أخبار السودان

شقيق الشهيد أحمد الخير: كُنا نستعد لمناسبة زواجه لكنهم غدروا به

حاورته: سلمى عبدالعزيز

* أين كانت بداياته التعليمية؟
يقُول سعد مُسترجعاً الذِكريات: دَرس الشهيد أحمد الخير أحمد عوض الكريم في مدرسة”الشرقية”بحاضرة ولاية البحر الأحمر- بورتسودان- حتى الفصل الرابع أساس؛ثم عاد إلى”خشم القربة”وإلتحق بمدرسة أبوبكر الصديق، أحب “بورتسودان” فعاد إليها مُمتحناً الشهادة السُودانية.
* والمرحلة الجامعية؟
إلتحق بجامعة الجزيرة كُلية عُلوم الحاسوب قسم هندسة الحاسوب.
* أحَكِي ليّ عنه؟
يقُولون من الصعب الحديث عن شخص تُحبه؛ويصعب للغاية الحديث عن أحمد “أخوي”.
ثم أستجمع قُواه وقال:
أحمد هادئ الطبع مُنذ طُفولته، هادئ بُكل معنى الكلمة، وفي كُل الأحوال، حتى في مُناقشته للقضايا السياسية الساخنة.
واسترسل وكأنه أحب الحديث عن أخيه : “ياخ حتى في محاججة خُصومه؛ هادئ”، غير مُندفع، يُعطي كُل ذي حق حقه، نادر ما يغضب، مُتأني يكره الإستعجال. ثم إنه محبوب العائلة لحُبه التواصل والخير للجميع .
*له من إسمه نصيب ؟
حُب الخير من شِيمه،وُهِب عِفة اليدِ واللسان، قد يكون اكتسب هذه الصفات من مِهنته التي أخلص لها وأحبها، وأعتقد أن هذا ما دفعه للكشف عن قضايا الفساد والمُفسدين.
*علمتُ أنه كان “بُعبعاً” للكيزان بخشم القربة؟
كَرِه فسادهم، أيّ إنسان فاسد كرهه، ولأنه يُحب الصدق والأمانة في كُل تعاطيه لم يستطع اخفاء ذلك.
*علمتُ أيضاً إنتمائه لحزب المؤتمر الوطني في بداياته؟
مُنذ دُخوله المرحلة الثانوية قرر أحمد الإنتماء للحَركة الاسلامية وقد كانت آنذاك في أوجها، أذكر أن عمره لم يتجاوز الـ(١٤) عاماً.
*هل تذكر التاريخ؟
نعم في مطلع العام (١٩٧٩).
*هل استمر معهم ؟
بعد المُفاصلة الشهيرة، وقف أحمد على الرصيف، لا مع البشير ولا مع التُرابي. ولكنه وبعد فترة محدودة عاد للحزب المؤتمر الوطني وتحديداً في (٢٠١١) وهي بداية الخلافات بينه والحزب الذي كان يعمل في نشاطه الطُلابي بحُكم عمله بالتدريس.
*هل تذكر أسباب الخلاف بينه والوطني؟
نهجِه الاصلاحي، وقد ورث هذه الصفة من أجداده بالمنطقة الذين تركوا الحزب مُبكراً بعد تفشي الفساد وتجذره في الحكومة.
*لكنه واصل؟!
نعم أستمر أملاً في تطبيق نهج الاصلاح الذي كان يُؤمن به. وكتب في ذلك مقالات كثيرة، أهمها كان عن رفضه ترشيح البشير لانتخابات (٢٠١٥)، إذ كان يرى أنها غير حقيقية ولن تأتي سوى بفوزه مرة أخرى، وكان يدعو المواطنين لعدم ترشيحه في العلن واصفاً ما يحدث بالمهزلة.
*هُناك قضية تزوير النقابة الشهيرة؟
“دِي الجابت ليه العداوة” قالها بإندفاع – ثم استطرد فتح الشهيد في العام (٢٠١٦) بلاغاً مشهوراً ضد نقابة المعلمين – موجود حالياً بصفحته الشخصية على فيسبوك – ونُشر في العديد من الصحف ذاك الوقت مُتهماً جهات عديدة تابعة للحزب بالضلوع في تزوير انتخابات النقابة.
* ما حقيقة انتمائه للمؤتمر الشعبي؟
استعان في هذه القضية بالمؤتمر الشعبي الذي أعانه في تقديم البلاغات ضد النقابة، وقتها كان المؤتمر الوطني في كامل قوته وعنفوانه، لم يتبنى أياً من المحامين القضية كاملة لذلك أستعان بمُحامي الشعبي.
*عانى كثيراً من كشفه للحقيقة؟
جلبت له العداوة والكره .
*لم يستسلم ؟
أبداً، خاض معركة أُخرى مع والي الولاية آدم جماع مُتحدثاً عن فساده بالولاية وأكد أنه استولى على ” قروش” الولاية لنفسه. وكتب عشرات المقالات التي تكشف فساد”جماع” يسير منها وجد حظه من النشر.
* زول دُغري؟
ما بحب ” اللولوة” أي زول بتاع لفّ ودوران ده ماعنده ليه حاجة، زول دُغري جدّ ، وكان دائماً ما يقول السياسة يجب أن تكون بصدق وأمانة.
*عمله بالتدريس؟
التحق بالتدريس في العام (٢٠٠٧) استاذاً لمادة الحاسوب في مدرسة البُطانة الثانوية، ثم عمل بمدرسة القيادة الثانوية بنين، وبسبب مشاكله مع النقابة في العام (٢٠١٦) تم نقله مديراً لمدرسة منطقة حُدودية، ثم عاد للعمل بمدرسة (ستيت) في خشم القربة نظراً لمرض الوالد والوالدة.
* فُجعت الأسرة بوفاته؟
بعد وفاة الوالد والوالدة في العام (٢٠١٦)، كان هو الأب والأخ في آن واحد، القُدوة والسند، تحمل مسؤوليته كأخ أكبر على أكمل وجه. أيام وفاته من أكثر الأيام التي مرت علينا حزناً في حياتنا، لم تُعاني الأسرة الصغيرة فقط، تفشى الحزن على أمتداد الأسرة الكبيرة ” الصغير قبل الكبير”، نعيش في موجة من الحزن لم تفارقنا مُنذ ما حدث.
*كُنتم تستعدون لمناسبة زواجه؟
تأخر زواجه لمُراعاته لنا، وقد كان يُعِد نفسه للزواج إلا أن موته غدراً كأن أسرع .
*خشم القربة لم تحتمل الواقعة؟
خرجت عن بكرة أبيها تُردد أسمه، لم يبق أحد حتى أطفالها كان يُرددون (استاذ أحمد شهيد).
*وتلاميذه؟
سطروا ملحمة بُطولية ستُحكَى للأجيال القادمة حتماً، عندما رفض المعلمون امتحانات الولاية ومن ثمة وافقوا بعد تقديم عُدة ضمانات، دخل التلاميذ مُجبرين لقاعة الامتحان وتفاجأ الأساتذة بأنه لم يُجب أحد على الأسئلة وكتب تلاميذه على الورق ” كُلنا استاذ أحمد ” ثم جمعوا الورق وخرجوا.
• اقتربنا من صدور الحكم النهائي؟
المحكمة تسير في الاتجاه الصحيح ونسأل الله أن يحق الحق قريباً. لم يصدر الحكم النهائي، صدر حُكم مبدئي بتوجيه التهم للمتهمين، الذين وُجهت لهم تُهم بالمادة (١٣٠) القتل العمد، والمادة (٢١\١٣٠) الإشتراك الجنائي، والمادة (٢١\١٦٤) الحجز غير المشروع نسبة لاعتقاله وحبسه وسوف يُحاكمون وفقاً لهذه المواد. بينما تمت تبرئة ثلاثة منهم.
* تترقبون الحُكم بنفاد صبر ؟
السُودان بأكمله يترقب صُدور الحكم، كُل الذين تورطوا في إزهاق روحه الطاهرة وسفك دمه سواء بالحجز أو القتل الممنهج سيُقتص مِنهم. كُل من كان موجوداً وشاهدهم يُعذبونه بأبشع السُبل، وشاهد القوة المكونة من (٢٦) فرداً والتي حضرت من مدينة كسلا خصيصاً لتعذيبه بمعية ضابط خشم القربة مُتهمون بقتله والتنكيل به.
*تلك الليلة كانت بشعة للغاية ؟
كُل المُحتجزين في خشم القربة تعرضوا تلك الليلة للتعذيب حتى خارت قُواهم، تم ضربهم بلا رحمة، ولكنهم قاموا بإطلاق سراحهم، وتحفظوا عليه ليكملوا ما بدأوه.
وقد أخبرني بعضهم أنهم عندما دخلوا المعتقل وجدوه مُغمى عليه من شدة الضرب والتعذيب والآن المُتهمين ينكرون ذلك،”لكن الله في”.
*البعض رفض تنفيذ حُكم الاعدام على العدد المذكور بإعتباره ازهاق للأرواح؟
قال بغضب: نحن وكافة الشعب السُوداني مهيئين تماماً لصدور حُكم الإعدام في حق الجُناة سواء كانوا (٢٠) ، (٣٠) أو حتى (٤٠) شخصا ،”صلاح قوش ذاتو لو متورط يجب مُحاكمته “.مافي أيّ مُشكلة في العدد مُطلقا. كُل من ساهم في تعذيب أحمد يجب أن يُقتص مِنه قصاصاً يشفي صُدور السودانيين ويُخفف من غيظ القلوب، لأن ما حدث هز كل البيوت” مافي أي إشكال في أن يكون العدد كبير ” في حال تمت ادانتهم . وسيكون الحُكم المنتظر ترسيخاً لمبدأ عدم التعرض لأي مُواطن سُوداني وتعذيبه بهذه الوحشية ولسيادة حكم القانون في البلاد. ومن يفلت من العقاب ستلاحقه دعوات الشعب السوداني الذي يدعوا للشهيد بالرحمة وللجناة بغضب الله.
*كيف تنظر لدعوات رفض حكم الإعدام من قِبل البعض ؟
من يرفضون حكم الإعدام في حق قتلة الشهيد أحمد “هم ذاتم مجرمين”،ويمكنهم أن يمارسوا ذات الفعل الذي قام به الجُناة. نُريد اعدام كل المتورطين والاقتصاص منهم، أياً كان العدد، كل من حمل “خرطوشا” في يده وفعل فعلته تلك يجب أن يقدم للمحاكمة ويحاكم بإذن الله.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..