوع والقتل والابادة الجماعية ومصادرة الحريات وحقوق المواطنين، وهذه السياسات خلقت جرحاً عميقاً في جسد الوطن ومرارات لاذعة في نفوس المواطنيين، وحان الوقت بأن نضع العلاج الحقيقي ليتعافى جرح الوطن، وندرك ان ذلك لم يتم بين ليلة وضحاها وذلك بحكم حجم الضرر البليغ الذي لحق بالوطن، وهنالك قاعدة طبية تقول ان التعافى من الأمراض يكون تدريجياً اذا ما تم الالتزام في تناول الدواء في وقته المناسب.

ولقد حققت ثورة الشعب السوداني التغيير بنسبة ٧٠℅  وقد لا يختلف اثنان في ان النظام البائد لديه مجموعات لا ذالت تعمل ولم يسقط كله بعد، إلا ان ما تبقى منه يعتبر مسؤولية حكومة الثورة وشركاءها القائمين على أمر الوطن الآن، ولقد شهدنا مؤخرا العديد من الاحداث المؤسفه في دارفور اودت بحياة نفر كريم من المواطنيين العزل، كما شهدنا مثلها من الاحداث والجرائم في كردفان والخرطوم، والى الأن لم يتم التعرف الى المجرمين  ليتم الغاء القبض عليهم، وفي هذا لا نستثني الحكومة الحاليه واجهزتها الأمنية من المسائلة، وعلي الحكومة ان تتحمل مسؤليتها وتقوم بواجباتها كاملة خاصة فيما يخص حماية المواطنيين وان تسعى جاهدة للقبض على المجرمين  المندسين سوى كانوا في جهاز الأمن او حتى الدعم السريع او غيره، كما لا نستبعد ان يكون هنالك ايادي للدولة العميقة، او كما ذكر عضو المجلس السيادي وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميتي بأن هنالك من يستغلون ظروف الثورة ويسعون لتنفيذ اجندات خاصة على حساب الثورة، لذلك على الحكومة البحث عن المندسين وكشفهم ليتم الغاء القبض عليهم وإلا سوف تتحمل الحكومة كل هذه الجرائم.

 

محمد عبد الله إبراهيم

[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..