مقالات وآراء سياسية

شرق السودان لن يقبل ذلك ورسالتى للأمين داؤد

عمر طاهر ابوآمنه

لا شك فى هذه المرحلة المفصلية والحساسة والخطيرة من تاريخ السودان والسودان يُكون من جديد أن شرق السودان ومواطنوه يمرون بظرف غريب ، وحال عجيب ، والأجواء مشحونة ، والنفوس غاضبة ، بسبب فرض جهات غريبة نفسها بنفسها ممثلة لهم فى مفاوضات جوبا دون إرادة المواطنين فى شرق السودان وبلا أى تفويض منهم ورغم انفهم ، وكأن شرق السودان عاجزعن تمثيل نفسه بنفسه أو أن شرق السودان ليس فيه مواطنين أصليين ؛ دافعوا عن السودان بكل بسالة وشجاعة نادرة منذ قرون وقرون عبر البوابة الشرقية خير دفاع وقدموا فيها الغالى والنفيس حتى لم يستطع كل الغزاة مهما كانت شوكة قوتهم دخول السودان عبر بوابته الشرقية حتى كادت القومية البجاوية أن تفنى دفاعاً عن السودان .

 

وفى الآخر كده وكجزاء سنمار لها ولأبنائها دايرين يجيبو لينا ناس لا نعرفهم ولا يعرفوننا ولا نتشرف بمعرفتهم أصلاً ولا نريد معرفتهم كممثلين لنا ، فمعرفتهم خسارة وندم ووبال علينا ولأهلنا ، وإقليم به رجال كالأسود وأصحاب تاريخ حافل بالبطولات ومليء بالتضحيات وممهور بدماء أبنائه لن يقبلوا ولن يقبلوا أن يمثلهم نكرات وبغاث الطيرومجهولين وبأجسام وهمية وبمسميات هلامية ظهروا فجأةً على مسرح الأحداث وكأنهم يؤدون دور مرسوم لهم بعناية ومخطط لهم بدقة فى شرق السودان ! ، وإن كان الأمر كذلك فعليهم أن يلعبوا بعيداً عن شرق السودان فليس شرق السودان مملكة الجبل الأصفر المزعومة أو أرض بلا أسياد أو حقل تجارب ليزعم كل فاقد بوصلة واتجاه تمثيله ، وعلى القوة الوطنية السودانية أن تعلم جيداً أن شرق السودان ليس لعبة كراسى لتقبل هى تمثيل كل من يحالفه الحظ للظفر بكرسي يجلس عليه ليكون ممثل للشرق وهو حقيقةً غير جدير حتى للجلوس فى كرسى لعبة كراسى ناهيك عن كرسي يمثل فيه أهم إقليم فى السودان إن كان هذا من ناحية الموارد أو الموقع به رجال ونساء يسدون عين الشمس يعرفهم العالم ويدرس تاريخ تضحياتهم وارث بطولاتهم فى أعرق الجامعات العالمية ، ومجرد قبول طرفى التفاوض فى جوبا الحكومة السودانية والجبهة الثورية نكرات كممثلين لشرق السودان لهو إستفزاز كبير لشرق السودان وعدم إحترام واضح لمواطنيه ونحن لا نعرف حيثيات وخبايا قبولهم وإن كان قبولهم ذلك نابع من جهل بهؤلاء فهذه مصيبة وإن كان نابع بدراية فالمصيبة تكون مصيبتين وبل مصائب دهر ودهر مصائب ، وفى كلتا الحالتين تكون الحكومة والجبهة الثورية أخطأوا خطأً فادحاً وغير مغتفر وارتكبوا ذنباً كبيراً وجسيماً بإبعاد أبناء الشرق الحقيقين عن قضايا الوطن وقبول من لا يعرفهم الشرق كشرقاويين وكبجا كمان وهذه أمرّمن إبعاد أبناء الشرق من المفاوضات فإبعادهم أخف ضرراً بكثير من قبول النكرات.

 

ووالله استمرار حكومة الدكتور حمدوك فى تهميش أبناء الشرق تآسياً بالحكومات السابقة ونهب موارده لأهون من أن يمثل الشرق ( نكرات ) ففى الشرق أعلام ورموز وطنيين وصادقين ووفيين ومخلصين ومناضلين ليكونوا ممثلين له بدلاَ عن الممثلين الحاليين الذين لم يجدوا من أبناء الشرق غير الرفض والإستنكار وارتسمت فى وجوه أبناء الشرق علامات الوجوم والسخط فور سماع ما يسمى ( بمثلييهم ) فى مفاوضات جوبا الاخيرة كردة فل تلقائية وكثير منهم كتبوا فى صفحاتهم فى وسائل التواصل الإجتماعى محتارين محيرين مستفهمين عن من هؤلاء ومن هم ومن أين أتوا ومن يعرفهم ولم يجدوا أى إجابة لأنها لم تكن موجودة أصلا وسؤالهم كان ليس للإجابة بقدر ما كان للإستنكار والتهكم .

 

والشرق يرفضهم ويلفظهم بعيداً عنه وهم غير مبالين بذلك وبكل غرور وعنجهية يجوبون المدن والقرى والفيافى بشرق السودان بتعبئة قبلية سافرة وبتجييش البسطاء وعلى أساس قبلى وبصناعة حشود قبلية لحظية تنتهى مهمة وجودها بإنتهاء لحظة اللقاء ويكون بعدها كأن لم يكن شيئا من قبل وكل هذا لن يقدم لهم أى شئ بقدر ما كشفوا ويكشفوا فيه نواياهم السيئة للسكان الأصليين لشرق السودان البجاوييت ، والبجاوييت الحمد لله والشكر لها المقدرة الكبيرة للدفاع عن نفسها وعن أرضها وعن حق أبنائها السياسي والإقتصادى بكل الطرق والوسائل ومنع التغول عليه من زيد وعبيد وكشف كل من يحاول المتاجرة بها فى سوق السياسة السودانى من المرتزقة والإنتهازيين وأصحاب الأجندة القبلية الخفية الضيقة .

 

ورسالتى فى الختام للأمين داؤد لا تتحدى البجا وتستفزهم وتفرض نفسك وزياراتك عليهم وأنت الذى وصفتهم أمام العالمين دون أن يسألك أحد ودون مناسبة لحاجة فى نفسك بالأقلية ونسيت أن الكرام قليل ، فحتى إبنهم موسى محمد أحمد حينما سبح عكس تيارهم ببورتسودان كانت نهايته السياسية ببورتسودان وانت ليس لك بداية سياسية أصلاً لتكون لك نهاية سياسية فالبداية والنهاية لك سيان .

 

عمر طاهر ابوآمنه

[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..