منوعات

الأناتيك الخشبية.. عالم يبدع فيه (الإزميل) و (الخيال)

كتبت: نياشوم بيتر
نحت الاعمال الفنية على الخشب والمواد المختلفة نوع من أنواع الفنون، ومهنة وحرفة تقليدية تتوارثها الأجيال. ويعتمد النحت بشكل أساسي على الأدوات المستخدمة في صنع تلك المنحوتات الخشبية البسيطة والمعقدة التي تضاف اليها النقوش والزخارف.
في قلب الخرطوم وتحت النفق جوار الاستاد، يقع سوق الأناتيك الخشبية؛ وتعرض فيه كل أشكال النحت التي استخدمت فيها أشجار مختلفة، منها الابنوس والمهوقني والمانجو والرمان والخيزران والتك وهو اشهر الاخشاب ويستورد من الخارج، وتصنع منه العصي والأفيال والمراكب والشيالات, والتماسيح وتماثيل غزلان، كما تستخدم قرون البقر وسن الفيل فى صنع أشياء كثيرة وجميلة، وغالباً ما تأتي من ولاية النيل الابيض (كوستي) ومن دولة كينيا (نيروبي )..

والمكان عبارة عن معرض فيه تنوع افريقي وسوداني. ويلمس الزائر مهارة وإبداع النحاتين في تشكيل الأخشاب بدقة عالية مصورين بها حيوانات بأشكال مختلفة ورموز مختلفة.
وتمر العصي بمراحل عديدة فى صنعها بداية بنجر العود، ثم تأتي مرحلة المبرد الخشن ثم يستخدمون النار لتعديل العود واخذ الشكل المطلوب، ثم مرحلة المبرد أخرى مع التقفيل، ثم اخيراً الصنفرة باليد والتلميع .
وتتراوح أسعار (العصايات) ما بين 350 الى 400 جنيه، اما باقي الأشكال والتماثيل من الأفيال وغيرها، فتباع حسب الشكل واللون والمتانة والحجم، إضافة الى نوع الخشب المستخدم وغالباً الأبنوس وهو الأفضل والأغلى، ودقة تفاصيل القطعة، فبعض القطع تتطلب ساعات أطول لإنجازها.
يقول النحات مصطفى حامد مضوى حامد لـ (براحات): لم ادرس فن النحت، لكني تعلمت من الوالد مضوي حامد، وكانت لدينا ورشة في سوق ام درمان المنطقة الصناعية، وكثيراً ما ذهبت مع والدي الى الورشة والمحل، وكنت اجلس بجواره وهو يعمل فى سن الفيل (العاج) وبيض النعام والفضة والذهب, وكان ينحت هدايا رئاسية من هذه المواد, وتدريجيا تعلمت من أبي حتى صرت محترفاً، أما أبي فقد أخذ الحرفة على يد صديقه (جيلي النوير) وعم عبد اللطيف حامد (الكشيري).. وبقول مصطفى: لقد ورثت الحرفة، وهي تدر ربحاً لا بأس به، حيث يأتي الزبائن
من دول العالم المختلفة ويأخذون العصي والأفيال والمراكب والشيالات وغزلان الحائط بكميات كبيرة, فاكثر الزبائن من الاجانب وهم يطلبون أشكالاً معينة، وهناك عدد من الزبائن السودانيين.
أما (موت مثيانق) فقد أخبرنا بأنه تعلم فن النحت من جده، وذلك في مدينة بانتيو بولاية الوحدة في جنوب السودان، ثم انتقل إلى الخرطوم بعد أحداث 2013م، وباشر عمله بالنحت، وهو مصدر الدخل الوحيد لأسرته الآن.
ويستخدم النحات (سكيناً) تتكون من مقبض خشبي ونصل فولاذي مكربن, ويبدأ بها عمله فى القطعة المعينة، وتساعد السكين في النحت والتقطيع الرقيق.
وهناك (أزميل النجارة) وهو ذو رأس مسطح مصنوع من حديد ومتوفر بأحجام متعددة، منها الصغير والمدبب الرأس ويستخدم في حفر الخشب .
أما الشاكوش فهو مصنوع من حديد ومنقسم الى قسمين، الأول مكون من رأس حديد قوي والثاني مكون من يد الخشب وهو متين ومتوفر بأشكال.
وآلة (الدقماق) مصنوعة من الخشب ولها رؤوس متعددة، منها المنشور والملفوف.
و(الكماشة) مكونة من ساقين من حديد صلب متحركين حول محور ثابت.
أما (البنك) وهو أداة مصنوعة من الخشب الصلب والقوى التحمل مثل خشب الزان، ويحتوي على فتيلة للقبض على أجزاء المشغولات عند تصنيعها, و (الفارة) تستعمل في تنعيم أسطح الأخشاب، ويتوفر منها مكبس الحفر الذي يستخدم لتنقيب الخشب بزاوية، وهي من الأدوات ذات التكلفة المرتفعة .

 

الإنتباهة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..