أخبار متنوعة

شارع الجامعة.. ذاكرة الخرطوم التاريخية

الخرطوم – طارق عثمان

سجل شارع الجامعة اسمه في ذاكرة السودانيين، باعتباره واحداً من أعرق الشوارع في العاصمة السودانية الخرطوم، ومعلماً بارزاً من معالمها في الماضي والحاضر.

وإن اختلفت الروايات حول كونه الشارع الأقدم في الخرطوم بجانب شارع النيل، إلا أن كل تلك الروايات أجمعت على ارتباطه بجامعة الخرطوم التي أسسها اللورد البريطاني كتشنر تحت اسم كلية غردون التذكارية تخليداً للقائد الإنجليزي، الذي قتله ثوار الثورة المهدية يوم تحرير الخرطوم من قبضة الحكم التركي المصري في العام 1885.

أحداث

فشارع الجامعة الذي كان يعرف بشارع الخديوي قبل تأسيس كلية غردون التذكارية (جامعة الخرطوم حالياً) من أبرز الشوارع التاريخية في السودان لارتباطه بالكثير من الأحداث التاريخية الكبيرة، حيث كان شارع الجامعة شاهداً عليها، لا سيما المعركة الشهيرة التي قادها الضابط السوداني عبد الفضيل الماظ أحد قادة ثورة اللواء الأبيض في العام 1924.

حيث قتله الإنجليز محتضناً لمدفعه بكل جسارة، وهنا ينشد مطرب السودان الأول محمد وردي مصوراً تلك اللوحة من تاريخ السودان «ونغني لك يا وطني.. للجسارة حينما استشهد في مدفعه عبد الفضيل».

وكان شارع الجامعة شاهداً للأحداث من لدن الحكم التركي المصري، مروراً بالحكم الإنجليزي والحكومات الوطنية ما بعد الاستقلال في العام 1956، إذ كان مسرحاً لأولى الانتفاضات الشعبية ضد حكم الرئيس إبراهيم عبود في أكتوبر 1964.

مبان

يحتضن شارع الجامعة المتمدد من الشرق إلى الغرب قاسماً وسط الخرطوم على جانبيه الكثير من المباني، التي أصبحت معالم تاريخية في الخرطوم مثل مباني جامعة الخرطوم، ومتحف التاريخ الاجتماعي بالإضافة إلى عدد من المؤسسات السيادية مثل مبنى وزارة الخارجية والقصر الجمهوري، ومباني (البوستة) التاريخية المصنفة ضمن المباني الأثرية من قبل اليونيسكو، وكذلك مبنى السلطة القضائية.

يقول الأستاذ الجامعي د. محمد الكباشي، إن الشارع ارتبط بجامعة الخرطوم، ومعروف أن للجامعة دوراً تاريخياً باعتبارها أعرق المؤسسات في البلاد، وأكثرها تأثيراً في المجتمع السوداني.

ويشير إلى أن شارع الجامعة يمثل رمزية وتاريخ ثوري مليء بالمواقف السياسية ضد الأنظمة الشمولية، بجانب أن الشارع اكتسب رمزيته تلك من موقع الجامعة الاستراتيجي، إذ كان بوابة احتكاك مباشر، حيث إن أي موقف سياسي يتخذ في شارع الجامعة تجد صداه في كل أنحاء البلاد، ويذهب الكباشي إلى أنه وحتى الحديث العادي داخل مركبات المواصلات عندما تصل شارع الجامعة يتحول إلى حديث سياسي وتاريخي ويتحول إلى نقاش تاريخي حول «القرشي وأكتوبر وأبريل وديسمبر» وهذا يعكس مدى الحضور الكبير لشارع الجامعة في التاريخ السياسي.

ويشير الباحث السياسي محمد على فزاري، إلى أن شارع الجامعة ارتبط ارتباطاً وثيقاً بكل حركات النضال منذ ثورة 1924 المعروفة بثورة اللواء الأبيض، مروراً بكل الحقب التاريخية .

ويضيف أن شارع الجامعة كان شاهداً كل الحراك السياسي منذ ثورة أكتوبر 1964 التي أطاحت إبراهيم عبود، مروراً بثورة أبريل 1985 التي أزاحت جعفر النميري، وحتى ثورة ديسمبر الأخيرة التي اقتلعت نظام حكم البشير.

شارع النيل بالسودان، من أحد أهم وأجمل الشوارع في العاصمة السودانية الخرطوم، ويبلغ طوله 12 كيلو متراً. ويعتبر أيضاً من أهم الشوارع الحيوية على ضفاف نهر النيل بالخرطوم، إذ يضم العديد من المصالح والوزارات الحكومية والثقافية والسياسية والتعليمية والاقتصادية.

ويتحول شارع النيل في العاصمة السودانية الخرطوم كل يوم سبت، منذ نحو عام ونصف العام، من فندق السودان إلى القصر الجمهوري، إلى معرض مفتوح للرسومات التشكيلية والفلكلور السوداني والفنون التراثية السودانية. ويحظى المعرض باهتمام السودانيين والأجانب الذين أصبح بوسعهم قضاء عطلة نهاية الأسبوع في منطقة الرسم الحر بعيداً عن هموم الحياة.

حيث يتمتعون بنكهة القهوة السودانية على أنغام موسيقى العود. كما يوجد هناك أيضاً المتاحف والقصور كالقصر الرئاسي وبعض المباني التاريخية ومبنى الاتصالات والمسارح وقاعات السينما والفنادق مثل فندق السودان وجامعة الخرطوم وبالطبع المقاهي والمطاعم والمتنزهات والحدائق العامة التي تعطي للشارع متنفساً ومنظراً جميلاً.

ومن أهم المعالم الأخرى في شارع النيل القصر الرئاسي الجديد، أرض المعارض، متحف السودان القومي، متحف القصر، ويصل هذا الشارع بين الخرطوم وأم درمان وهما أهم منطقتين في السودان إلى حد كبير ويتفرع منه العديد من الشوارع الجانبية الصغيرة والكبيرة.

 

البيان الإماراتية

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..