مقالات وآراء سياسية

بورتسودان كما يجب (2)

أسامة تاج السر 

لم تنجوا المدينة الواعدة باعتبار أن فرصتها لم تنهل بعد فهي تقاسم ثلاث مؤاني المنافسة لعبور البحر الاحمر الممر الدولي فاثنتان حتميتان (عدن و السويس) أذا جدة خيار تنافسي او تعاوني يحسب له كما أن صناعة اقتصاديات العبور الدولية و القارية كون السودان بخراطته القديمة و الحديثة له عمق و توسط جغرافي يرتجي منه الكثير ففي نهضة السكك الحديدية و اشتعال كثير من مشاريع أقتصادية افريقية مأمؤلة تحرز المدينة و الاقليم ككل الريادة و حتي ثمار القرن الافريقي لن يقطف و الا للمدينة الساحلية ذات الزراع القاري نصيب. و قبل ذاك علي المدي الزمني المخطوط كأستراتيجية لتأسيس التهيؤ واجب للحاضر باعتبارات المرحلة الانتقالية للحكم و في تنكبها للطريق أن تتصيد الفرص بعمق أو هكذا نفترض.

 

تمت الاشارة و في مقالنا السابق لجزئيات تخص الداخل للمدينة من اعادة التنبه لديموغرافيتها و حاضر الخدمة المتاحة و الممكنة و أهمية المحافظة للارث العماري و تجلية ما يمكن تجليته و و ضع ضوابط و تفعيل الموروث من نظم للبلديات للمحافظة عسي ان تكون اليونسكو UNESCO يوما حاضرة فينتفع جيل بارث الاباء.كما فعلتها مدينة جدة القديمة ذات الاذقة التاريخية و المشربيات الحجازية الفريدة فكانت درس لفن العمارة و باحثي التراث و كرنفال تسد له الطرقات و تخرج له الدعوات.و لا نتتطاول كما في روما القديمة و شوارع البندقية المائية و عموم اوروبا العجوز المتفردة باقتصاديات سياحة المدن و لكن الامر يبداء بعقد و وثيقة و قانون حارثها الاول بلدية المدينة و من قبل مبادارت تتفذلك عن حاضرة و وجود الانسان الواعي بمدينته و ارثه و تاريخه المحلي او المكتسب.

 

و اظن المدينة فقدت الكثيرون من أبناء تمدنها أو التي صنعتهم بمدارسها و منازلها و احداثها و مؤسساتها من جيل الستينيات و السبعنيات و الثمانينيات من القرن المنصرم فالكثيرون بالمهاجر و الاغتراب و معضلة جلهم المسكن و الخدمة اللايقة فهل لنا من خبراتهم و عالميتهم حضور يشارك و ثمار يجني؟؟ و ماذا يمكن ان نعد لكي تكون المدينة و اعدة بأهلها ؟؟ قبل حضور بيوتات الخبرة و تلاقح العالمية بالمحلية كميناء تستنشق بحرها المعتاد كرصيفاتها من مدن و مؤاني العالم.فالدعوة لابتدار مؤتمر أو ورشة عمل لتقييم تجربة الاغتراب بالخليج حانت و ذات نفع لسماع كلمة العائدون طوعا و اكراها من أبناء المدينة.فبالاعداد لمحافظ مالية استثمارية بنكية و شراكات زكية ممكن ان نكسب سباق التعادل في معدل الاسكان و التمدد الاحصائي للناس.

 

فبعيدا عن الجهوية و عقلية الانتماء و غوقاية معتوري مشارب التكسب عند انظمة العسكر المدعومة بخطابات الزئف المافونة .فضرورة ادراك ظهورهم السلبي و المتمظهر تارة في اعلاء صوت القبيلة و اخري في مخطابة العامة في قضايا لا تهمهم و لا تثمر و نتوقع مناداتهم لحق الاقليات في تقرير المصير مهددين في حالة طوقهم للسدة و المناصب و ياسا منهم يجب ان نتوقع الاسواء.فعدالة المستقبل تنشد من منصة المدنية و حواضرها كحقيقة تاريخية و ليس بقعقة سلاح يهدد و سيارات دفع رباعي تجوب الطرقات. فتلكم من ظواهر العهد البائد و باستمررها نفقد الاحتمالية المامؤلة من أستثمارات واعدة و منصفة للداخل و أنسان المنطقة.

 

اذا علي مؤسسية البلاد الكثير لارجاعه و تفعيله و دعمه للمدينة أبتدا بمستشفي بورتسودان و بيئة كادرها و سكناتهم التي هدمت قبل اعداد البديل و تأهيل المدارس الفنية و المهنية و المعاهد و المراكز الحرفية بتركيز خاص وربطه بمنظومات منتجة بالمدينة.و ارجاع دور السينما (الوطنية و الخواجة) اللائي هدمتا بليل وغدر البديل الشائن لها اليوم اندية المشاهدة التي تعج بلاء رقابة و حضور مختلط لفئات عمرية و في هذا نقترح الاستثمار و فتح الاكتتاب و الشراكة لتأسيس دور سينما جديدة في حالة لم تكن من ضمن اولويات وزارة الثقافة للبناء فالمشاهدة الجماعية و نوع المعروض يختصر الكثير للدولة في اهدافها الاستراتيجية. و لاعادة الوجدان المكلوم بخراب ربع قرن و نيف لمجتمع المدينة لابدا من احياء جميع متنزهات المدينة خصوصا الساحلية فمشروعها ناقص و مشوه. كذلك الحدائق و ابعاد منظر التوغل الجائر و الجفاف لخضرتها التي أسست (حديقتي البلدية و شهيد أكتوبر أحمد الخليفة) لتكون منفذ و فسحة للاسر و مجتمع المدينة. و غرس ما يمكن بناه من حدائق لجميع جغرافيات بورتسودان.

 

و مسارح المدينة التي جفت من غياب المبدعين فلا عيب من جلب و بعث المدربين علما التغذية و الاكتشاف المبكر للمواهب يكون من المدارس و برامجها التربوية .كما اظن حان دور اندية المدينة (الاجتماعية الثقافية الرياضية) ان تشبع ما خطي علي جدرانها فجل الشباب و الصبية في حالة تسكع مفتوح و زمن مهدر و هم رجالات الغد فماذا اعددنا لهم و لنا صروح خاوية ؟؟ فيجب التنبه لادارات هذه الاندية و دعمها و تكريس برامج تدريبية لكيفية ادارة هذه الدور و تخطيط و اعداد مناشطهم باتزان للنوع و الفيئات و احياء دورهم المنوط و كيفية رسم اهدافهم و اعدادهم لجذب خيرة النشطاء و المبدعين من الشباب و تحويل هذه الاندية الي أسرية بالقدر الممكن و بدأ بتخصيص يوم للنساء لممارسة انشطتهن.

 

أسامة تاج السر

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..