مقالات وآراء سياسية

المشكلة ليست كلها ميغاواطات

حيدر المكاشفي

بالأمس انقطع التيار الكهربائي عن بعض مناطق العاصمة ومنها المنطقة التي تقع في محيطها هذه الصحيفة (الجريدة) لمدة قاربت الست ساعات، وهذه مدة طويلة جدا لم تحدث حتى أيام القطوعات المبرمجة، الأمر الذي يثير التساؤل عن سبب هذا الانقطاع المفاجئ وغير المعلن والذي يجئ بعد فترة استقرار نسبي للتيار الكهربائي خلال الاسابيع القليلة الماضية ورغم البشريات بموافقة اثيوبيا على مدنا ب300 ميغاواط..ان مشكلة الكهرباء ظلت تراوح مكانها بين مد وجزر بلا انقضاء مثل حجوة أم ضبيبينة التي لا نهاية لها، فلسنوات طويلة ظل الامداد الكهربائي يتذبذب وينقطع وتكتب الصحف ويحتج الناس ويتذمروا ويعدهم مسؤولو الكهرباء بعام قادم بلا قطوعات وللأسف يأتي العام بلا جديد وانما بما مضى بحذافيره، ويبدو أن عامهم هذا مستلهما من العبارة التي كان يكتبها بعض المستهبلين من أصحاب البصات السفرية (بكرة السفر مجان) وبكرة هذه لن تأتي أبدا، ولا يفتأ الناس يسألون متى تنقضي وتنقطع هذه القطوعات حتى ننعم بخدمة كهربائية مستقرة ومتواصلة ولا أحد كالعادة من إدارة الكهرباء يملك الاجابة الشافية..

إننا هنا اليوم لا نسأل لنتلقى إجابة عن أسباب قطوعات الكهرباء السابقة والحالية والقادمة لأن لا أحد – ببساطة – يستطيع أن يقطع بعدم انقطاع الكهرباء حتى لو انضم للخدمة سد النهضة لا بل حتى لو بلغ إنتاج الكهرباء تريليون ميقاواط، فالعبرة ليست في كم الإنتاج فقط الذي يمكن أن يكفي السودان ويفيض على الدول المجاورة، لأن من الجائز والمحتمل أن تنقطع الكهرباء لأسباب أخرى غير منظورة وغير متوقعة وليس فقط بسبب الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، ففي أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا يمكن أن تقطع الكهرباء ولأتفه الأسباب.هذه ليست هي المشكلة التي نسأل عنها ونعلم سلفاً أننا لن نتلقى عليها إجابة حتى لو سألنا.فالمشكلة في الجانب الأهم منها تتعلق بضعف الادارة وسوءها وتقاصر القدرات، وهنا اذكر كلمة لرئيس وحدة سد مروي اسامة عبد الله حين دخل في تناحر بسبب كهرباء السد مع ادارة الكهرباء على عهد مديرها مكاوي عوض، كان ذلك على أيام هوجة ولوثة السد وهتافه الفالصو (السد السد الرد الرد)، فحين لم يضف السد ميغاواطا يذكر ولم يغير شيئا فى أزمة الكهرباء رغم الزيطة والزمبليطة التي أثيرت حوله، قال اسامة على طريقة (تر اللوم) العبارة التي لا نتبناها ان ادارة السد انتجت كميات من الكهرباء عجزت قدرات الهيئة القومية للكهرباء عن استيعابها والاستفادة منها، ولكن رغم صحة أو عدم صحة عبارة اسامة عن كهرباء السد، الا أن من الواضح أن أمر الكهرباء يحتاج الى تطوير وتجويد وتحديث اسلوب الادارة جنباً الى جنب تطوير وتجويد وتحديث القدرات الفنية..(وراس السوط هبشك يا حبيبنا محمد وداعة)..

 

 

حيدر المكاشفي

بشفافية
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..