مقالات سياسية

لابد من فصل وزارتي التجارة والصناعة عن بعضهما !!! 

سيف الدين خواجة

عطفا على الازمة الاقتصادية الطاحنة والتي ضاعفها طول أمد الإنقاذ مما انعكس على مستوى معيشة الجماهير اليومية بشكل جعلها أقرب للجحيم من البؤس والشقاء، لهذا لم تكن قوي الحرية والتغيير موفقة -في ظل هذه الظروف- في دمج وزارتي التجارة في وزارة واحدة، وهو شئ لا يجوز إلا في شكل برنامج إعلامي كما في إذاعة البي بي سي، والذي كان يقدمه أستاذنا محمد خير البدوي، وبمناسبة الإعلام، فمنذ أربعين عاما سمعنا خبر فوز صناعة الصابون التي يملكها الشيخ مصطفى الأمين حينذاك بجائزة ألمانية، ذاك حين كان رجال صناعتنا وأعمالنا مسلمين، وليسوا إسلاميين طفييليين غير منتجين بل مجرد مستهلكين متاجرين في رزق الغلابة، لا يخفون مخزن ساكر كامل، ويتهمون النمل بأكله.

أعود فأقول، دمج هاتين الوزارتين خطأ فادح، لأن وزارة التجارة أكبر همها معاش الناس، وكان اسمها الأساسي وزارة التجارة والتعاون والتموين، وفي ظل اختصاصاتها تلك، لم نعرف شظفا ولا قلقا على المؤن والغذاء، ولسوء حظنا وفساد الإنقاذ جرى إهلاك إدارتي التعاون والتموين، مع الحرث والنسل، فطاشت سهامنا كما في كل المشاريع الموروثه، والتي بدل تطويرها بوسائل حديثة لحقت أمات طه ومعها الوطن بكامله.

وكنت أظن أنسب وزير للتجارة الخبير الاقتصادي التيجاني الطيب الذي تنبأ بزوال الانقاذ بسبب الخبز، وله من الخبرة والإحصائيات والمعلومات ما يعين على حلحلة مشكلة الناس بأسرع  وتيرة ممكنة، خاصة أن الوزارة الآن أفرغ من فؤاد أم موسي من حيث المعلومات والاحصاءات كشأن كل السودان.

والفراغ في مجال المعلومات والإحصاءات كارثة الإنقاذ الكبرى، وهو ما جلب لها المتاهة، فكيف لبلد أن تتقدم بدون معلومات.

والآن وحتي كتابة هذه السطور لا زالت الأخبار تتكلم عن الأزمات المتلاحقة في حياة الناس والغلاء وفوضي الأسعار، وآخر من يفتي في هذا وزارة التجارة، وهي تلتزم أضان الحامل طرشاء، ولا يلوح في الأفق القريب ما يشير إلى أن الوزير الجديد فعل شيئا، ولا أظنه قادرا على الحركة السريعة في ظل هذا الدمج، الذي ما كان له أن يقع، وعليه فان صبر الجماهير الآن يتكئ على الحالة النفسية المريحة بسبب زوال كابوس الإنقاذ فقط، ليس إلا، وبعدها سينفجر الوضع ما لم يتدارك الوزير بالتعجيل باستنهاض هذه الوزارة، خاصة إدارتي التعاون والتموين، ولو أدى الأمر إلى تجنيد كفاءات جديدة، والعمل بأعجل مما تيسر لمعرفة مقدار المخزون الاستراتيجي من كل المواد الضرورية، وطرح عطاءات في مناقصات مفتوحة التنافس بشروط   دقيقة وعلمية، على أن تتسارع الخطي لعودة التعاونيات بأسرع ما يمكن في الأحياء وأماكن العمل كما في السابق وفق أسس وضوابط قانونية، وهو نظام كنا نجيده، وكان معينا طيبا في سد الثغرات والنقص.

وكنت قد قابلت الراحل عبد الله حسن أحمد في ندوة بالدوحة، وناقشته في أمر التعاونيات -عندما كان وزيرا- ووافقني على ذلك، وقال لي بالحرف: سأفعل ذلك عقب عودتي من هذه الجولة، لكن تم اعفاؤه بعد الجولة مباشرة، وقد لاحظت هذه السنة في حكم ما إن يزورنا وزير ويعدنا بالعمل جادا فيما أوصينا به حتى تتم إقالته، كما حدث مع الاستاذ  رزق وزير الشباب والرياضة مرتين، ومحمد يوسف وحاج ماجد سوار، فوقع في روعنا أن الإنقاذ غير جادة في عمل شئ لصالح الوطن، وكل همهم الحكم لصالحهم ولمزيد من مص دماء الجماهير، فأوروثونا بلدا خرابا من الأزمات المتلاحقة المتراكمه.

فيا قوي الحرية افيقوا من سباتكم وافصلوا وزارة التجارة عن الصناعة لانهما وزارتين فيهما خراب كثير، ولن يستطيع وزير واحد إدارتهما بالمرة وسيتوه في وضع لا يحتمل مزيدا من السوء، فهل من مجيب؟

تنويه:

باسمي واسم آل خواجة وآل كلمون وعموم آل سوار الذهب أنعي والدتي: الحاجة: أم الحسن طيفور خواجة التي توفيت مطلع الشهر الجاري.

رحمها الله وغفر لها وأجزل مثوبتها ورفع درجتها في الصالحين وأنزلها منازل الصديقين والشهداء والصالحين. آمين.

سيف الدين خواجة
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..