حكومة السيد حمدوك فى شهرين

اجتمعت حكومة السيد حمدوك اجتماعا استثنائيًا لتقيم أداءها . ايضا أقامت قحت موتمرا لتقييمها. انا وكمواطن عادى متابع رأيت ان اقدم تقييمى فى ابسط صورة بصرية من الشمال لليمين. تبدا بما يجب ان تقوم به حكومة السيد حمدوك لتلبى مطالب الثورة التى كلفتها، ما تقوم به حاليا اى ما حركته من خانة ما يجب القيام به الى خانة الفعل. والعمود الاخير من اليسار هو ما أنجزته فعلًا.
دهشت ان تجتمع الحكومة اجتماعا طارئا لتقيم اداء شهرين. شهر واحد زمن طويل جدا لحكومة لها احساس بأهمية الوقت فى وطن منهار من كل جوانبه. لم افهم لماذا شهرين.
طبعًا لا بد من تعريف “انجز” او “قمنا به” حتى لا نضيع فى التفاصيل ولا نبيع او نشترى وهما. هذا لا يحتاج الى خبراء ومستشارين بل يحتاج الى قراءة الشارع الذى ثار واستيعاب ما يعنى مثلا بتفكيك دولة الكيزان والتى يقف على رأسها حل المؤتمر الوطني ومحاسبته على كل الجراءيم التى ارتكبها فى حق الوطن والمواطن.
الأمر المخيف جدا لدرجة الرعب هو عدم وجود علاقة للسيد حمدوك بالشارع وبلجان الإحياء وبقحت وتجمع المهنيين. لقد اصبح كمن يحكم من اجل الحكم دون علاقة تمثل مرآة لما ينجز. هذا مقتل الفرس فى راي. فالمجلس العسكري يمتلك السلاح، وحميدتى يمتلك الدعم السريع وتنقيب الذهب الذى لا تعرفه خزينة الدولة . وماذا يملك السيد حمدوك؟
يملك الشارع الذى لا يحاول الاقتراب منه او خلق علاقة معه. يملك إرادة الجماهير وصلابتها وإصرارها الذى اسقط البشير والذى لولاه لأكل حميدتى واللجنة الأمنية كل البدائل المطروحة فى وجبة الإفطار.
أقول وأنا ادعم حكومة السيد حمدوك بالنصح لا بالأوهام ان هناك فرصة لإصلاح الطريقة التى يحكم بها والتى فى ظنى لا تختلف كثيرا عن طريقة حكم البشير حيث انعدام الشفافية، إحاطة نفسه بمستشارين ليس لهم صفة رسمية معلنه حتى تتم محاسبتهم.
الشفافية تعنى مخاطبة الشارع بما تقدر عليه وبالصعوبات التى تواجهك . هذه أساس الثقة التى بينك وبين الشارع يا سيدى.
سأفصل ان سمح الوقت ولكن أقول للسيد حمدوك انك وبدون الشارع ولجان الأحياء كالسمكة خارج الماء فلن تعيش طويلا وسيكون الثمن الوطن وثورته والدماء التى اريقت من اجل غد أفضل .
كلنا أمام مسؤولية تاريخية، سياسية واخلاقية لذا لن نكف عن نصحك. لست من الذين يصابون بالرعب من استقالتك يا سيدى والتى يلوح بها بعض الحادبين على الوطن. فانا اؤمن بالشعب السودانى وبمقدرات بناته واولاده ولا اشك فى إيمانك.
احمد الفكى



