مقالات وآراء سياسية

ما بين الرزيقي وعبدالمنان …الحكومة أنثى ولها ساقان (1)

محمد وداعة

جاء في أخيرة الصيحة عدد الاربعاء الموافق 23 اكتوبر 2019م وتحت عنوان غريب ومركب تركيب (عقبات أمام سيقان الحكومة) ، كتب الاستاذ الرزيقي في عموده اما قبل ( تتوفر لرئيس الوزراء فرص كثيرة لا تأتي مرتين ، فعليه ان يتعامل مع الاوضاع في البلاد كرجل دولة ، فكثير من قراراته التي يتخذها تزيد من الاحتقان السياسي وتوفر بيئة صالحة لاشتداد غلواء العمل المعرض، وبطء الحكومة في معالجة الاحوال المعيشية ومشكلة الموصلات وارتفاع سعر صرف الجنيه وبقية المعضلات الاقتصادية .. ستضاعف من نقمة المواطن وتفقده الثقة وتتحول الى حطب وزيت يصب على النار التي بدأ لهيبها يعلو …فإن انشغل بالأجندة السياسية وتصفية الخصوم والغرق في القضايا الخلافية وليس وراءها طائل … ستسقط حكومته وحدها دون الحاجة الى عقبات وعوائق) ، الأخ الرزيقي كان من غلاة المؤيدين للمجلس العسكري لفترة اربعة اشهر و ساهم هو و كتاب صحيفته في تشويه الاعتصام و خلق الاساطير حوله حتى تم فضه ، فلم يفتح الله عليهم بكلمة واحدة تترحم على مئات الشهداء و الاف الجرحى و المفقودين ، وعلى الاخ الرزيقى الا ينسى انه بدأ الصحافة في عهد الانقاذ وأصبح رئيسأ للتحرير و رئيساً لاتحاد الصحفيين في عهد النظام البائد وفي عهد رئاسته للاتحاد (وحراسته للحريات) صودرت الصحف بالعشرات وأوقفت عن الصدور لاشهر عديدة حتى بلغت المصادرات في يوم واحد (14) صحيفة لم يكن من بينها صحيفته، وهو و رهطه لم يستمتعوا بالحريات الصحفية كما هو حالهم اليوم في عهد الحكومة التي وقف لها ورهطه من الصحفيين بالمرصاد، الرزيقي يحاول ان يقدم نصائح زائفة (كالسم في الدسم) ليتخذها سبباً للنيل من الحكومة و سمعتها، وسأروى قصتي مع الاستاذ الرزيقي يوم اضراب المطابع الشهير، في ذلك اليوم افاقت الخرطوم من غير صحف ( لم تصدر اي صحيفة).
أما صديقي عبدالمنان فقال في خارج النص في الصحيفة في اليوم نفسه (سجل النظام السابق في قمع الصحف ومصادرتها وايقاف الكتّاب عن مزاولة مهنتهم وعزل رؤساء التحرير من مواقعهم من المعلوم لمزارع البصل في كسلا … الصحافيون الذين قمع صوتهم وصودرت صحفهم ونكل بهم غالبهم من الاسلاميين الذين شقوا بحكم الانقاذ اكثر من اليسار الذي كان يتمدد في كل الصحف بلا حجر ولا مصادرة لحقه في الكسب والعمل وطرح رؤيته … (وهذا محض افتراء) و خيال زائد، فلم تعاقب الانقاذ من الصحفيين الا الاستاذ محجوب عروة لاسباب معروفة كتب عنها الاستاذ عروة بنفسه ، و بعد ذلك لم يتجاوز الامر صراعات الاسلاميين فيما بينهم.
وانتقلت ” الفوبيا ” من الصحافة الي اليسار هذه الايام بعد ان سيطرت على مخيلة الاسلاميين لفترة طويلة وسرت مقولة في الوسط السياسي بأن الصحافة هي من اسقطت الديمقراطية الثالثة واتخذت ذريعة للتنكيل والقمع والمصادرة طوال ثلاثين عاماً …
قوى الحرية والتغيير عندما تشكو من اوجاع النقد وتعتبره استهدافاً لها وتقليلاً من شأنها .. فأين اقلام الحرية والتغيير التي تعبر عنها … وتنافح عن حكومتها … واين صحفها ان كانت تنظر للصحف القائمة الآن بأنها لا تمثل توجهاتها ؟؟ لماذا لا تصدر الرأسمالية المساندة للحرية والتغيير صحفاً وتنهض بأعباء اقامة منابر اعلامية من قنوات تلفزة ومحطات اذاعية …).
منان قسم الصحافة و الصحفيين الى حرية و تغيير .. وأخرى غيرها و تساءل عن اقلام الحرية و التغيير و صحفها و قنواتها .. و لم يفطن الى خطورة هذا التقسيم في غمرة انغماسه في التفتيش على مظاهر افتراضية لقمع الرأي الاخر، و لعله تجاهل عامداً عدم رغبة الحكومة في الاستيلاء على القنوات الفضائية الحكومية و اتخاذها بوقاً حكومياً، او اتخاذ بعض الصحف ناطقة باسمها بعد الاغداق عليها عيناً و نقداً، ومن فرط استعجاله لم يفطن الى ان اول المنتقدين للحكومة هم من وصفهم باقلامها في صحف البعث السوداني و الميدان صوت الامة .. و صحف أخرى ، واذكره باشادته في حديث بيننا بأن اول نقد صريح للحكومة جاء من كاتب هذه السطور.

 

محمد وداعة

ماوراء الخبر
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..