مقالات وآراء

الرئيس الفرنسي والطيب صالح ووردي وثورة الشباب

لقد اسعدني الحظ بزيارة العاصمة الفرنسية اكثر من مرة في رحلات عمل .. وما علق بالذاكرة من زيارة للعاصمة الفرنسية باريس يتمركز في ما التمسته فيها من طاقة حيوية ومن إعلاء لشأن الأدب والفن والإعتزاز باللغة والثقافة والتراث الفني ..
أول ما لفت نظري في تلك البلاد هو التركيز على اللمسات الجمالية في المتاجر والمقاهي والمطاعم حتي اضاءات الحركة في الشوارع لا مثيل لها فيما رأيت من المدن ..وهناك أيضا برج إيڨل العتيد والحي اللاتيني والشانزلزيه ثم غابة ”بولونيا“ الحديقة الواسعة الممتدة التي تكبر سنترال بارك نيويورك أكثر من الضعف وهايدبارك لندن أكثر من ثلاثة أضعاف.. باختصار الفن والجمال في كل شيئ وهو الإرث التاريخي الذي تعتز به الأمة الفرنسية إلى جانب الثورة الفرنسية .. ولا عجب فهنا عاصمة النور والجمال والثورة الفرنسية وشعاراتها المنادية بالحرية وحقوق الانسان .. كل هذا يجعلني أتفهم ما صدر من ماكرون من إنفعال بثورة الشباب في السودان التي جسدت مبادئ الحرية والسلام والعدالة وازدانت شعاراتها وأحداثها بلوحات وأهازيج الفرح وأغنيات الحب والخير والجمال .. والرئيس ماكرون وهو يحمل كل هذا الإرث الثقافي من الفنون والجمال والثورة دفعه أن يقول في المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع رئيس الوزراء حمدوك أن يقول: ”السودانيون يستحقون وطنا جميلا مثل كتابات الطيب صالح و موسيقى محمد وردي“ ..
ما قاله ماكرون في المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع رئيس الوزراء حمدوك واشاداته المتكررة قبل ذلك بالثورة السودانية كلام كبير خاصة عندما يلتقط اثنين من اكبر الرموز التي يعتز بها السودانيون الطيب صالح ومحمد وردي ..
أنا أرجح على الأقل أن الريئس ماكرون إطلع على رواية موسم الهجرة الى الشمال للطيب صالح في ترجمتها الفرنسية ..
ومن منا من لا يعرف الرواية الأشهر والعمل العربي الأدبي الوحيد الذي تم طبعه ضمن سلسلة
بنجوين للأدب الكلاسيكي العالمي التي تحتفي بكبار كتاب الغرب واعتبرها نادي الكتاب الدولي في كوبنهاجن ـ الدنمارك واحدة من أفضل مئة عمل في
التاريخ الانساني ..
وبالرغم من أن روايته موسم الهجرة إلى الشمال قد تمت ترجمتها إلى معظم اللغات الحية إلا أنه كما
ذكر لي رحمه الله أثناء تبادلنا الحديث في داري بواشنطن أنه يعتبر الترجمة الفرنسية أجود ترجمة للرواية ولا عجب في ذلك فإن من قام بهذه المهمة – إن لم تخني الذاكرة – الكاتب والمفكر الفرنسي المرموق جاك بيرك .. هكذا تتوالى شهادات الإعجاب بهذه الثورة الرائدة ومازال المستقبل يحمل المزيد من ثمارها ..
د. الفاتح ابراهيم

واشنطن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..