أخبار السودان

لبنان: الحكومة تقر سلسلة إصلاحات والمتظاهرون يرفضونها

بعد خمسة أيام من احتجاجات شعبية اجتاحت الشوارع اللبنانية للمطالبة برحيل الطبقة السياسية، أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري الاثنين عن مجموعة من الإجراءات الإصلاحية لتهدئة المتظاهرين، ومن ضمنها خفض رواتب النواب والوزراء الحاليين والسابقين، وفرض ضرائب إضافية على أرباح المصارف، ودعم إجراء انتخابات نيابية مبكرة. وقوبلت كلمة الحريري بهتافات المتظاهرين الذين توافدوا على الميادين والشوارع رفضا لإصلاحاته التي اعتبروها “ذرا للرماد في العيون”.

في خطاب موجه إلى المتظاهرين اللبنانيين، أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري الاثنين إقرار مجلس الوزراء للإجراءات الإصلاحية التي اقترحها على شركائه بالإضافة إلى موازنة العام 2020، بعد خمسة أيام من تظاهرات شعبية صاخبة اجتاحت لبنان مطالبة برحيل الطبقة السياسية.

وصرح الحريري في كلمة ألقاها إثر انتهاء جلسة لمجلس الوزراء برئاسة الرئيس اللبناني ميشال عون “أعطيت مهلة للشركاء في الحكومة للسير بالحد الأدنى من الإجراءات الضرورية والمطلوبة. هذه الإجراءات أُقرت، منها في الموازنة التي أقريناها اليوم ومنها عبر إجراءات اتخذناها من خارج الموازنة”.

وأكد الحريري، قبيل انتهاء مهلة حددها لشركائه في الحكومة للموافقة على الإصلاحات، أن “الموازنة بعجز 0,6 في المئة وليس فيها ضرائب جديدة أو إضافية على الناس”.

وأشار إلى إجراءات أخرى ضمنها خفض رواتب النواب والوزراء الحاليين والسابقين، كما فرض ضرائب إضافية على أرباح المصارف.

وأكد الحريري أن الإجراءات الإصلاحية التي أقرها مجلس الوزراء لا تهدف إلى “مقايضة” المتظاهرين على ترك الشارع ووقف “التعبير عن غضبهم” من أداء الطبقة السياسية والأزمة الاقتصادية الخانقة.

وأضاف “هذه القرارات ليست متخذة للمقايضة، يعني لا لأطلب منكم أن تتوقفوا عن التظاهر وعن التعبير عن الغضب” مرددا “أنتم من تتخذون هذا القرار ولا أحد يعطيكم المهلة”.

انتخابات نيابية مبكرة

كما أعلن الحريري دعمه لمطلب المتظاهرين بإجراء انتخابات نيابية مبكرة.

وخاطب اللبنانيين قائلا “يجب أن تعرفوا أن صوتكم مسموع، وإذا كانت الانتخابات النيابية المبكرة هي مطلبكم، وليكن صوتكم هو وحده الذي يقرر، فأنا سعد الحريري شخصيا معكم في هذا المطلب”.

وجرت آخر انتخابات نيابية في أيار/مايو العام 2018.

المتظاهرون يرفضون إصلاحات الحريري

وما إن أنهى الحريري كلمته التي تابعها المتظاهرون في وسط بيروت، حتى بدأوا بالهتاف “ثورة، ثورة” و”الشعب يريد إسقاط النظام”.

وقالت شانتال (40 عاماً) “هذه الاإجراءات كذبة، كلها كذب” متسائلة “ما الذي يضمن لنا أن هذه الإجراءات ستتحقق غداً؟”.

وأضافت “إنها ذرّ للرماد في العيون، فهم عاجزون عن قيادة البلد”.

وبينما كان يجلس مع رفاقه حول طاولة بلاستيكية وسط الساحة للعب الورق، قال الطالب بيتر صايغ (16 عاماً) لوكالة الأنباء الفرنسية “ما فعله ليس صحيحاً لأن الشعب كله في الشوارع ويحاول إسقاط الحكومة الفاسدة”.

واعتبر أن “أول خطأ ارتكبه الحريري أنه لم يستقل”.

وازدادت أعداد المعتصمين تدريجياً في بيروت ومناطق أخرى خلال ساعات الليل. وتحولت الساحات إلى ما يشبه احتفالا في الهواء الطلق تمايل فيه المعتصمون على إيقاع موسيقى صاخبة وأغان وطنية وأخرى حماسية.

احتجاجات منذ خمسة أيام

ومنذ ليل الخميس ، خرج مئات الآلاف من اللبنانيين إلى الساحات في بيروت ومدن أخرى من شمال البلاد حتى جنوبها ضد القادة السياسيين من دون استثناء، في مشهد غير مألوف في لبنان كسر “محرمات” لم يكن من السهل تجاوزها.

وكانت الحكومة في الأسابيع الأخيرة تدرس فرض ضرائب جديدة تطاول بمجملها جيوب الفقراء ومحدودي الدخل، عوضا عن وقف الهدر في بعض القطاعات وإصلاح قطاعات تكلف خزينة الدولة أموالا طائلة.

وشكل سعيها لفرض رسم مالي على الاتصالات المجانية عبر تطبيقات الهاتف الخلوي الشرارة التي أطلقت هذه التحركات الغاضبة، إذ لم يعد بإمكان المواطنين تحمل غلاء المعيشة والبطالة وسوء الخدمات العامة.

فرانس24/ أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..