
لم تنجوا المدينة الواعدة باعتبار أن فرصتها لم تنهل بعد فهي تقاسم ثلاث مؤاني المنافسة لعبور البحر الاحمر الممر الدولي فاثنتان حتميتان (عدن و السويس) أذا جدة خيار تنافسي او تعاوني يحسب له كما أن صناعة اقتصاديات العبور الدولية و القارية كون السودان بخراطته القديمة و الحديثة له عمق و توسط جغرافي يرتجي منه الكثير ففي نهضة السكك الحديدية و اشتعال كثير من مشاريع أقتصادية افريقية مأمؤلة تحرز المدينة و الاقليم ككل الريادة و حتي ثمار القرن الافريقي لن يقطف و الا للمدينة الساحلية ذات الزراع القاري نصيب. و قبل ذاك علي المدي الزمني المخطوط كأستراتيجية لتأسيس التهيؤ واجب للحاضر باعتبارات المرحلة الانتقالية للحكم و في تنكبها للطريق أن تتصيد الفرص بعمق أو هكذا نفترض.
تمت الاشارة و في مقالنا السابق لجزئيات تخص الداخل للمدينة من اعادة التنبه لديموغرافيتها و حاضر الخدمة المتاحة و الممكنة و أهمية المحافظة للارث العماري و تجلية ما يمكن تجليته و و ضع ضوابط و تفعيل الموروث من نظم للبلديات للمحافظة عسي ان تكون اليونسكو UNESCO يوما حاضرة فينتفع جيل بارث الاباء.كما فعلتها مدينة جدة القديمة ذات الاذقة التاريخية و المشربيات الحجازية الفريدة فكانت درس لفن العمارة و باحثي التراث و كرنفال تسد له الطرقات و تخرج له الدعوات.و لا نتتطاول كما في روما القديمة و شوارع البندقية المائية و عموم اوروبا العجوز المتفردة باقتصاديات سياحة المدن و لكن الامر يبداء بعقد و وثيقة و قانون حارثها الاول بلدية المدينة و من قبل مبادارت تتفذلك عن حاضرة و وجود الانسان الواعي بمدينته و ارثه و تاريخه المحلي او المكتسب.
و اظن المدينة فقدت الكثيرون من أبناء تمدنها أو التي صنعتهم بمدارسها و منازلها و احداثها و مؤسساتها من جيل الستينيات و السبعنيات و الثمانينيات من القرن المنصرم فالكثيرون بالمهاجر و الاغتراب و معضلة جلهم المسكن و الخدمة اللايقة فهل لنا من خبراتهم و عالميتهم حضور يشارك و ثمار يجني؟؟ و ماذا يمكن ان نعد لكي تكون المدينة و اعدة بأهلها ؟؟ قبل حضور بيوتات الخبرة و تلاقح العالمية بالمحلية كميناء تستنشق بحرها المعتاد كرصيفاتها من مدن و مؤاني العالم.فالدعوة لابتدار مؤتمر أو ورشة عمل لتقييم تجربة الاغتراب بالخليج حانت و ذات نفع لسماع كلمة العائدون طوعا و اكراها من أبناء المدينة.فبالاعداد لمحافظ مالية استثمارية بنكية و شراكات زكية ممكن ان نكسب سباق التعادل في معدل الاسكان و التمدد الاحصائي للناس.
فبعيدا عن الجهوية و عقلية الانتماء و غوقاية معتوري مشارب التكسب عند انظمة العسكر المدعومة بخطابات الزئف المافونة .فضرورة ادراك ظهورهم السلبي و المتمظهر تارة في اعلاء صوت القبيلة و اخري في مخطابة العامة في قضايا لا تهمهم و لا تثمر و نتوقع مناداتهم لحق الاقليات في تقرير المصير مهددين في حالة طوقهم للسدة و المناصب و ياسا منهم يجب ان نتوقع الاسواء.فعدالة المستقبل تنشد من منصة المدنية و حواضرها كحقيقة تاريخية و ليس بقعقة سلاح يهدد و سيارات دفع رباعي تجوب الطرقات. فتلكم من ظواهر العهد البائد و باستمررها نفقد الاحتمالية المامؤلة من أستثمارات واعدة و منصفة للداخل و أنسان المنطقة.
اذا علي مؤسسية البلاد الكثير لارجاعه و تفعيله و دعمه للمدينة أبتدا بمستشفي بورتسودان و بيئة كادرها و سكناتهم التي هدمت قبل اعداد البديل و تأهيل المدارس الفنية و المهنية و المعاهد و المراكز الحرفية بتركيز خاص وربطه بمنظومات منتجة بالمدينة.و ارجاع دور السينما (الوطنية و الخواجة) اللائي هدمتا بليل وغدر البديل الشائن لها اليوم اندية المشاهدة التي تعج بلاء رقابة و حضور مختلط لفئات عمرية و في هذا نقترح الاستثمار و فتح الاكتتاب و الشراكة لتأسيس دور سينما جديدة في حالة لم تكن من ضمن اولويات وزارة الثقافة للبناء فالمشاهدة الجماعية و نوع المعروض يختصر الكثير للدولة في اهدافها الاستراتيجية. و لاعادة الوجدان المكلوم بخراب ربع قرن و نيف لمجتمع المدينة لابدا من احياء جميع متنزهات المدينة خصوصا الساحلية فمشروعها ناقص و مشوه. كذلك الحدائق و ابعاد منظر التوغل الجائر و الجفاف لخضرتها التي أسست (حديقتي البلدية و شهيد أكتوبر أحمد الخليفة) لتكون منفذ و فسحة للاسر و مجتمع المدينة. و غرس ما يمكن بناه من حدائق لجميع جغرافيات بورتسودان.
و مسارح المدينة التي جفت من غياب المبدعين فلا عيب من جلب و بعث المدربين علما التغذية و الاكتشاف المبكر للمواهب يكون من المدارس و برامجها التربوية .كما اظن حان دور اندية المدينة (الاجتماعية الثقافية الرياضية) ان تشبع ما خطي علي جدرانها فجل الشباب و الصبية في حالة تسكع مفتوح و زمن مهدر و هم رجالات الغد فماذا اعددنا لهم و لنا صروح خاوية ؟؟ فيجب التنبه لادارات هذه الاندية و دعمها و تكريس برامج تدريبية لكيفية ادارة هذه الدور و تخطيط و اعداد مناشطهم باتزان للنوع و الفيئات و احياء دورهم المنوط و كيفية رسم اهدافهم و اعدادهم لجذب خيرة النشطاء و المبدعين من الشباب و تحويل هذه الاندية الي أسرية بالقدر الممكن و بدأ بتخصيص يوم للنساء لممارسة انشطتهن.
أسامة تاج السر