مقالات سياسية

حوار داخل حافلة

بالأمس وداخل حافلة نقل ركاب متجهة من بحري إلي السوق الشعبي بالخرطوم ..دار نقاش ابتدأ بالحديث عن كمين شرطة المرور والذي انتزع من السواق ١٠٠ جنيه عدا ونقدا بسبب مخالفة إسمها عدم وجود كرت .
قال السائق مخاطبا نفسه بعد أن جادل الشرطي دون جدوى ودفع الغرامة دون اقتناع ..قال بصوت عال (مافي فايدة )..
وقصد فيما قصد الجباية والايصال الذي قد لا يذهب للخزينة العامة..وهو نوع من الإرهاب مارسه النظام البائد على المواطنين،وإن قالوا لا فهم في الحراسة بلا شك بتهمة تعطيل موظف رسمي عن أداء واجبه.
ودار جدل شمل معظم ركاب الحافلة حول ما هو مطلوب من الحكومة الانتقالية وبالذات في مسألة تخفيض تكاليف ضروريات المعيشة وتوفير الحياة الكريمة.
هذا الجدل الذي استمر حتى نهاية المشوار ..انتهي إلي خلاصات عدة ..إذ قال البعض أن الوقت لا زال مبكرا لظهور نتائج سياسة الحكومة ..وأنهم يثقون في قدرتها على حل مشاكل الاقتصاد .
وقال آخرون أنهم اعتقدوا أن كنس الحرامية يعني ازدهار البلد ولكن خاب فألهم.
وقال البعض أن الثورة استبدلت أحمد بحاج أحمد ..
وحاولت قلة الصيد في الماء العكر بالقول البلد (فكت) وانها تحتاج لعسكري أمو بت عم أبوه لضبط الأمور .
ودافعت ما استطعت عن إعلان وبرامج الحرية والتغيير وعن ثورة ديسمبر وشعاراتها الحرية والسلام والعدالة ..
ونزلت من الحافلة ..وفي القلب شئ من حتى ..
وحتى هذه ترتبط بالقرار المطلوب وضبط السوق وإبعاد الوسطاء يا أيها الوزير مدني ورصفاءه في المالية وغيرها ..
وحتى هذه ترتبط بالقرار الفوري بمنع الجبايات والكمائن ومظاهر الدولة البوليسية البائدة .
وحتى هذه ترتبط بالقرار المطلوب يا وزير الصحة بمجانية العلاج والدواء.
وحتى هذه مرتبطة بمجانية التعليم يا وزير التربية ..
وحتى هذه تفتح نقاشا الآن في الشارع شعاره قفة الملاح اولا ..
وحتى هذه تحتاج للاجابة العملية وليست النظرية …
والاجابة العملية في دكان القطاعي وسوق الخضار والملجة عندما تهبط الاسعار ..
ونحن في انتظار حتى ..ونأمل ألا يطول الانتظار.

كمال كرار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..