مقالات وآراء سياسية

حمدوك يحرج قحت 

يوسف السندي

في مفاجأة ظهر رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك و كانه يحرج قوى اعلان الحرية و التغيير حين قال في لقاءه بالجالية السودانية بالسعودية بانه لم يستلم حتى الآن برنامج العمل من قحت لكي ينفذه ، و ذكر حمدوك أن كل الذي تم تنفيذه في الفترة الماضية كان ( بتصرف ) منه و من طاقمه الوزاري بالاستناد إلى نصوص الوثيقة الدستورية و أعلان قوى الحرية و التغيير . 

يبدو ان الظروف التي تواجهها حكومة حمدوك و الهجمات الضارية من الدولة العميقة ثم أخيرا من الثوار أنفسهم و الذين يترقبون قرارات ثورية تشفي غليلهم ، هي التي دفعت حمدوك إلى هذا التصريح ، ليتقي غضبة الجماهير التي تترقب تغييرا سريعا و حاسما لم تراه بعد رغم مضي الشهر على حكومة حمدوك .
ما قاله حمدوك يستوجب ردا فوريا من قحت و امام الراي العام حول برنامجها ، و هل تملك هذا البرنامج ام لا ، و متى سوف تسلمه لرئيس مجلس الوزراء و ما هي أسباب التاخير ؟ ، فإن كان لديها هذا البرنامج فعليها أن تنشره فورا للراي العام و تسلمه في اسرع فرصة ممكنة لرئيس الوزراء ، و تخلي طرفها من هذا الامر الذي وضعها في موقف لا تحسد عليه امام الجماهير .
كما ينبغي أن يمارس السيد رئيس مجلس الوزراء الكثير من الدبلوماسية حين يتحدث عن شركاءه في قوى اعلان الحرية و التغيير، و أن يسعى جاهدا للحفاظ على الانسجام بين مكونات الفترة الانتقالية فهذه المهمة لا تقل أهمية عن قيمة وجود برنامج ، إذ أن الخلافات و ترصد الهنات من الاخرين و إعلانها على الملأ سوف يوسع الشقة بين الشركاء و سيجعل حتى وجود البرنامج المقنع و القوى بلا فائدة .
اتوقع ان حمدوك يعلم التعقيدات التي تعاني منها قحت ، فهي جسم بداخله عشرات الأحزاب السياسية و عشرات الاجسام النقابية و عدد من منظمات المجتمع المدني ، و هو يعلم أن بين هذه المكونات كثير من الاختلافات حول برنامج الدولة و بين بعضها خلافات عميقة و منهجية، لذلك عملية التوافق بين هذه الاجسام على برنامج حكومي ليس بالأمر السهل و قد يأخذ وقت ، لا أريد سوق المبررات هنا لقحت ، و لكني أريد أن أعرض الواقع الذي يجب أن يأخذه حمدوك و الجميع في الحسبان ، واقع ان الحكومة الانتقالية لا تحتمل الخلافات و لا الضربات تحت الحزام و أن نجاحها رهين الانسجام و التوافق ، و إذا أستدعى التوافق البطء أحيانا للوصول اليه فهو خير من القرار السريع المختلف عليه.
يوسف السندي

تعليق واحد

  1. تم تعيين حمدون رئيسا للوزراء . البرنامج واضح و لا يحتاج لدرس عصر .فى يده الحل و هو إدارة البلاد و وضعها فى الاتجاه الصحيح، سياسيا تأسيس لحكم ديموقراطى شفاف يحترم الجميع و يقوم على الحرية و السلام و العدالة و التأسيس لهذا النظام للفترة المقبلة بعد إنهاء الفترة الانتقالية . و اقتصاديا بحل الضائقة الاقتصادية و البدء فى بناء اقتصاد قوى حر ، و جتماعيا ببناء قاعدة اجتماعية وطنية تضع السودان فى حدقات عيونها و بالتالي تجهيز الدولة لحكم ديموقراطى عادل و وضعه فى الاتجاه الصحيح .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..