بائعات الآيسكريم يطاردن المواصلات من أجل حفنة جنيهات

الخرطوم – حواء رحمة
في عز الشمس ووسط جموع (المشرورين)، بموقف المواصلات تركض هنا وهناك، حاملة حافظة مثلجات ثقيلة الوزن، في محاولة منها لحجز مقعد على متن الحافلة، إلا أنها في كل مرة تفشل. تبتسم، وتعيد المحاولة مرة أخرى. ويستمر الحال هكذا، يتصبب عرقها وهي تعضّ على الصبر لتتحدى الظروف. هذه متاعب كل يوم بالنسبة للعاملات في المهن الهامشية (الراكوبة) رصدت بعض المشاهد.
احتج الكمساري بشدة، على إغلاقها للممر داخل البص على حد وصفه، إلا أنها ردت بطيبة واعتذار (معليش يا ولدي دا اكل عيشنا). وبعد ونسة خفيفة لتلطيف الجو سالت الحاجة آمنة التي عرفتني بنفسها عن مقر عملها، قائلة بأنها تعمل بشارع الجامعة منذ سنوات وتعول أسرتها. وعن المتاعب التي تواجهها يوميا ذكرت أنها تعاني من انعدام المواصلات خاصة وان وزن حافظة الآيسكريم الثقيل يرهقها كثيرا. وأردفت ناس الحافلات بهربوا منا عشان ما يشولونا. ضحكت وقالت لكن ( بنجازف) .
ابتسام محمد حامد قالت: من الضرورة بمكان وجود أماكن مخصصة لهذه الفئةـ من السيدات المكافحات. وأضافت أيضا يجب أن يجدن حظهن من الترحيل على متن المركبات العامة وعلى سائقي المركبات احترام طبيعة عملهن.
نورة الزين قالت: أنها تعمل منذ سنوات في بيع الايسكريم، وتنقلت من مكان إلى آخر خاصة أمام الجامعات، ووصفت معاناتها مع المواصلات بالمؤلمة، وقالت: أكثر العاملات في بيع الآيسكريم والمكسرات، يعولن أسر ويعتمدن على هذه المهنة لتوفير لقمة العيش.
مدينة إبراهيم قالت: على وزارة الرعاية الاجتماعية توفير أماكن مخصصة لهذه الفئة لتساعدهن في عملهن، كما يجب أن تُوفر وسيلة مواصلات للنساء العاملات في الأسواق حتى يستطعن الوصول إلى مقار أعمالهن دون معاناة ويتوفر لهن الأمان والراحة.
رحلة العودة إلى المنزل
على امتداد مواقف المواصلات نجد أن فئة النساء العاملات في السوق والمهن الهامشية يقفن لساعات طويلة في انتظار المواصلات، يحاولن جاهدات إيجاد مقعد على متن أى مركبة، إلا أنهن لا يفلحن في ذلك. يعدن بعد معاناة إلى منازلهن متعبات نفسيا وبدنيا، الجدير بالذكر أن هذه الفئة من العاملات تعرضت أبان النظام الهالك إلى مطاردات مستمرة وكشات قاسية وغرامات، وكان لهن الدور في الحراك الثوري الأخير حيث وفرن للثوار المكسرات والحلويات والمشروبات، وكان لطاقتهن الدافع الكبير في التغيير الشامل الذي شاركت فيه كل الفئات، وحان الوقت أن تجهض كل القوانين التي انتهكت حق المرآة في العمل وتغيبها عن المشهد العام لتجد حقها كامل وتمارس عملها بكافة الحقوق المكفولة وان تيسر لها الدولة ذلك.