مقالات وآراء سياسية

رسالة الى جموع الشعب السوداني

المهتدي محمد

شيب و شباب نساء و أطفال شفاتة و كنداكات، الوطن و مصلحة الوطن فوق جميع الخلافات و جميع الكيانات و الأحزاب، لا يخفى عليكم ما يمر به السودان من مرحلة حرجة و أزمات سياسية واقتصادية، لعلنا في العاصمة و عواصم الولايات لم نشعر بالمعاناة بمعناها الحقيقي إلا في السنوات الأخيرة السابقة و لكن هنالك مدن و قرى و مناطق ترزح تحت وطأة المعاناة و الألم منذ 30 عاماً بل في بعض المناطق منذ العام 56، لقد نال الوطن ما ناله بسبب الخلاف و العنصرية و الحروب فالنترك كل شيء خلفنا و لنوحد كلمتنا و جهودنا من أجل الوطن، من الخطأ أن نبقى بين يمين ويسار بين إسلامي و علماني، بين شيوعي و متشدد، نكفر هذا و نخون هذا كلنا مسلمين نشهد بأن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله، مع كامل الاحترام والتقدير لأصحاب الأديان الأخرى.

– لابد لنا أن نعمل من أجل الوطن في هذه الفترة الحساسة بمختلف مذاهبنا و أفكارنا، حتى أنتم يا من تنتمون الي حزب المؤتمر الوطني إنه خياركم، اخترتم الانتماء إلى هذا الحزب و قد أثبت فشله في الحكم دعو الفرصة لغيركم لإصلاح ما يمكن إصلاحه و ضعوا مصلحة الوطن أولاً كل من ثبت تورطه في قضايا فساد او غيره من المظالم لابد أن يحاسب وكل من ثبتت براءته لابد أن يحيا في سلام و حرية و عدالة، الثورة لم تقم ضد أفراد بعينهم بل قامت ضد منهج و نظام عقيم قائم على الظلم والفساد والقهر.

– لكل من يتاجرون بقضايا الهامش وما ادراك ما الهامش كل السودان طيلة ال 30 عاماً الماضية كان عبارة عن هامش و المستفيد الوحيد من خيرات و ثروات الوطن كان النظام السابق و أشخاص بعينهم، بلد يتمتع بجميع الثروات الطبيعية و الصناعية و البشرية يبحث بعد 63 عاماً من الاستقلال عن الخبز و ما يسد به رمق أبنائه، شعب يدوس على الياقوت بحثاً عن القوت، 63 عاماً كانت كفيلة بأن نصبح من مصافي الدول المتقدمة، 63 عاماً كنا في القمة بينما كانت أغلب الدول الخليجية الحالية في القاع أين كنا و أين كانوا، لابد لنا من أن ننهض بوطننا من أجلنا ومن أجل أبنائنا ومن أجل الوطن نفسه.

– يا معشر الشباب هنالك شعرة رفيعة بين الحرية و الانحراف، الحرية ليست حرية مطلقة ديننا الإسلامي الحنيف رسم لنا مسار هذه الحرية و بين لنا حدودها وكذلك فعلت عاداتنا و تقاليدنا السمحة، مع كامل الاحترام والتقدير لجميع الأديان المختلفة
حريتنا لا تبيح لنا الاعتداء على حرية الأشخاص الآخرين.

– الحكومة الانتقالية حكومة تمثلنا كلنا فلنضع أيدينا معهم إن أخطأوا صوبناهم و إن أصابوا دعمناهم و لنترك الخلافات و غيرها من التوجهات السياسية للانتخابات.

– إلى الحكومة الانتقالية هنالك بعض الوزراء يخلطون بين أسباب خروج الناس إلى الشارع و بين آرائهم و أفكارهم الشخصية لقد خرجنا ضد القهر و الظلم و الفساد لم نخرج ضد الدين و العادات والتقاليد السمحة لا داعي لإضاعة الزمن في الأمور الخلافية و خلق عداءات بين مكونات المجتمع المختلفة هنالك ما هو أهم من الخلافات الشخصية، أنتم يا أيها الوزراء تمثلون جميع المواطنين لا أشخاص و جهات بعينها.

– إلى جميع الطوائف و الكيانات و اصحاب الأديان السماوية الأخرى كنتم و ما زلتم جزء و مكون أصيل من مكونات هذا الشعب العظيم دعمنا بعضنا البعض في جميع مراحل قبل و اثناء و بعد الثورة لكم منا كل الود والاحترام والتقدير سوداننا يوحدنا.

– يا معشر مشايخنا و علمائنا (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ ) فالنقدم النصح والإرشاد بالصورة الجميلة البسيطة السمحة الخالية من الهجوم و التجريح، كونوا قدوتنا في شتى ضروب الحياة.

– يجب ان نضع جميع خلافاتنا جانباً و نضع أيدينا معاً دون إقصاء لأحد حكومة أو معارضة، يمين أو يسار، المناضلين السلميين أو المناضلين حملة السلاح فالنبنى الوطن من أجل جرحانا من أجل شهدائنا من أجلنا من أجل كل من لم يعش الحياة التي يحلم بها من أجل أن نحقق طموحاتنا و أحلامنا فليكن همنا الوطن و المواطن أولاً و آخراً.

– ثورتنا ثورة جميلة و عظيمة بما فيها من ود و تراحم و اختلاف و سلمية ليس لها نظير، لقد أصبحت ثورتنا مضرب مثل و قدوة لكل الشعوب فالنكن قدوة و مضرب مثل في النماء و النهضة و التقدم.

المهتدي محمد

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..