
بالطبع العنوان أعلاه يعتبر غريبا على الكثيرين من أهلنا، خاصة الجيل الجديد الذي لم يعاصر ثلاثي أضواء المسرح المصري: الضيف أحمد وسمير غانم وجورج سيدهم في بداياتهم. بالمناسبة هم بدأوا التمثيل في جامعة الاسكندرية التي تخرجت منها وكان سمير غانم ومحمود عبدالعزيز في الدفعات التي سبقتنا بذات القسم (الحشرات الاقتصادية). كان لديهم مونولوج في أحد الأفلام يقولون فيه (شالوا الدو وجابوا شاهين، الدو قال ما انتوش لاعبين). الدو هذا كان حارس مرمى فريق الزمالك، وهو من اصول ايطالية ومولود بمصر، وكان الحارس الأول للزمالك. في احدى المباريات احرزت فيه عدة أهداف مما جعل الجمهور يثور عليه وطالب المدرب بتغييره. انصاع المدرب لطلب الجماهير وأدخل الحارس الاحتياطي (شاهين). فما كان من (الدو) الا أن يرفض الخروج (كما فعلها بكري المدينة في الموسم الماضي عندما قام الحكم بإعطائه الكارت الأحمر) وقال لبقية اللاعبين بالميدان (ما انتوش لاعبين)، يعني لعب مافي. اما أن استمر أنا في المرمى أو لن اسمح باستمرار اللعب.
كنت أنوي الاستمرار في كتابة الحلقات التي بدأتها قبل تكوين الحكومة الحالية، والتي خاطبت فيها رئيس الوزراء والوزراء وأسرهم ، ووضحت فيها ما هو المطلوب منهم عند تسلمهم مهام الحكم لتنفيذ ما طالب به الثوار الذين ضحوا بكل شيء وأتوا بهم لتلك المواقع أملين في الاسراع في انجاز الأهداف، خاصة تلك التي تشفي غليلهم ممن تحكم في كل شيء طوال 30 عاما من القهر والذل والحرمان والمعاناة.
ظللنا طوال حكم الانقاذ نعري في النظام بكل الصحف السيار الورقية منها والالكترونية : الأيام والأحداث والتغيير والجريدة وأخيرا استقرينا في الكتابة بالتيار الغراء والراكوبة وسودان سيركل، وتم اعتقالنا بواسطة الجهات الأمنية عدة مرات بسبب كتاباتنا التي كانت تؤلمهم بشدة، بل أتهمونا بأننا خميرة العكننة بالجامعة والمدينة والولاية. قامت الثورة، وحددت أهدافها ومن أهمها التخلص من كل منسوبي المؤتمر الوطني ساسة وتجار وسماسرة يتحكمون في كل مفاصل الدولة من وزارات واعلام و بنوك وتجارة وأموال وكل ما يهم المواطن وأكل عيشه قامت الثورة وشالت (الدو) أي البشير وكبارات المؤتمر الوثني وتركت شاهين و بقية الحراس الاحتياطيين بما فيهم حارس فريق الشباب. بدأت الحكومة الانتقالية بفصل الوكلاء والمدراء، هم أضعف حلقات المؤتمر الوثني، وتركت المتحكمين في كل مفاصل الدولة (الأموال) بصفة خاصة، وقاموا بشراء كل ما يهم المواطن واحتكارهوأطلقوا (اذيالهم ) من السماسرة في كل الأسواق بكل المدن وامدادهم بالأموال الطائلة للمضاربة في كل السلع (من سكر ودقيق وخبز ولحوم وبصل وزيت طعام وصلصة وبنزين وجازولين وقطع غيار السيارات والأدوية . .الخ) ومحاربة المواطن في رزقه، و بالتالي محاربة الحكومة الجديدة واظهارها بالضعف والفشل أمام الجماهير الثائرة المتعطشة للحرية والسلام والعدالة. تحكموا في كل وسائل الاعلام حيث أن اغلب الصحف والمحطات الفضائية من أملاكهم ووسائل الاتصال المتنوعة والمواصلات وخطوط الطيران والمشاريع الضخمة زراعية وصناعية.
يا ترى ماذا فعلت الحكومة الجديدة؟ كل ما فعلته شالت (الدو) وأتت ب (شاهين). اقالت الوكلاء والمدراء وغيرهم من أضعف حلقات المؤتمر الوثني، و(تركت من يتحكمون في روقنا ومصائرنا) يرتعون ويمرحون بقوة غير مسبوقة، وكأن الثورة قد قامت من أجلهم، وخلصتهم ممن كانوا يريدون التخلص منهم من الكبارات !!! هل قابلكم (كوز) غير راض بما حدث (الثورة)؟ الأن (الدو) ، أي القابضين على المفاصل من راسمالية المؤتمر الوثني، أعداء الوطن والمواطن يقولون لنا نحن (ما انتوش لاعبين). وحتى نستأنف اللعب، ونهزم السيناريوهات التي يلاعبنا بها هؤلاء:
المطلوب:
(1) محاربة السماسرة والغاء وظيفة سمسار (وسيط).
(2) اللجوء للأمن الاقتصادي لمعرفة القطط السمان ومصادر دخلها وحجمه وفي ماذا تستغله؟
(3) اصدار عملة جديدة والغاء العملة الحالية حتى تعود السيولة للبنوك في ظرف شهر واحد.
(4) تحجيم السيولة بحيث لا يسمح بحجم الكاش (السيولة النقدية) لأي شخص بسحب أكثر من 100 الف شهريا وتقلل بمعدلات شهرية ، على أن يتم التعامل بالشيكات والبطاقات الائتمانية في كل المعاملات، علي أن يقوم كل العاملين بالقطاع العام والخاص بفتح حسابات بالبنوك.
(5) منع التعامل مع النقد الأجنبي الا عبر البنوك لمدة لا تقل عن 12 شهر.
(6) توفير العملة الأجنبية لاستيراد الأساسيات ومدخلات الانتاج صناعيا وزراعيا.
نبيل حامد حسن بشير