السودانيون بالقاهرة …كرامة مبعثرة

بلاشك ان ما تعرض له المواطنون السودانيون في القاهرة في الايام الماضية ومازالوا يتعرضون اليه من حملة إعتقالات شعواء وسوء معاملة من قبل السلطات المصرية، يحتاج الي وقفة حقيقة من قبل الشعب السوداني قبل حكومة الخرطوم التي يكفينا منها التصريح الفاتر والبارد الذي اصدرته الخارجية علي لسان ناطقها الاعلامي السفير علي الصادق والذي استبعد فيه تأثير هذه الاعتقالات (مشيراً لاعتقالات المواطنين السودانيين)على مستوى العلاقات بين البلدين ووصف السفير ان ما يتعرض له المواطنين هو مجرد (سوء معاملة ) فقط ،وعندما ننظر بتمعن لهذا الموقف نجد اين تقف الحكومة السودانية من مواطنها ،وهنا تحضرني حادثة الاعتداء الشهيرة من قبل المواطنين الجزائريين علي الموطنين المصريين في العام 2009 نتيجة اشاعة ان مواطنين جزائرين تعرضوا للضرب من قبل المواطنين المصريين بعد مباراة الفريقين ضمن البطولة الافريقية وهنا كان موقف مصر اقوي من “موقف خارجيتنا ” حيث استدعت السفير الجزائري في القاهرة وشكلت “خلية ازمة ” تحتوي علي مجموعة من الدبلوماسيين المحترفين لتوضيح الحقائق للرأي العام المصري وحل القضية ،نعم هذا هو احد مواقف السلطات المصرية تجاه الاعتداء علي مواطنيها ،الموقف الذي عجزت خارجيتنا علي الوقوف مثله واكتفت بالتنديد والاستنكار والتطبيل للقاهرة طلباً لودها ورغبة في نيل رضاها “كأنه ان لم ترضي علينا القاهرة غضبت علينا كل الدنيا وسدت امامنا بابها”.
نعم بحت اصواتنا وجف مداد اقلامنا ونحن نطالب الحكومات السودانية منذ عهد الديموقراطية وحتي الحكومة الحالية بضرورة مراجعة علاقات السودان بالدول العربية وخاصة الجارة “مصر” والتي تتعامل في سياستها مع الخرطوم بالعنترية والاستعلاء وكأنها “احد ضيعات الخديوي باشا” هذه العلاقات تحتاج الي وقفة وتوضيح بأن الخرطوم ماعدت تلك العاصمة التي تطلب ود القاهرة كي ترضي عنها الدول العربية الاخري فمصر ماعادت بعد انتكاساتها الاخيرة هي “ام الدنيا” ،وماعادت لها سطوتها وقوتها في الوطن العربي وتحتاج الي سنين عدة كي تعود الي موقعها في الخريطة السياسية العربية والعالمية .
وبرغم موقف الخارجية الضبابي الا ان القنصل العام للسفارة السودانية بالقاهرة كان أكثر شجاعة من رؤسائه في الخرطوم حين قال انهم تلقوا عدد كبير من البلاغات من السودانيين الذين ألقي القبض عليهم بعد تغييرهم عملة من فئه الدولار إلى الجنيه المصري دون الحصول على إيصال من الصرافة، وقال إنه زار بعضهم في أقسام الشرطة المختلفة ووصف معاملة السلطات المصرية للسودانيين (بالفظة( وهذه الكلمة لا اظن انها مرت علي اذن السفير علي الصادق قبل ان ينطق بها القنصل العام والا لكان قدر لها ان لاتخرج وتصريحات الشيخ تلك توضح لمن لايملك بصيرة ما وصلت اليه القاهرة من تنكيل بالمواطن السوداني وإنقاص من قيمته وتمييزه عن بقية الاجانب الذين يقطنون “ام الدنيا” .
نعم نحتاج الي وقفة حقيقة تجاه قضايانا المعلقة مع مصر وليس “ملف حلايب ” فقط بل يجب ايضاً مراجعة “اتفاقية الحريات الاربعة ” التي وقعت مع الحكومة المصرية والتي طبقتها حكومة الخرطوم ومازالت القاهرة تتماطل في تنفيذ عدد من بنودها “مثلها مثل اتفاقية غمر منطقة حلفا لصالح السد العالي في عشم توصيل الكهرباء للخرطوم التي مازالت تنتظر ذلك الوعد ” .

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..