
عندما يكون المال اكثر شغفا من الإنسانية تتلاشي القيم …
في الوقت الذي تعيش فيه مستشفيات كسلا من عدم وجود الأطباء والاخصائيين الا في العيادات الخاصة وبأثمان يعجز عنها المرضي وأسرهم ورغم أصوات الاستغاثة وأنات المصابين والمرضى بالحميات التي لا يدرك الكثيرون حتي الآن ماهيتها وحرق الصفائح الدموية فلا حياة لمن تنادي .
انتشر هاشتاق #كسلا_تحتضر، نهارا جهارا ليلا ونهارا كما انتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي وأيضا لا حياة لمن تنادي إلا من لجان الأحياء وأبناء الولاية ومساهماتهم التي أضحت تتضاءل أمام حجم الضرر وانتشار المرض الذي نخشي أن يحصد أرواحا طاهرة زكية .
رغم لفت الأنظار لخطورة الأوضاع الصحية بولاية كسلا خاصة في حاضرتها مدينة كسلا إلا أن الخطوات لتدارك الوضع تسير بخطى بطيئة ‘ فجولتنا في عدد من المراكز الصحية ومستشفيات الولاية لا يدع مجالا للشك بأن الوضع الصحي ينذر بسيناريو مخيف خاصة في الغياب الكبير للكوادر الصحية والأدوية وعلي رأسها المحاليل الوريدية فالأمر يحتاج لأمكانيات الدولة وتضافر الجهود خوفا من أن يتطور الوضع لوباء قاتل.
فهاهي وزارة الصحة بالولاية تقر بأن الوضع الصحي غير مطمئن وأن تفشي وباء حميات الضنك ( النزفية) انتشر عبر أربع محليات بالولاية ولكن تتعذر بأن حجم الوباء أكبر من إمكانيات الولاية … اذن لماذا لا تعلن الولاية حالة الطوارئ لتدخل المنظمات الصحية ميدان المعركة اذا كانوا لا يملكون سلاحا في الوقت الراهن ….أم يريدون أن يسير الوضع كما حدث أيام حمي الكنكشة ” الشيكنوغونيا” في العام المنصرم ‘ عندما حاولوا أن يتستروا علي المرض وقللوا من شأنه حتي فتك بأرواح مواطني ولاية كسلا وزوارها.
نأمل أن تتضافر جهود الأطباء والصيادلة والاخصائيين بكل تخصصاتهم للعمل بتجرد ونكران ذات وأن يعطوا أياما للمستشفيات والمراكز الصحية
لمساعدة المرضي الذين تكتظ بهم المستشفيات ‘ وعلي حكومة الولاية أعطاء الأمر الأولوية في جدول أعمالها فلا شئ يعدل صحة المواطنين وسلامة أبنائها …
صلاح التوم كسلا