١٧ نوفمبر ١٩٥٨، يوم سلم حزب الامة السلطة للجيش

١-
تجي غدآ الاحد ١٧/ نوفمبر الجاري، الذكري الواحد وستين عام علي ارتكاب حزب حزب الامة اكبر خيانة في تاريخ البلاد بقيامها عن عمد ومع سبق الاصرار تسليم سلطة الشعب للعسكر، في عملية غادرة اودت بالديمقراطية، وبهذه الخيانة دخل الجيش لاول مرة متاهات السياسة بعد ان كان بعيدآ عنها ولا ينشغل بامورها.
٢-
من منا نحن السودانيين لا يعرف كيف تنصل حزب الامة في يوم ١٧/نوفمبرعام ١٩٥٨عن احترام تطبيق ابسط ابجديات التنافس الشريف النزيه في الساحة السياسية بين الاحزاب السودانية، وضرورة الابتعاد عن اساليب الخبث والمكائد، يومها قام الامام/ عبدالرحمن المهدي راعي حزب الامة (وقتها) باتصالات كانت بالغة السرية ببعض قادة الجيش الكبارعبر الاميرلاي/ عبدالله خليل الذي شغل (وقتها) منصب سكرتير عام حزب الامة، حث فيها ضباط الجيش وبالحاح شديد ومتواصل معهم علي استسلام السلطة بالقوة في البلاد عبر انقلاب عسكري ينهي بموجبها الديمقراطية وحكم الشعب نفسه بنفسه، وبالفعل، تم بكل سهولة وقوع الانقلاب العسكري بقيادة:
(أ)- الفريق / ابراهيم عبود.
(ب) اللواء / احمد عبد الوهاب.
(ج)- اللواء / محمد طلعت فريد.
(د)- الاميرلاي / حسن بشير نصر.
(هـ)- الاميرلاي / محمد احمد عروة.
(و)- الاميرلاي /احمد رضا فريد.
(ز)- الاميرلاي / احمد مجذوب البحاري.
(ح)- الاميرلاي / احمد عبد الله حامد.
(ط)- الاميرلاي / عوض عبد الرحمن صغير.
(ي)- الاميرلاي / محمد احمد التجاني.
(ك)- قائمقام / حسين علي كرار.
٣-
ومع صباح ١٧ نوفمبر١٩٨٥م عزفت الموسيقى العسكرية من إذاعة أم درمان ألحانها وصدر بعد ذلك بيان من قيادة الجيش يعلن قيام سلطة عسكرية في البلاد أعفت أعضاء مجلس السيادة ومجلس الوزراء من مناصبهم وعطلت الدستور المؤقت، ثم حلت الجمعية التأسيسية، وأعلنت قانون الطواريء في البلاد لوقت غير محدود، ومنذ الصباح الباكر خرجت كتائب من الجيش القوات تدعمها الدبابات والعربات المصفحة وشددت الحراسة على دور الحكومة والمرافق العامة وحظر على المواطنين التجمع في الطرقات والميادين العامة، وبدأ تنفيذ قانون الطواريء بدقة متناهية، وأصبح الناس في ذلك اليوم أمام وضع جديد وحكم جديد لا يعرف الحرية ولا يعرف الديمقراطية، وكان السلاح وسيلته الوحيدة لفرض سلطانه، وكشف عبدالله خليل عقب ذلك عن أنه تعرض لخدعة كبيرة، وأن ما تم الاتفاق علية لم ينفذ.. ولكن ماذا تم الاتفاق عليه؟!!،إنه اتفق مع قيادة الجيش لتتسلم السلطة إلى حين وإلى وقت تتاح الفرصة فيه للأحزاب السياسية والقيادات الدينية والشعبية مراجعة الأمر كله ودراسته إلى حين الوصول إلى نظام ديمقراطي أمثل يرضاه الجميع ويكون محققاً للاستقرار والتقدم.
٤-
هكذا كانت أحلام عبد الله بك خليل كما أرادها.. ولكن هذا ما لم يحدث إذ أنه فتح أبواباً جديدة للوصول الى السلطة. وإذا كان خليل يقول إنه خُدع، فإن الخديعة اكتشفها منذ اليوم الأول للانقلاب. كان متفقاً مع قيادة الجيش أن يزور هو القيادة في الساعة الخامسة من مساء ١٦/ نوفمبر العام ١٩٨٥ليلتقي فيها قادة القوات المسلحة في أسلحة الخرطوم ويتحدث إليهم عن أهداف الانقلاب وحدوده باعتباره رئيس الوزراء ووزير الدفاع. ولما ذهب في الموعد المحدد لم يجد غير الفريق إبراهيم عبود واللواء حسن بشير اللذين أبلغاه أن قادة الوحدات كانوا في قياداتهم، وقد أعلنت حالة التأهب الكاملة وليس من الميسور استدعاؤهم لمقابلته، فعاد إلى منزله وهو يعلم أن تلك كانت بداية الخدعة وبداية دخول الجيش معترك السياسة.
٥-
وكان من المفترض أن يتم تشكيل الحكومة بعد أن يتم مشاركة المدنيين فيها الى جانب الجيش.. ولكن هذا ما لم يحدث والحقيقة التي قد تكون حاضرة هي أن خليل كان في حالة غضب لم تتح له أن يرتب الأمور بشكل سليم بل كان يريد تسليم الجيش حتى ولو لم يوفوا بشروطهم، ثم أن هناك عوامل خارجية كانت تعجل بهذا الأمر.
٦-
واليوم وامس وربما غدا ويري المحللين ان أخطر قرار في تاريخ السودان الحديث هو ذلك الذي اتخذه عبدالله خليل بتسليم السلطة للجيش، ومكمن خطورة القرار تأتي من كونه أسس لسنة استيلاء الجيش على السلطة وجعله جزءا أصيلا من المعادلة السياسية في السودان، فقرار عبدالله خليل الذي كان الأول لم يكن أبداً هو الأخير فهذا القرار فتح شهية الجيش ليكون دائماً حاضراً بقوة في كل مراحل السودان لتدخل البلاد فيما يعرف بالدائره الجهنمية التي شكلت حياة السودان والسودانين بين الحكومات الديمقراطية وأخرى جاءت عبر الانقلابات العسكرية وعلم كثير من الأحزاب أنه بعد خطوة عبدالله خليل هذه أصبح أمامهم طريقين للوصول الى السلطة طريق صعب والآخر سهل، الأول يمر عبر صناديق الاقتراع وهذا يحتاج سنوات طويلة وعمل شاق لا قبل للأحزاب به.. وطريق آخر يعبر عبر الجيش، فكان هذا الطريق الأسهل والأكثر حضوراً في واقع الحال السياسي السوداني.. إلا أن ضربة البداية وقت شريط افتتاح هذا الطريق كان من نصيب عبدالله خليل وانقلاب نوفمبر الشهير.
٧-
من غرائب ما يجري في الساحة السياسية اليوم، ان الصادق المهدي بدأ ينشط في الدعوة لقيام انتخابات مبكرة، وأطلق المهدي خلال الأيام الماضية تصريحات مثيرة بشأن مستقبل الحكومة الانتقالية قائلاً “إذا تعثرت فخيار الانتخابات المبكرة موجود وسنمضي إليه”، مؤكداً أن حزبه بدأ الاستعداد لذلك، وعلق السكرتير السياسي للحزب الشيوعي ، محمد مختار الخطيب، على دعوة الإمام الصادق المهدي لانتخابات مبكرة الخطيب في مقابلة مع “سودان تربيون وقال: ” إن المهدي قبل اندلاع الثورة كان يتحدث عن أنه مستعد للتعاون مع النظام السابق من خلال تسوية يدخل بعدها في انتخابات 2020″…وأضاف “أيضا كان يطرح ان تكون الفترة الانتقالية قصيرة وتجري انتخابات لأنه يتوق إلى السير على إرث ذات سياسات النظام السابق مع تغييرات شكلية وهي ذات القضايا التي كانت تهدد وحدة السودان وتهدد حل قضايا السودان بشكل صحيح”.
٨-
هل يعيد الصادق المهدي نفس خيانة جده الامام /عبدالرحمن، ويقوم باتصالات سرية مع قيادات في القوات المسلحة، او القيام باتصالات مع الفريق أول/ “حميدتي” للقيام بانقلاب اشبه بانقلاب عبود عام ١٩٨٥؟!!
٩-
لن استغرب في اي توقعات قادمة، فكل شيء جايز ومتوقع بشدة في زمن ما زال فيه الصادق المهدي يصول ويجول في الساحة السياسية بكل امن وامان!!
١٠-
روابط لها علاقة بالمقال.
(أ)-
حميدتي: قوات الجنجويد دربها نجل المهدي..شاهد صورة لبشرى الصادق المهدي وهو يدرب قوات الأمن الخاصة…
الرابط:
https://ara.alrakoba.net/news-action-show-id-149864.htm
(ب)-
حميدتي : قوات الجنجويد دربها نجل المهدي بشرى الصادق …
الرابط:
https://www.sudaress.com/alrakoba/149864
(ج)-
محمد حمدان (حميدتي): بشرى الصادق المهدي درّب قوات الدعم السريع
الرابط:
https://www.sudaress.com/sudansafari/34670
بكري الصائغ
[email protected]
قصاصات صحفية قديمة
عن انقلاب ١٧/نوفمبر ١٩٥٨
١-
لماذا قام سكرتير حزب الأمة
بتسليم السُلطة للفريق عبود؟!!
الرابط:
https://www.sudaress.com/alwatan/32721
٢-
سبق الانقلاب – كما كشفت وزارة العدل السودانية في 1964 – اجتماعات ومباحثات مكثفة بين عبد الله خليل وقادة حزب الأمة من ناحية والجنرال عبود وقادة الجيش من ناحية أخرى لإقناعه بضرورة تدخل الجيش والقيام بانقلاب حتى يعود “النظام” في الشمال والجنوب. وبارك السيدان عبد الرحمن المهدي وعلى الميرغني الانقلاب فور وقوعه.
٣-
تشير عد من الدراسات إلى أن حزب الأمة كان منهمكًا في الإعداد وسط الجيش لإنقلاب. وأن عبدالله خليل أقنع السيد عبدالرحمن المهدي بأن نجاح الإنقلاب يؤدي إلى تنصيبه رئيسا لجمهورية السودان. لذا فقد طلب رئيس الوزراء عبدالله خليل من الفريق عبود استلام السلطة.
٤-
الفريق إبراهيم عبود ذكر للجنة التحقيق التي شكلت للتقصي في وقوع انفلاب 17 نوفمبر قائلا: ”قبل أيام من استئناف البرلمان لأعماله، اتصل بي رئيس الوزراء عبد الله خليل، وأخبرني أن الوضع السياسي يسير من سئ إلى أسوأ، وأن أحداثًا خطيرة ومهمة قد تنشأ نتيجة لهذا الوضع، ولا يوجد مخرج غير استلام الجيش للسلطة”. كانت الأوضاع السياسية تشير إلى أن مساعي التقريب بين الحزب الوطني الإتحادي وحزب الشعب الديموقراطي على وشك أن تنجح في تشكيل حكومة جديدة تقصي حزب الأمة بقيادة عبدالله خليل من الحكومة. لذا قرر عبدالله خليل التضحية بالنظام الديموقراطي قبل أن تعتلي السلطة الحكومة الجديدة.
٥-
أيّد السيّدان علي الميرغني وعبدالرحمن المهدي الإنقلاب، الأمر الذي يشير إلى التوجه السياسي المحافظ لمنفذي الإنقلاب. ووجد الإنقلاب معارضة من الحزب الشيوعي. ففي 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 1958 أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي بيانًا بعنوان 17 نوفمبر انقلاب رجعي، جاء في ذلك البيان ما يلي: “إن الانقلاب الذي جري صباح 17 تشرين الثاني/ نوفمبر لم يكن متجاوبًا مع مطالب شعبنا ومصالحه، ولم تكن ثورة الجيش هي جزء من التحولات الوطنية الديمقراطية ضد تحكم الإقطاعيين والاستعماريين بل كان تسليمًا سلميًا للسلطة من يد عبد الله خليل لقيادة الجيش تمامًا كما فعل اسكندر ميرزا في الباكستان.
٦-
من الغريب ان الطائفتين الختمية والانصار أيدا الانقلاب الذي اطاح بحكومة ائتلافية تمثلهم. وهذا يظهر عدم الجدية في التعامل مع الديمقراطية ولو شكلياً وظاهرياً: الدفاع عن حق اكتسبوه جماهيرياً. وجاء في بيان السيد علي الموجه للمواطنين: (لقد تقبلنا نبأ تسلم جيش السودان بقيادة ضباطه العاملين زمام السلطة في بلادنا وإننا نأمل ان تتضافر الجهود وتخلص النوايا لتحقيق الطمأنينة في النفوس وتوطيد الأمن والاستقرار في ربوع البلاد (صوت السودان، 20/11/1958). اما السيد عبدالرحمن فقد كان أقل تحفظاً في تأييده، جاء في بيان الامام (أيدوا يا ابنائي هذه الثورة وادعو لها بالتوفيق والسداد واعينوها بان يكون كل منكم عيناً ساهرة وعزماً قوياً لتحقيق ما قامت من أجله ثورتكم وما تقدم اليه جيشكم المظفر من حمل أمانة الاستقلال والعمل الجاد (صحيفة النيل 21/11/1958).
وكذلك في 30 يونيو 1989 سلم حزب الأمة الحكومة الديمقراطية للعيكر بالاتفاق مع الكيزان! غشان ما تنسوه في الانتخابات المستعجل ليها دي
أها يالعشا باللبن
اقنع الناس كيف انو رئيس منتخب يسلم الحكومة لعسكر يجو يعتقلوه ويهينوه
بعدين ياحبيب انت ماشفت مرسى كلموهو قبل شهر قالو ليهو حنستلم السلطة في يوم محدد بالساعة أها عمل شنو
فبلله خليكم من خزعبلاتكم الفارغة دى وشوفو ليكم حاجة تقدرو تجدو بيها قليل من الاحترم من الشعب السودانى
يبدو ان زيارة الامام للجزيرة والاستقبال الحاشد أصاب البعض بالإسهال اللفظى
سيادة الامام فى هذه الايام السكوت من دهب .
الصادق المهدي منافق