مقالات وآراء سياسية

للسيد وزير الداخلية، وعبره لمدير عام شرطة السودان

علاء الدين الدفينةعلاء

بالأمس ابتدأت قصتي مع الدولة الجديدة… وهي رحلة جديدة ابتدات بمعاناة وأمتلأت بالدهشة حيث تحركت صوب الخرطوم لانهاء بعض الاجراءات الرسمية المرتبطة بالمغتربين العائدين.

 

البداية كانت من مركز خدمات الجمهور بالسجانة… ذهبت اليه متقدما بطلب روتيني يشمل كل المغتربين الذين عادوا للبلاد بتاشيرة خروج نهائي… الطلب يختص باستثناء سيارة وامتعة شخصية… ومن هنا بدات المفاجأة.

 

انا لا املك جواز حيث ان جوازي لا يزال معتقلا لدى الامن السعودي وكذلك جوالي الشخصي… وجئت للبلاد محشورا في طائرة عسكرية خاصة مع انبل رجال عرفتهم في حياتي وهم رفاق النضال المرير وشرفاء الزنازين (القاسم سيد احمد والوليد امام والواثق)… ومجيئي للسودان تمت بتذكرة سفر اضطرارية استخرجها مجرمو سفارات المجرم عمر البشير بالتواطؤ مع الامن السعودي والطائرة التي قذفتنا للأمن السوداني طائرة صغيرة يقودها اوكرانيون وروس… حمولتها 16 راكب فقط… وحينما هبطت في البلاد لم تهبط في مدرجات الطيران المدني المعروفة… حيث وجدنا انفسنا محاطين بالامن داخل وخارج الطائرة اثناء ركوبنا لها في السعودية وعند هبوطها في السودان… وتم اقتيادنا من مدرجات المطار لمكاتب مهجورة داخله ومن هناك لزنازين الامن السوداني.

 

بالله يا اصدقاء كيف لي ان اعرف ان كان اسمي قد تم ادخاله في كشوفات القادمين للبلاد؟.

 

في مركز خدمات الجمهور بالسجانة قطع لي العقيد الحسن الاحجية بان الامر لا يخص ادارته ووجهني للتخاطب مع (اخلاص)… وطلبت مني اخلاص ان اذهب للمغتربين (جهاز شؤون العاملين بالخارج) … من هناك ابتدأت رحلة جديدة حيث طلبوا مني ان اقابل السيد الامين واعتقد انه مدير الجهاز… ولم افلح في ذلك… طلبوا مني ان اقابل السيدة زكية… وطلبت مني ان اقابل الامين…. اجبتها ان مكتب الامين اعادني لها فطلبت مني ان اقابل ابراهيم وابراهيم كتب لي مذكرة للامين… والامين غادر المكتب… وسكرتيرته (اسمها حلايب) طلبت مني ان اقابل رحاب… ورحاب طلبت مني ان اذهب لجوازات المطار… وجوازات المطار طلبت مني ان اذهب للسجلات… والسجلات طلبت مني ان اقابل العقيد مرسي… والعقيد مرسي اعادني للسجلات… والسجلات اعادتني للعقيد مرسي… والعقيد مرسي طلب مني ان اذهب لجهاز الامن باعتباره الجهة التي اعتقلتني  وادخلتني السودان حتى يتم وضع ختم دخول في اوراقي الثبوتية يفيد بانني داخل السودان !!! وانا يا سيادة العقيد داخل السودان وموجود معك في مكتبك!!!.

……

قلت للعقيد مرسي (لو دخلت مكاتب الامن فانا اما قاتل او مقتول)… هذه مهمتك انت باعتبارك رجل شرطة وممثل للقانون.

 

يا سيادة العقيد طالما انني قد دخلت البلاد بصورة غير رسمية فمن واجبك ان تقبضني الان وتودعني السجن تحت المواد القانونية ذات الصلة…ولم يجبني.

 

جاء عميد شرطة وقال لي (ح اساعدك)… واتصل بعقيد في جهاز الامن اسمه الثاني بيومي… وقال له (ناس القاعدة الجبتوهم ديل في واحد منهم اسمو علاء الدين جانا عايز تاشيرة دخول) … انهى مكالمته وطلب مني ان اعود بعد يومين.

 

واكتشفت من مكالمته انني اتبع لتنظيم القاعدة… وهو اكتشاف جدير بالاحتفال والاحتفاء به.

…….

سعادة وزير الداخلية.

 

سعادة مدير عام الشرطة.

 

انا المواطن السوداني علاء الدين دفع الله الامين الحاج (علاء الدين الدفينة)… لا اريد منكم معاملة خاصة على الاطلاق… لا اريد رأفة ولا شفقة… لا اريد اعفاء ولا اي امتيازات خاصة… تقدمت بطلب رسمي لاداراتكم ووقفت في الصفوف وتعبت من اجل ان ادفع الضرائب والزكاة على فترة اغترابي وان اتحصل على الامتيازات التي يتم منحها لاي مغترب سوداني حسب القانون… ومن هذه الامتيازات لا اريد سوى ادخال امتعتي الشخصية وسيارة… فما هي المشكلة في ذلك.

 

ليست مشكلتي لو لم تجدوا تأشيرة دخول في اوراقي الثبوتية… هذه مشكلة تخص جهاز الامن… حاسبوا جهاز الامن الذي داس عليكم وعلى قوانينكم.

 

ليست مشكلتي ان جوازي معتقلا لدى الامن السعودي… هذه مشكلة جهاز الامن… حاسبوا الجهاز الذي داس عليكم وعلى كرامتكم وعلى دبلوماسية الدولة ومرمط اسمها وسمعتها وتاريخها وحاضرها ولا يزال يدوس على وجودها.

 

لن استخرج جواز بدل فاقد لان جوازي غير مفقود… تعلمون واعلم انه بحوزة الامن السعودي… وانا اريد جوازي كاملا… صفحة صفحة وورقة ورقة…

 

واريد جوالي المصادر.

 

طلبوا مني بالامس ان افتح بلاغ فقدان… ولن افعل هذا ولو تنهار الدنيا… جوازي غير مفقود.

 

لن اتنازل عن هويتي بسبب الصلف السعودي والانكسار الرسمي للدولة السودانية.

 

ساقف امام كل المحاكم الدولية واطالب بجوازي حتى تعيده السعودية عن يد وهي صاغرة صغار المجرمين.

 

وحتى ذلك الحين فكل طلبي تأشيرة دخول على تذكرة السفر الاضطرارية حتى تكتمل معاملاتي الرسمية.

 

وشكرا.

 

علاء الدين الدفينة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..