مقالات وآراء سياسية

على المصريينَ أن يشربوا من البحر… (١-٣)

خالد الطاهر

(١)
ونعلم يقينا أن هذا العنوان يحوي قَولاً غَليظاً في شأنِ دولةٍ جارة تربطنا بشعبها كثيرٌ من الأواصِرْ بالرغم من التاريخ الشقيِّ لهذا الجوار ..
لا ننوي من وراءِ هذا المقال الذي يُنشَرُ مُنجَّماً، أن ننالَ من شعبِ مصر بقدر ما نُصوِّبُ النقد إلى صفوته الحاكمة بتصوراتها الفاسدة وإِختِياراتِها التي تجافي المنطِقَ والحِسِّ السليمْ.. فكما سنرى، أن هذه الصفوة الذَّاهِلة قد أَسْرَفتْ في تقصيرها عن أداء ما يليها تجاه شعبها في وقتٍ تُحمِّل فيه الآخرِين، حشفاً وسوءَ كيلَة، عِبءَ إِعالتِهِ وضمان رَيِّهِ!
(٢)
قُلْ إنَّها صدفةُ الجغرافيا، تلك التي جعلت من جِوارِنا لمصرَ جواراً مُشَاكِساً تعِساً في أغلب فُصُولِ تاريخه الحديث من لدن الغزو التوسعي لحاكم مصر الألباني محمد علي في 1821 والى يوم الناس هذا… تشاكسٌ ما انفك عنوانه المائز: نزعات السيطرة والإِستِتباع وأوهام التملُّك!!.. فإِستقلالِ السودان الذي بدَّدَ الاحلام الكلونيالية للنخبة المصرية بِضَمِّهِ تحت مسمى الشعار المخاتل “وحدة وادي النيل”، قد جعل هذه النخب تتبنى نسخةً مُنقَّحةً من نمطٍ للتفكير أصبحت وفقها لا ترى في السودان المستقل سوى كونه حديقةً خلفية لها ودولةٌ تابعة يُتوَقَّعُ منها السهر على المصالح المصرية والخضوع المطلق لمشيئة حُكَّام القاهرة….
نزعة ضم السودلن وإلحاقه لم تقتصر على العقل الجمعي للمصرييين فحسب، بل تماهت معها وإِعْتقدتْ في “قداستِها” – للغرابة وللأسف – شرائحٌ فقيرة الخيال ومدقعة الهِمَّة من نُخَبِنا السودانية الخائبة التي جسَّدت – “كأروعِ” ما يكون – مقولات الوعي والوعي الزائف ونظريات الإِستِلابْ في تماهيها مع المساعي الكلونيالية المصرية.. الإستثناء النادر في سياقِ هذا التماهي كان موقف حكومة عبد الله خليل التي خالفت التوَقُّعْ حين لوَّحَتْ بالحرب في وجه جمال عبد الناصر إبَّانَ نزاع الحدود السوداني المصري على مثلث حلايب ونتوء وادي حلفا في 1958 …
(٣)
لم يكُ غريباً أن تكون مصر في طليعة الدول التي بادرت بالإِعترافِ بإنقلابِ البشير المشؤوم في الثلاثين من يونيو 1989، حِينَها شرع الرئيس المصري الأسبق مبارك – في ظهِيرةِ نفس يوم سطو الإِسلامويين على السلطة – في تسويق الانقلاب لدول الخليج والعالم شارِباً مقلب ” دُولْ وِلادْنا” من اجهزة مخابراتهِ الفاشِلة..
ما كان غريبٌ أيضاً أن تُبدِي مصر الرسمية إِنزعاجِها من إِندلاعِ ثورة ديسمبر 2018 المجيدة التي نجحت في الإطاحة بنظام البشير وما كان غريبٌ عليها أن تستميت وتبذل أقصى ما في وُسعِها لإِجهاض التغيير في السودان عبر دعمِها ورعايتها اللَّصيقة للمجلس العسكري في الفترة التي سبقت تشكيل هياكل السُلطة الإنتقالية.. ذلك غيضٌ من فيضِ وقائعٍ جمَّة أغضبت السودانيين وما تزال، إلا إنّ هذه المواقِف في حقيقتِها كانت مُتّسِقةً مع التقديرات النفعية المستديمة للأنظمة المصرية التي ترى ان تغييب الإرادةِ الحرة للسودانيين يُسَهِّلُ كثيراً على حكام القاهرة تمرير أيَّةُ إِشتراطاتٍ على السودان – المحكوم أوتُوقراطيَّاً – تكون مُحصِّلتها تعظيمُ المصالح المصرية، حتى وإِنْ تناقضت مع المصالحِ الحيوية للسودان …
الشاهد ان النظام البائد، ومن فرطِ عُزْلَتِهِ “المجيدة” وهوانهِ على الناس، كان سَلِيبُ الإرادةِ، يبتزَّهُ المصريون – الذين أَتقنُوا معه لعبة لَيَّ الذراع – أَنَّى شاؤوا.. (توخيا لِلإِنصَاف – كانت التقديرات المستقلة للسودان في قضية سد النهضة إِستِثناءً نادِراً في هذا السياق بالرغم من العجز التام لنظام البشير عن الإستثمار في هذا الموقف إِستراتيجياً إزاء كل من مصر وإثيوبيا، وهذا ما سنعود إليه لاحقا في مقالٍ منفصل)..
(٤)
الآن، وبعد إنتصارِ التغيير وتشكيل د. حمدوك لحكومةِ الثورة، فقد آن لنا أن نسلط الضوء على شؤون طالما أجَّلنا إثارتها لينصرف الجهد وقتها الى حسم معركة إِسترجاعِ الوطن والسلطة من بين براثنِ طغمة كليبتوقراط المؤتمر الوطني.. لا ريب ان من ضمن هذه الملفات ذات الأهمية الوطنية القصوى: قضايا الحدود، الموارد الاستراتيجية، العلاقات مع دول الجوار والمصالح العابرة للحدود التي فَرَّطَ فيها النظام المندحر أيُّما تفريط..
يطمعُ الكاتب من خلال اثارته لهذه المسائل تباعاً في إغراءِ المهتمين بالتمعن فيها ومناقشتها بعمق وصولاً الى بلورة رؤى وطنية يستهدي بها المفاوض السوداني ويستعين بها صانع القرار حين تُطرحُ قريبا على الطاولة، ولِحسنِ الحظ إن متّخذَ القرار فيما يلي موضوعُ هذه الحلقات هو صديقنا الدكتور ياسر عباس، وزير الرَّي، الذي نعرف وطنيَّتهِ الصادقة وتأهيلهِ الرفيع في جامعة دِلفت الهولندية.. (غنيٌ عن القول إنّ هنالك بالطبع ثمة أفكار من الضروري تدارسها في دوائر مغلقة، لان إستعراضها عَلناً قد يؤدي الى الإضرار بالموقف التفاوضي للسودان)..
(٥)
ملف المياه – ظاهِراً أو مُستتِراً – هو الأهم بإمتياز في علاقات مصر بالسودان..
تاريخياً ، لم يتعامل حكام مصر مع السودان كمُحتلِّينَ عابرين، بل كَمُلَّاكٍ لضيعةٍ ينهبون مواردها ويهبون أراضيها كيفما اتفق.. فالخديوي عباس حلمي لم يتورع عن “التنازل” لملك الحبشة منليك الثاني عن إقليم بني شنقول السوداني، في مقابل تَعهُّدْ الحبشة بعدم إنشاء خزانات على النيل الأزرق!!!!.. تلك المقايضة تضمنتها اتفاقية أديس أبابا الموقعة في 15 مايو 1902 التي أَفقدتْ السودان، وربما إلى الأبد، اقليماً كاملاً بسكانه واراضيه نظير “ضمان” أحتمال ان لا تعطش “الشقيقة”!!!!
نجد أنفسنا مضطرين لأخذِ الصفوة المصرية – المُتنفِّذة والمُفكِّرة – بالشِدَّة لأنها تعاني من خللٍ مزمن في التفكير وضلالِ التدبير عند إِقبالِها على ملف المياه .. منشأُ هذا الضلال يعود في تقديرنا، إلى صلفِ هذه الصفوة وتبنيها لعقيدةٍ فاسدة فحواها أن مياه النيل ” حقٌ خالصٌ لمصر، لا شريك لها”، تتصرف فيها كما تشاء: منعاً بلُؤمْ أو منحاً على مضض!!.. دونكم اتفاقية مياه النيل (1929) التي لم “تتفضل” فيها مصر – بعد تَمنُّعٍ – على السودان إلا بسحب 4 كيلومتر³ (او 4 مليار متر³) كحد أقصى للري والشرب في مقابل نصيبها الذي حدّدتهُ ب 48 ملياراً، كما أن الاتفاقية قيَّدت سحب السودان للمياه بأن يكون حصراً بين يوليو وديسمبر من كل عام واشترطت أن تبني مصر خزان جبل اولياء وتديره لصالحها بجيش من موظفي الري (معظمهم في حقيقة الأمر من سلك المخابرات)!! ..
ودونكم أيضا اتفاقية 1959 التي لم تنصف السودان كثيراً.. فهي، وأن ارتفعت بنصيبه إلى 18,5 كيلومتر³ من المياه، إلا أنها – ومن ضمن مآخِذَ أخرى كثيرة – حَمَّلتهُ، للغرابة، عبء تقاسم فاقد التبخر المهول من مياه بحيرة السد العالى (10 كيلومتر³ سنوياً) رغم أن مشروع السد مصريٌّ بالكامل!!
على أن إنفراد مصر بنصيبِ الأسد من مياه النيل لأكثر من قرن (على الاقل منذ اتفاقية أديس أبابا 1902) كان لابد له أن ينتهي، رغم صعوبة الفطام، فالثقل الجيوسياسي لمصر ونفوذها الإقليمي شهِدَ ويشهد تراجعاً مطرداً في الوقت الذي تتزايد فيه احتياجات المياه للدول الشريكة في حوض النيل، فهذه الدول ترى أن الاتفاقيات السابقة لقسمة المياه قد عفا عليها الزمن ولا تعنيها..
Obsolete
(٦)
ما نحن بصدده الآن هو مقاربة قضية المياه عند الجانب المصري من زاوية تحليل الطلب في لغة الاقتصاديين، لنرى مدى إِتِّساقِ مطالبات المصريين مع المنطق والواقعية المطلوبة على هُدَى مبدأ الاستخدام المنصف والمعقول للمياه ومن ثم سندلف إلى خلاصات نتمنى أن تتعامل معها القاهرة – شعباً وصُنَّاعَ قرار – بعقلانيَّة وبِلا تشنُّجْ..
خذوها منا يا جيراننا في الشمال، فجيلنا مختلفٌ عَمَّنْ خبرتموهم من ساستِنا الذين قال أحدُهم، فُضَّ فُوه “من أجل مصر سأقبلُ أن أتنازل عن رئاستي للحكومة و أصيرُ قُنصُلاً في أسوان”!!.. لقد إنطوى عهدٌ وولَّى زمان يُطلَبُ فيه منا كسودانيين ان نقف حُرَّاساً للمصالح المصرية على حساب مصالحنا الوطنية.. الحساب ولد، أو كما قِيل..
لنا موعد في الحلقة القادمة

هوامش:
للمزيد عن اتفاقيتي مياه النيل راجع:
1. فيصل عبد الرحمن علي طه. مياه النيل: السياق التاريخي والقانوني (مركز عبد الكريم ميرغني، 2005)
2. أحمد عبد المجيد الحاج، القواعد الدولية التي تحكم توزيع مياه الانهار: تعليق على نهر النيل (رسالة ماجستير، جامعة الخرطوم، بدون تاريخ)

[email protected]

‫8 تعليقات

  1. ولكن يا حبيب، وبعيدآ عن السياسة، نجد ان مصر هي افضل الدول العربية عند السودانيين، ويفضلونها عن السعودية ودول الخليج.
    *- يفضلونها عن ليبيا التي فيها تجارة الرقيق والزام السودانيين بالانضمام لقوات حفتر.
    *- عن تونس التي اصلآ ما عندها علاقة لا مع السلطة الحاكمة او الشعب.
    *- اسم السودان في صحف الجزائر والمغرب وموريتانيا فقط في الصحف.
    *- لبنان تعتبر السودان بلد افريقي.
    *- كم عدد السودانيين في العراق؟!!
    *- العلاقة بين السودان وسورية فقط يكمن في عدد اللاجئين عندنا!!
    *- لا يوجد سوداني واحد في فلسطين، بينما عددهم في اسرائيل قارب ال(٦) الف سوداني.
    *- عدد اليميين في السودان لا يزيدون عن (١٠٠) شخص، اغلبهم جاءوا للعلاج.

    1. مصر جار السوء مصر لم تعمل يوما ما على فهم طبيعة الشعب السوداني مصر تتعامل مع السودان وفق مصالحها فقط ومن قال لك أن السودانين يفضلون مصر على السعودية ودول الخليج هل سمعت بالمثال القائل مجبر اخاك لا بطل على المصرين أن يشربوا من البحر تأكد أن سوداني واحد لن يتعاطف مع المصرين لأنهم شعب اناني يحب مصالحه فقط أقسم بالله لو كانت اسرائيل جار للسودان أفضل من جوار جار السوء مصر

  2. هذا المقال الذي يُنشَرُمُنجَّماً،

    ليتك نجمت الكلمات أيضا.

    قرأت مقالا قبل هذا على النمط نفسه من التشابك.

    أما مصر فتريد ما ليس لها، ولا ترى لغيرها أحقية فيما ترغب فيه هي.

  3. الاخ بكرى الصائغ لك التحية و التقدير أنا من المتابعين لما تكتبه مباشرة تحت إسمك او معلقا على موضوع ما دون مداخلة منى قبل هذه المرة و التى تجدنى أختلف فيها معك على تعليقك أعلاه و تعقيبا عليه اضيف بالآتى :

    = إن كثرة السودانيين و زيادة عددهم فى دولة ما ليست مقياس لتفضيل تلك الدولة و هنا أجد هذا التقييم غير مختلف فى الوسيلة عن ما كان قائما لدى الاباء و الاجداد حيث هى العاطفة تجاه مصر و ليست المصلحة المرجوة من كل علاقة أيا كان نوعها .
    من ناحية أخرى و من خلال مسيرة هذه العلاقات الطويلة الممتدة من ازمنة قديمة نجد أن النظرة إلينا عبرها لم تختلف من قبلهم على أى مستوى إجتماعى كان او سياسي ، و إذا أبعدنا السياسية كما قلت أنت عدم الاختلاف هذا لم ينتج من رأي مجرد إنما تدعمه حقيقية الواقع و المعايشة ممارسة الامور الحياتية اليومية المعتادة من المقيمين هناك ، وهذا لا يحتاج لإثبات فالدليل عليه قائما من الاخبار التى تنشر هنا و هناك من أشكال المعاملة الرديئة التى يجدها السودانيين فى تلك الدولة و انا و انت والاخوة المتابعين لسنا محتاجين لإعادة ذكرها هنا فهى موجودة على كل الوسائط و موجود منها الكثير فى نفوس اهلنا الذين تعرضوا لمواقف سلبية و لم ينشروها او لم يجدوا طريقة لنشرها .
    = بعضا من تلك الدول التى اوردتها نأخذ منها تونس عدم وجدود سودانيين فيها ليس مرجعه إلى عدم القبول للشخصية السودانية إنما راجع للنظرة التى نظرنا بها رئيسهم السابق الحبيب بورقيبة و الذى دعى إلى عدم منح السودانيين تأشيرة الدخول لبلده خوفا من تأثير ذلك على شعبه و تأثرهم بفهم السودانيين السياسي الذى قد يؤدى إلى وعيهم و ثورتهم عليه و أظنك من جيلي الذى سمع مقولته التىكانت متداولة بأن نميرى اكثر رؤساء الدول العربية تعبا لأنه يحكم 37 مليون سياسي و أضاف أن راعى الغنم فى السودان لا يقود قطيعه إلا بعد أن يقرأ جريدة الصباح .
    غير تونس أتفق معك على أن بعض الشعوب لا تعرف عن السودان الكثير ولا عن الشخصية السودانية و كان الحكم عليها فى السابق مختل لكنهك بعد خروج السودانيين و هجراتهم عرفتهم شعوب تلك الدول و أصابتهم العاطفة النبيلة تجاهنا و إذا كان ذلك بالنسبة للمورتانين فالامر مختلف بالنسبة للسوريين و اليمنيين الذين عاشوا بيننا من القدم و جالياتهم كانت من اكبر الجاليات فى السودان و ما دكان اليمانى عنا ببعيد او طابونته هذا غير هجرة السودانيين إلى اليمن و عملهم بالتدريس ثم هجرتهم هم أنفسهم إلى بلدهم بعد إكتشاف البترول و من الناحية السياسية كانت سياسي اليمن الجنوبى يستلهمون وعيهم من السودان .
    اود أن أشير إلى أمر معنا فى بلد الغربة الذى نعيش فيه مجموعة من الجنسيات العربية كل حسب توجهه كانت نظرتهم و مازلت إلى التغيير الحصل فى السودان نظرة إعجاب و تمنيات غير تلك التى كانت لدى المصريين فهم لم ينظروا الثورة إلا بالقدر الذى يحقق المصلحة لبلدهم ومتابعتهم لم تكن إلى للوقوف على ما يمكن أن يجنوه منها و هذا لمسته من العاملين معى و هم على درجة من العلم فمنهم الاقتصاديين و منهم المستشاريين القانونيين و هؤلاء ليسوا بالعاديين و أكيد ما يخرج منهم من قول يختلف الاخذ به عن العاديين منهم .
    نحن فى حقيقة الامر تتضررنا من علاقتنا بها و لم نجد يوما أن العلاقة متوازنة فى الجوانب كلها حتى الاجتماعى منها و لذلك يكون من الضرورى إعادة تقييم تلك العلاقة و تصنيفها حتى نكون قادرين على مواجهة إي إسقاطات بل لنعمل من أجل أن نعلمهم كيف يحترمونا .

    لك كل الود

  4. أخوي الحبوب،
    ابو مازن،

    تحية طيبة لشخصك الكريم.

    ارجع واعيد يا حبيب، ان مصر رغم مافيها من سلبيات تجاه السودانيين علي مر العصور، فهو بلد يعتبر “احسن السيئين” بالمقارنة مع البلدان العربية الاخري، ويفضلها السودانيين عن غيرها من بلاد عربية اصلآ اغلبها لا يعترفون بالسودان كبلد له سيادة وهيبة.

  5. الحبيب مريود.. شكرا على مرورك رغم رائحة السخرية في مداخلتك..

    يبدو أن اختلاف إصدارة MS Office لدى الاخوة في الراكوبة قد فعلت الافاعيل في نص المقال و ألوم محرر الراكوبة على الترخص في مثل هذه “الاعتداءات” على النصوص..

    عموما، يمكنك مطالعة المقال في سودانايل حيث انه متاح هناك بدون عيوب “راكوبية”

    http://www.sudanile.com/index.php/منبر-الرأي/34-0-6-8-3-1-6-8/118957-على-المصريينَ-أن-يشربوا-من-البحر-١-من-٣-بقلم-خالد-الطاهر

  6. أنا سأذكر فقط موقفين للمصريين في تعاملهم مع السودان والسودانيين، ولكم أن تحكموا عليهم بأنفسكم :
    1- في ظروف مظاهراتهم الأخيرة ضد السيسي، قال أحد المتظاهرين: “إذا السودانيين الكسالي والمتخلفين، عملوا ثورة، فمن باب أولي أن نقتلع نحن السيسي”…..المصريين جبناء، والدليل أنهم لم يعرفوا في تاريخهم الطويل حكماً مدنياً، إلا لسنة وأحدة فقط…..

    2- هل يعلم السودانيون إن أعظم فرعون حكم مصر حتي البحر الأبيض المتوسط، هو ترهاقا (Taharqa) ملك مملكة كوش في الفترة من 1000ق.م. إلي 350ق.م.
    إلا أن المصريين قد حذفوا فترة حكم مملكة كوش لمصر من تاريخهم، وذلك لكي لا يُروي أن فراعنة أفارقة سود قد حكموا مصر…..إنها العائلة الفرعونية رقم 25 التي لا يذكرها تاريخهم الملئ بالمحتلين من كل الأجناس…..
    ؟Can you believe it

    أما ما يقومون به في الآونة الأخيرة من إستضافة لمفاوضات السلام، ما هو إلا لإستمالة السودان للوقوف إلي جانبهم في مفاوضات سد النهضة الأثيوبي…..

    لم ولن ولا يجب أن نقف معهم ضد مصالح أثيوبيا الشقيقة، ويكفيهم أنهم الدولة الوحيدة في الدنيا التي تُخزن مياه السد العالي داخل حدود دولة مجاورة….ولو كنت ترهاقا، لأجبرتهم علي بناء سد جديد بحيث تكون بحيرته شمال خط 22 درجة…..

    إن كل ما عليهم فعله حالياً، هو التخلي عن الرقص والإكثار من صلاة الإستسقاء.

  7. هوي الحلب ديل ما عندهم صله و لا زمه , و لا امانة لهم , و الواحد فيهم يبيع عرضه عشان مال و المصلحه عندهم كل شئ . التعامل يجب ان يكون بحذر و حيطه لأنهم كالحربويا كل يوم في شكل و في لون و مع ذلك مركبين ضنب عقرب. السودان عمره كلو ما حصل جاتو خير من حهة الشمال غير الشر و الانانيه و الاحتكار و المؤامرات طيلة المائة عام السابقه و في وقت السودان يبذل الغالي و النفيس من اجل مصر و لم ينل منهم إلا الخذلان و العار و الخسارات الماديه و المعنويه , و من لم يصدق فالنعدد ذلك:
    – غزو الاتراك الي السودان كان بمساعدة و تعاون مصر و ما تم من سرقة الذهب و الاثار و كنوزها مع ابشع انواع الاستبداد و البربريه و ما قصة محمد علي باشا منكم ببعيد .
    – الغزوات المتكرره للغزو الانجليز و ما صاحبها من دمار و سرقات للكنوز السودانيه ايضا كانت بمعونة مصر و تسهيلاتها رغم عنها ايضا تحت نفس الاستعمار لكنهم كانوا بتسيدوا علينا لكنهم تحت الانجليز و الاتراك و من اجل اسيادهم استخدموا كل اساليب المكر و الوقيعه لصالح الانجليز إلا السودانيين و ذلك لأن السودانيين بحكم تدينهم كانوا يفتحوا لهم قلوبهم للمتشدقين باللغه العربيه و بينما هم يقذون خناجرهم فيهم .
    – تعامروا و عاكسوا حتي لا يأخذ السودان الاستقلال عن الانجليز حتي اقنعوا الانجليز كحلفاءهم بأن يعطوهم الاستقلال بعد تولي السياده الي عملاءهم بالسودان و ابعاد كل الاحرار و الصادقين في خدمه الوطن و المواطن كنوع من خدمه وعد بها الانجليز حليفها مصر قبل الجلاء , ما كثرة الضباط المصريين بالسودان اثاء الجلاء منكم بغريب حتي وصل الامر بتسمية شوارع بإسم ضباط مصريين .
    – سرقة و نهب الاثار السودانيه و تدمير بعضها و طمس المعالم و نشر الشايعات بين مواطنين المنطقه بأن هذه الاهرامات خرابات و قبور كفار لا فائده من ذكرها و الالتزام بالدين و تغير التاريخ و جعلها تبدأ من دخول العرب السودان و جعل ما قبل ذلك فترة تبعيه لمصر ليس إلأ , ثم اخذ فئات من اولاد ذو النفوذ في المنطقه و الذهاب بهم الي مصر بحجة التعليم و بينما هم كانوا يهيئونهم لنشر الفكر التبعي .
    – تغير اتفاقيات مياه النيل و استخدام السودانيين كوسيلة ضغط علي الافارقه لنيل نصيب الاسد من المياه حتي حرمان السودان نفسه من حصته القليله و محروم من استغلاله .
    – نخويف الشركات العالميه من الاقتراب او الاستثمار في السودان بعد نشر اكاذيب تخويفيه كمنطقه غير آمنه و ما شابه حتي يأتول فقط الي مصر و بالذات الدول العربيه و الشعب المصري اصبحوا لا يعلمون شئا البته عن السودان .
    = قيام السد العالي ابان فترة الاتحاد السوفيتي بطريقه اقرب الي المنحه المجانيه و الذي قروشها يدفعها الحكومه المصريه في شكل تصدير البرتغال و اليوسف افندي الي روسيا حتي يومنا هذا و ذلك طمعا للسوفيت لجعل مصر شيوعيه بعد نشر الفكر الشيوعي جنوبا إلا مصر مكرت بهم وانقلبت غربا , و السودان ساند مصر حتي تحمل في سبيل ذلك غرق مدن و قري و طمر ملايين النخل و ترحيل سكانها قصرا الي اماكن جهجه اخري و لم تستفد من وراء ذلك اي مادة و لا حتي كيلو واط واحد من كهرباء السد و لا مشروعا لاهالي المناطق المنكوبه الي يومنا هذا .
    – احتلال اراضي حلايب و شلاتين بمجرد محاولة فئه مصتنعه لاغتيال الرئيس المصري باثوبيا و بعلم المخابرات المصريه حتي الاسلحه كانت مفبركه و زخائر فشنك و السودان حوصر اقتصاديا و امنيا و كله بسببه و كله بمعاونة مصر و تخطيطها و السودان ما وجد إلا الحصار و السمعه السيئه عالميا.
    – حتي مشاريع الري المصري المزيفه كله لاهداف مصريه صرف و ليس للسودان من فائده حتي المياه الزائده من وراء هذه المشاريع المصريين يمنعون السودان لاستحدامه حتي و إن كانت من اجل الشرب كمثال مشروع مياه شرب مدينة بورتسودان و مدينة الابيض من مياه النيل , هم بس دايرين المويه دي تجري ليهم و بس حتي تموتوا عطشا كلكم .
    – في السودان سفاره و اكثر من 6 قنصليات دبلوماسيه مصريه شغلهم شنوا في زول شكه و لو مره , كقنصلية مصر في الشماليه و قنصلية مصر في الجنينه بدارفور و قنصليه مصر في جوبا و التي تحولت الي سفاره بعد الانفصال و قنصلية مصر في بورتسودان و غيرها كثر ديل شغالين شنوا , ديل كلها بؤو مراقبه و رصد و مصادر فتن و مؤامرات .
    – المصري في السودان عايش زي زي اي سوداني و يلف في اي مكان و مافي زول يعترضوا بينما في مصر السودانين ينكلون بهم و يقتلونهم و برصاص حي كما في حادثة ميدان التحرير حيث ذبح المئات بدم بارد و بدون مسائله و حاليا في حلايب يقتلون و الابرياء من باحثي الذهب في الصحراء و يصادروا ادواتهم الغاليه و ينكلون , بينما المصريين الذين تمت القبض بهم في مناطق العمليات اسري و افراد امن المصريه الذين دخلوا المياه السودانيه في صفة صيادي سمك يرجعون الي مصر مكرمين و سالمين .
    – هؤلاء لا يتعاطفون مع السودان حتي في الكوره يسبئون و يسمعوننا اقذر الكلمات في حق السودان .
    و هناك الكثير من ما لا حصر له من تظلمات السودانيين من مصر و مع ذلك الشارع السوداني و العلام يكن الاخترام بينما هم يقلون ادبهم بكل وقاحه حتي السينما لم يصوروا السودانيين إلا في دور بوابين و ادوار دونيه و خقيره.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..