“الكنداكة” تتعثر.. أيقونة الثورة السودانية تتعرض للتنمر

الخرطوم- يوسف حمد
منذ أيام تتعرض الشابة السودانية آلاء صالح، التي وصفت بأيقونة الثورة، إلى حملة من التنمر. فالشابة الثائرة التي وصلت ضمن عشرات الآلاف إلى الشوارع المحيطة بمباني الجيش في الخرطوم في السادس من أبريل/ نيسان الماضي، أصبحت منذ اللحظة التي التقطتها فيها كاميرات الهواتف الجوالة، بمثابة “أيقونة للفتيات والنساء السودانيات” اللائي شاركن في التظاهرات التي أنهت ثلاثين سنة من حكم عمر البشير.
اشتهرت آلاء صلاح على نطاق واسع بهذه الصورة التي تظهرها بثوب سوداني أبيض وهي ترفع أصبع السبابة وتخطب في الجمع الذي احتشد من تحتها. ربما لا أحد يتذكر ما الذي كانت تقوله وقتها، لكن الملايين ممن هم خارج دائرة الاعتصام وصلتهم الصورة المعبرة عن شكل من أشكال الجسارة وحصلت منهم على عبارات الإعجاب والإشادة.
ضيفة على مجلس الأمن
لكن منتصف الأسبوع الماضي كانت آلاء صلاح ضيفة على قاعات مجلس الأمن الدولي، وهناك قدمت كلمة تطرقت فيها إلى (المشاركة الفاعلة للمرأة وحماية حقوق النساء)، وكان وصولها إلى مجلس الأمن سبباً لعرض مساهمتها في الثورة إلى عملية فحص لا بل تنمر أحياناً، وما إذا كانت جديرة بإلقاء هذا الخطاب، إذ يرى فريق من الجنسين أن آلاء كانت محظوظة فقط لتبوء هذا المقعد.
الكنداكات
وبطريقة ما يمكن النظر إلى صورة آلاء باعتبارها امتداد حديث لاهتمام السودانيين بصور النساء البارزات في الفضاء العام، حيث خلد التاريخ القديم الملكات النوبيات (الكنداكات) في حضارة مروي القديمة، مثل أماني شاخيتي التي حكمت مروي منذ العام 10 قبل الميلاد حتى العام الأول الميلادي، وأماني تيري التي بدأ عهدها في العام الميلادي الأول، وكذلك أماني ريناس.
وربما هذا ما لا يتوفر في الحضارات العربية القديمة، إذا كتب الناقد المغربي عبد الفتاح كليطو موضحا أن أحدا من العرب القدماء كان يهتم للصورة، حيث لا أحد يعرف وجها مصورا لهارون الرشيد والمتنبئ وابن رشد، وألمح في كتابه (حصان نيتشة) إلى أن العرب استعاضوا عن الصورة بالسجع والألعاب اللفظية والخط العربي الذي حاول تصوير النص وتشخيصه.
قوة الصورة
وتعليقاً على القوة التي عرفت بها صورة آلاء، قال المصور السوداني المحترف خالد بحر إن صورة آلاء التي أصبحت مشهورة هي صورة صحفية في المقام الأول، واستطاعت أن تمسك بلحظة مهمة من لحظات الحدث السوداني، وأنها وليدة فضاء زماني، هو زمن الثورة، وفضاء مكاني هو (اعتصام القيادة العامة)؛ ومن الفضاءين اكتسبت قيمتها كما يقول بحر.
وأضاف أن صورة آلاء كانت ذات دلالة أخرى متمثلة في كونها تظهر أنثى مشرئبة في مجتمع يسيطر الرجل على فضائه العام، ومثلت بذلك التحدي لثلاثين سنة من حكم الإخوان المسلمين، كانت فلاشات الكاميرات فيها محتكرة للرجال.
العربية نت
هي في تلك الصورة ما كانت تخاطب الحشد، بل كانت تهتف.
الانتقادات التي تعرضت لها، لها ما يبررها وهنا ليس مجال ذكرها. ولكن كان عَل علي المنتقدين، ايضاً، التركيز في الناحية الإيجابية لهذه المخاطبة واهميتها بالنسبة لديناميكية الثورة.
ولكن ايضاً، نعيب عليها التركيز علي نفسها كآلاء وتصرفها بطريقة (يا بت الفرصة جاتك بكرعيها، العبيها صاح)!! ثم انها اضاعت علي نفسها فرصة الظهور بذات الثوب الابيض. ولو فعلتها، لكانت اكتسبت نقاطاً أكثر.
أي تنمر أو نقد للآء لا يأتي الا من جهلة و موتورين و بألطبع فلول النظام البائد, بفضل هذه الفتاة و ظهورها الايقونى الرائع تربعت الثورة السودانية في ذاكرة شعوب العالم كثورة فريدة كان دور الشباب و النساء فيها حاسم وقوى, كنت من المتابعين للآء صلاح فوجدت أنها كنداكة بحق وحقيق لديها قدر كبير من الوعى و المعرفة و التواضع, فهى تستحق كل اشادة ونأمل أن تمثال الثورة و الحرية الذى تجسده و الذى يخطط له , أن يصبح حقيقة تؤبد هذه الثورة العظيمة.
تضيع فرص السودان في عوار رجعيتنا كيفما بحثنا عن الشخوصية ديدننا المعهود لا الموضوع