المقالات والآراء

السلام هو الحل

تنطلق غدا بعاصمة جنوب السودان جوبا مفاوضات السلام بين الحكومة و حركات الكفاح المسلح، و تحظى هذه المفاوضات بفرصة حقيقية لتحقيق السلام في ظل ثورة ديسمبر التي أقتلعت نظام الحرب و الدمار من خلال شعارها الخالد ( حرية ، سلام ، عدالة ) ليكون السلام حاضرا عبر كل مواكب الثورة حتى انتصرت .

ستكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ السودان التي يلتقي فيها المفاوضين حول السلام و هم شركاء في إنجاز ثورة جماهيرية غيرت الواقع في الوطن و مهدت الطريق للوفاق و السلام ، لذلك ليس متوقعا ان تمر هذه المفاوضات باي عقبات قد تجعل من تحقيق السلام مستحيلا .

في الماضي كان المتحاورين يلتقون و هم في الأساس متنافرين ، فالحكومة في نظر الحركات هي حكومة مغتصبة و قاتلة و فاسدة ، و الحركات في نظر الحكومة حركات متمردة مارقة عن إجماع الوطن، لذلك كانت لقاءات الطرفين في السابق لقاءات يسودها كثير من عدم الثقة ، و يزيدها كابة غياب الشعب و أثر الشعب على اجواء التفاوض حيث كان الشعب دوما أبرز الغائبين عن تلك اللقاءات ، لذلك كانت المفاوضات تتطاول ، تنفض لتنعقد و تنعقد لتنفض كحجوة ام ضبيبينة و لا تخرج بنتائج مرضية ، و حتى الاتفاقيات التي وقعت كانت في محصلتها النهائية عبارة عن اتفاقيات ثنائية بلا ثقة و بلا سند شعبي ، لذلك سرعان ما تنهار و تعود الحرب من جديد .

الآن الوضع مختلف، سيلتقي الطرفان تحفهما الثقة و يظللهما وجود الشعب المتطلع لإنهاء صفحة الحرب و بداية صفحة السلام و التنمية .

على المتفاوضين ان يستشعروا وفاء الشهداء و عنفوان المواكب التي انطلقت في كل شبر من أرض الوطن تنادي بالسلام و تهتف ( يا عسكري و مغرور ، كل البلد دارفور ) ، و عليهم ان يلتزموا كذلك بالجدول الزمني لإعلان جوبا و الذي حدد انطلاق المفاوضات غدا كما حدد سقف التفاوض لينتهي في او قبل ١٤ ديسمبر ، مما يمهد للاحتفال بالاستقلال و رأس السنة الجديدة و قد تحقق السلام في سماء السودان.

دفع شعبنا ثمن الحرب جوعا و تشريدا و فقرا و حان الأن أوان أن يتوقف صوت الرصاص إلى الابد و ان نرى ( مكان الطلقة عصفورة ، تحلق حول نافورة، تمازج شفع الروضة ) . حان أوان أن نصنع السلام لتنطلق العربة من كسلا إلى الجنينة لا يحرسها طوف و لا يمر بخاطر ركابها خوف، و أن تنطلق عربة أخرى من نيالا إلى الحدود السودانية الإثيوبية لا تسمع رصاصا و لا ترى مشردا و لا معسكرات لجوء ، حان أوان أن نحيا كما يحيا العالم ، بلا حرب و لا دمار ، و أن ننصرف نحو التعليم و البحوث و التنمية حتى نصنع وطنا يشبه ما استشهد من اجله الثوار .

يوسف السندي
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..