الحقيقة المرة التي لا ينبغي ان نغض الطرف عنها ، هي ان مكتسبات الثورة في خطر ، وان هذا الخطر في تفاقم مستر ومتزايد يوم بعد يوم ، ونخشى اذ نخشى ان نصبح على حالٍ أمرّ من المر فنجنى من صبرنا هذا ( لبن العشر ) ولن الثورة مسكوب مسكوب ونحن لم نزل نتباكى على استمرار هيمنة كوادر الإسلاميين وسدنتهم على مفاصل مؤسسات الدولة في مستوياتها المختلفة خاصة الوسيطة منها ، مخطئ من يظن ان الحكم من الممكن ان ينتقل للكوادر الوطنية ممن قادوا الثورة ، وقوانين النظام السابق لا زالت سارية وطالما ان سدنة النظام لا زالوا مهيمنين على مواقع التأثير على القرار وتنفيذه ، وما يجئ في شأن النقابات على وجه الخصوص فهو لأمر هام وعاجل وملح ، ذلك لضرورة الإسراع بإلغاء القوانين التي لا تزال قائمة تلك التي دجنت النقابات وافرغتها من محتواها حتى احالتها الى ابواق وطبول تسبِح بحمد الحاكم وهي تتاجر بمصالح العاملين ، وتلك هي القوانين التي كرست لإضعاف العمل النقابي وتشتيت كوادره وتشريدها ـ قوانين ـ لا بد من الغائها ومن ثم إحلال محلها قوانين ديمقراطية تنتصر لمبادئ الثورة بقيام تنظيمات نقابية تمكن الكوادر الامينة من ان تتصدر قيادة النقابات حتى تتمكن من تحقيق مصلحة العاملين كافة واستقرار مرحلة التحول الديمقراطي ، وفي ذات الوقت اغلاق الطريق امام المتاجرين بمصالح العاملين بما لا يتيح الفرصة للانتهازين الأرزقية من التسلق ثانية عبر المنابر النقابية ، ولن يكفي اصدار قوانين فحسب وانما الشئ الهام والهام للغاية ان تستمر الكوادر الثورية في تنظيم نفسها تنظيماً دقيقاً يؤدي الى وحدتها ومن ثم العمل على نشر الوعي بين العاملين حتى تتمكن من الاطلاع بدورها إطلاعاً مستمراً يؤمن عدم ولوج أي من كوادر النظام البائد في التنظيمات النقابية مرة أخرى ….. ان بناء نقابات امينة تؤمن بالعمل من اجل تحقيق مصالح العاملين يمثل هذا البناء الضمان القوي لتحقيق الثورة أهدافها والاستمرار في حمايتها وحراساتها من غول الرأسمالية الطفيلية المتمثل في ( تجار الدين ) ..
والصبر على لبن العشر مرُ يضر …….. في السابق كنا نقول : المر بمر وبتعبُه نفحاتاً تسر ..) ونقولها اليوم : وينو السرور في الانتظار ما نحن ضيعنا العمر …….!!!؟
( سيروا وعين الله ترعاكم )
المجد كل المجد للسودان للإنسان في وطن الإباء
والعار كل العار للتجار للبيع المزور للعباءات الرياء
علي احمد جارالنبي
المحامي والمستشار القانوني ⚖
