أخبار السودان

بعد التهديد والوعيد.. حميدتي يكشف عن الرشاوي لدخول الدعم السريع

الخرطوم – صباح محمد الحسن

تسرب تسجيل للفريق محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع وعضو المجلس السيادي وهو يخاطب قواته بمعسكر قري الذي ضم عدداً من القيادات ضباط وضباط صف والذي ابتدره بالتحيه قائلاً: في البداية (حمد لله سلامة العودة من والحقها ساخرا وحمد الله سلامة الهروب وسط ضحكات القوات قبل ان تدرك ماذا يقصد الرجل). وعندما استدرك انهم لم يفهمون سخريته الحقها صراحة (والله انا زعلان منكم انتو ديل زعل شديد) عندها استدرك الجمع ان الرجل يتحدث بجدية وصرامة خاصة عندما اردف (لانو الدلع الدلعناكم لي مادلعنا زول) اخترناكم بعناية فائقة سفرناكم استحقاق ماحقكم بعد جيتو وثقنا فيكم وخليناكم مشيتو مش كان ممكن نمسك قريشاتكم دي نقطعها ليكم نديكم ليها بالمية والميتين نطلع زيتكم كنا فاكرنكم عندكم قضية وعندكم وطنية

وتزداد نبرة صوته غضباً ويردف ( العايز يهرب يهرب في 60 وفي ناس قالت يحولوها الداير يحولو دا طبعا عشان يقننها عشان حقو مايروح انتوعارفين التدريب البدربكم ليه هين دا بالدولار انتوعندكم قيمة انتو عارفين بتكلفو كم دا تكلفتو بالدولار لكن لانو ماعندكم قيمة).

ويمتد غضب حميدتي ليصل القيادة من الضباط ويقول (الحصل دا مامنكم دا من القيادة لانو مافي قيادة لو في الناس دي ماكانت هربوا كانو ملوا ليهم برنامجهم)

واضاف: نحن والله نتشرف بناس الخرطوم قاعدين 11 شهر قلنا ليهم امشوا قالو ماعايزين يمشوا.

الخدعة مامنكم الخدعة من الناس الجابوكم المجرمين الجابوكم عايزين تقعدوا تقعدوا ماعايزين تقعدوا دا امتحان ليكم ماعايزين تقعدوا والله تمشوا كلكم بعدين العايز يقعد يقعد والعايز يمشي يمشي اي زول عندوا اجندة يمشوا ويتساءل وين ال 313 ضابط عايزين تشتغلو اشتغلو شغل رجال جايين ناس ساكت اركبو شارعكم انتو المحتاجين لينا القوة دي فيها رجال انا عايز ناس قضية ما داير( شماسه وصعاليك) انا عايز اولاد أسر واولاد ناس الشماسة بكونوا خصم علي واقول ليكم بتتفرتقوا بعد دا نحن نشطبك بدل انت تهرب نحن قصرنا معاكم في شنو نحن التدريب الادربتو دا نحن مالاقينو دي شهادة تمشي بيها امريكا قبيل نحن مشغولين باليمن ومشغولين بره الان القوات اتخفضت انتو ما اتجندتوا قبائل القبائل دي مشت وين والله نحن الواحد (عضمو دا نسمعوا ليهو باضانو) مامكن تخدعونا ماحاتكونوا قوات خاصة ياخي بعد خذلتونا تاني اديناكم التدريب في ناس شغاله 11 شهر ماغاب منهم ولا زول دايرين شنو قوات خاصة ماحا تكون بطريقتكم دا بعد خذلتونا نحن مابنستفيد من الدرس السبت القادم حايكون صرف المرتبات وعندنا اجراءات حانعملها ونشتغل فيكم انتو ديل نعرفكم انتو ذاتو منو عايزين شغلة حرس الحدود السابقة لكن تحرم عليكم نحن كل يوم في مشكلة يادوب عايزين نعاود أنفاسنا تاني تجوا تخذلونا).

نحن بنديكم المرتبات مابنظلمكم انا والله مابتشرف بمجلسهم السيادي دا بتشرف بالدعم السريع نحن والله ماعايزين سلطة قبلنا السلطة دي عشان البلد دي ماتتفرتق ياخي انتو عندكم قيمة الدلع الادلعتوا دا مافي زول ادلعو انتو قسم ماحلفتو والله الدعم دا تفتشوا بقروشكم ماتلقوا مش قبيل بترشوا عشان تدخلو الدعم السريع مش الواحد بجيب مليار تاني ممكن يجب عشرة مليار ماتفتكروا البهرب مابنلقاه الناس دي جابوهم ادارات حانتلاقى اكيد اي زول بياخد مرتبنا دا بنعرفوا ساكن وين).

وانتهى خطاب حميدتي لقوات الدعم السريع بوصيتهم بالاهتمام بالنظافة والسلوك وسخر من المثقفين في الخرطوم الذين يلقون قارورات المياه على الشارع العام.

تعارض وتناقض في التصريحات

ويتعارض حديث حميدتي لزهده السلطة مع تصريحات سابقة حيث اعترف الفريق دقلو عندما كان نائبا رئيس المجلس العسكري السوداني بطموحه للسلطة في بلاده.

وكان قد قال حميدتي في مقابلة حصرية أجرتها معه صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إنه يرى أن وصوله للسلطة أمر لا بد منه وإلا فستضيع البلاد..

وأضاف لمدير مكتب “نيويورك تايمز” في القاهرة، ديكلان والش: “لو لم أصل إلى هذا المنصب ستضيع البلاد وبعد أن طالبت الولايات المتحدة بالتحقيق المستقل في فض الاعتصام بالسودان عبر مبعوثها الخاص إلى السوداني دونالد بوث أكد حميدتي، أن قواته اندفعت بسبب استفزازات لا توصف.

ومن الملاحظ في تسريبات حميدتي انه شدد في خطابه على اهمية التدريب علما بأنه لم يتلقى حسب (نيويورك تايمز) اي تدريبات عسكرية فحميدتي، حاصل على شهادة التعليم الإبتدائي.

بدء رجوع القوات من اليمن

حديث الفريق حميدتي حديث جيد وفيه توجيهات ممتازة لقوة ناشئة لم تقم منذ البداية وفقا للاسس العسكرية المعروفة. وقد عرف عنها في أحداث عديدة وقعت في دارفور وفي الأبيض وفي شمال العاصمة الخرطوم وفي مناطق أخرى ضعف الانضباط العسكري. فالغياب بلا اذن الذي أغضب الفريق حميدتي هو جانب من جوانب قصور التدريب لهذه القوات إلى جانب ضعف القيادات الوسيطة وضعف الإدارة بصورة عامة. وبما أن هذه القوات أصبحت جزءا في معادلة التغيير الجارية الآن وهي معادلة جرى التوافق عليها إقليمياً ودولياً أصبح لا مناص من إعادة هيكلتها وإدماجها في القوات المسلحة مع ترفيع تدريبها وصبها في قالب جديد وهيكلة إدارية تليق بقوات مسلحة محترفة. فسنوات حكم الإسلاميين سلبت الجيش ما تبقت فيه من قومية ومن احترافية وحولته إلى قوة حزبية مؤدلجة، على الأقل في مستوى القيادات العليا والوسيطة.

خطاب الفريق حميدتي يمنح مؤشرات إيجابية أرجو أن تسير في وجهة دمج هذه القوات في القوات المسلحة مع إبراء التشوهات الكبيرة التي أحدثها حكم الإسلاميين في القوات المسلحة. المطلوب هو بناء جيش محترف ونزع السلاح من كل من لا يصلح أن يكون جزءا من هذا الجيش الوطني المحترف.

أيضا حمل خطاب الفريق حميدتي رسائل إيجابية. منها اشارته إلى بدء رجوع القوات من اليمن. وباكتمال رجوعها يكون السودان قد خرج من مأزق ما كان ينبغي أن يدخل فيه، ابتداء.

أيضاً من الإشارات الإيجابية في الخطاب ما لمح به الفريق حميدتي عن زهده في السلطة وتأكيد على دوره كعسكري في حماية البلاد. فقد ذكر أنه يتشرف بانتمائه للدعم السريع بأكثر مما يتشرف بكونه نائب رئيس للمجلس السيادي. هذه الرسالة، إن كانت صادقة، وليس لدينا حتى هذه اللحظة ما يجعلنا نتشكك في صدقها، هي رسالة تطمين للجميع ألا عودة للعسكر لحكم البلاد. فلقد أضاع الحكم العسكري على البلاد اثنتين وخمسين عاما من عمر استقلالها البالغ ثلاثة وستين عاما.

أيضا لفت نظري توجيهه للقوات بالأ ترتدي ” الكدمول” حين تكون في المدينة وسط المدنيين. فمع إقراره بأن من حق كل صاحب ثقافة من أهل السودان أن يرتدي ما يعبر عن ثقافته.، وهذه ملاحظة جيدة، إلا أن لبس “الكدمول” وسط المدنيين يجعل لابسه صاحب سلطة أو تميز ذي دلالات سلطوية بإزاء المدنيين. ويخلق توترا لما فيه من جهوية ودلالات سالبة ارتبطت بحروب دارفور. فمن ابجديات توحيد مختلف القوات تحت مظلة قوات مسلحة وطنية محترفة أن يكون هناك زي موحد لهذه القوات وان تكون هناك بروتوكولات لأين ومتى يجري ارتداء الزي العسكري.

أيضا هناك مؤشر إيجابي يتعلق بخفض المظهر العسكري في العاصمة، وفي سائر المدن بصورة عامة. فمن علامات استقرار البلد وتمدنها اختفاء المظاهر العسكرية فنرجو أن تسير الأمور في وجهة الاستقرار وتقل الحاجة إلى الردع الاستباقي بالمظهر العسكري.

أهمية الفصل بين القيادة السياسية والعسكرية

اللواء مهندس ركن دكتور امين اسماعيل مجذوب خبير عسكري ومحلل استراتيجي لخص حديث الفريق حميدتي في ثلاث نقاط جوهرية فالاجتماعات في اطار لقاءات دورية وتنويرية بالنسبة للقوات نظامية اما شهرية او نصف شهرية او نصف سنوية وقد تطاولت المدة بسبب وجود حميدتي في الخرطوم وانشغاله بالمجلس السيادي وهي اما لقاءات تنوير او تبشير او تحذير في المخالفات يتم فيها الاستماع للمشاكل الجماعية والفردية ضباط او افراد ومن الملاحظ ان هناك مخالفات وتصرفات فردية حدثت شكوى ويتم معالجتها من القائد مع الجنود.

التحليل الثاني التصريحات التي سربت تكشف عن ان هناك ضغوط على قيادة الدعم السريع ضغوط تتمثل في الحملة التي تستهدف الدعم السريع من جهات أخرى وتحاول توريطها في الاعمال التي نفذت او لم تنفذ او الاخطاء التي وقع فيها افراد الدعم السريع

المحور الثالث للتحليل هو ان هناك متابعة محلية واقليمية ودولية لكل مايصدر من قائد الدعم السريع وذلك لحساسية موقفه السياسي والعسكري وهذا يتطلب في المرحلة القادمة الفصل بين القيادة السياسية والعسكرية حتى لا يتم تأويل اي احاديث او مواقف وقد تكون في الجانب السياسي وتحسب على العسكري وقد يحصل العكس كما حدث الان في هذا الاجتماع الاخير وحسبت على الجانب السياسي.

اما عن نبرة حميدتي في الخطاب قال هذا يصب في التوجيهات من القائد لجنوده وقد يكون الحديث بقسوة حتى يتم اعادة الانضباط وعدم جنوح الاخرين في ارتكاب ذات الخطأ وترجع هذه التوجيهات أيضا الى انضمام قوات الدعم السريع الى القوات المسلحة والالمام بالتقاليد العسكرية ولذلك قد يحتاج الدعم السريع الى وقت طويل حتى يتم الاندماج وقوانين ولوائح القوات المسلحة.

اما عن طريقة تجنيد الافراد ودخولهم عبر الادارات الأهلية ولجان الاحياء علق ان هذا تقليد طبيعي به حتى القوات المسلحة فلابد من التحري من الجندي ومن سكنه والتأكد من حسن سيره وسلوكه.

الجريدة

‫4 تعليقات

  1. مسؤوليه تقيله على السيد.. حميدتي المزج بين سلطه مدنيه من الوجهاء السياسيون الجدد ضغوطات من جبهات مسلحه تريد أن تدخل السودان بتصور ترى فيه الدعم السريع عدو الأمس وفي نفس الوقت تراه من الناحيه الضامن لمشاركتها ضغوطات من كيانات سياسيه تنظر للدعم السريع الخصم والعدو وأشياء كثيره وراء الكواليس.. للانسان سعه ومقدره وأمكانيه كلما يحاول تجاوزها سقط اذن معرفة قدرة الإنسان وتحديد قدراته جزء أساسي في معادلات الحياه عبر التاريخ نرى ان اغلب العظماء والمشاهير خاصة في الجانب القيادي يتهاوي نجمهم عندما يصابو بجنون الشهره شي طبيعي فأن اي جسم كلما صعد عاليا كلما صغر الا الله سبحانه وتعالى كلما تنظر له بعيدا في السماء تراه كبيرا بعقلك هكذا معادلة الحياه فتحديد المقدره تواضع ومعرفة المقدره رحمه للنفس والمجتمع.. اتمنى من كل مسؤول في كرسي السلطه ومصنع القرار ان ينأي لنفسه كل ليله ان القوه والبقاء لله وحده وان ينظر إلى الكرسي الذي يجلس فيه اليوم كان بالأمس يحمل أناس أشد بأسا منه بكبريائهم الكاذب ونظرتهَم اابائسه لشعبهم واكل لقمة عيشهم البسيطه هؤلاء القاده الذين جلسو وتربعو عرش السلطه منهم من تواري الثري جسده ومنهم من ذل ومنهم من وضع خلف قضبان السجون… مهما صعدت علوا فأنك لامحال تصغر هذه معادلة الحياه… انتبه ايها القائد فأنك تعجز يوما ان تقود حتى نفسك… عظمة الله في الإنسان فكيف تختقر انسان والله يرى عظمته فيه؟؟؟؟؟.. الحمري

  2. بصريح العباره أصبح الدعم السريع في نظر كثير من المراقبين وجه خطر وقطب سلبي على الدوله السودانيه الشي المؤسف كل من يراقب ويحلل خطاب حميدتي يخرج بوجهة نظر ووصايا مفادها التخلص من الدعم السريع او ينتظر اللحظة ليشمت على الدعم السريع كل هذه الأفكار والظنون والتوقعات والقراءات لما يؤول له نظام الدعم السريع من شأنها ان تسمى فتنه وصب الوقود على اللهب… اولا الأخ المحلل لخطاب حميدتي بصفه خاصه نوجه لك رساله الدعم السريع تواجد في غرب السودان منذو نشأته وجاء نتيجة شعور بالخوف من اعتقاد ايديلوحي من قادة الجبهات المسلحه في غرب السودان ( ادان حمرا لا وجود لها بيننا) تصريح مايسمى قائد في جبهه مسلحة في رقعه جغرافيه معينه تجمع بين العرب وغير العرب هذا يعني انقضاض عنصر على عنصر اخر بمعنى قلعه من جزوره هنا انتبه العقل تكون الدعم السريع بأي حال من الأحوال صنف في بعض المراحل بمسميات الجنجويد وماادراك هكذا واذا نظرنا لأقليم دار فور وكردفان نجدهما بصفه خاصه لديهما خصوصيه تتميز من اقاليم السودان الأخري من ناحيه قبليه وترابط قبلي معقد للغايه يوجد الثأر لأتفه الأسباب توجد القبائل وتمتلك مساحات شاسعه من الرقعه الزراعيه ومن قطاعات الماشيه لها رقمها الكبير والماثر في الدخل القومي السوداني للأسف كل الحكومات التي تعاقبت على حكم السودان لم تعي هذه الاهميه للاقليمين فكانا مهمشين من البني التحتيه والمؤسسات التنمويه رغم مدخول ومشاركة هذين الاقليمين في اقتصاد السودان حتى النظام البائد لم يستطع احتواء قضايا كردفان ودار فور بهذا جاء الدعم السريع ووضع ملفات وقضايا هذين الاقليمين من الناحيه الاجتماعيه وكذلك الاقتصاديه وقدر له ان يضع الحلول لكل قاطني هذين الاقليمين سواء عنصر عربي أو غير ذلك أصبح هنالك ولاء منقطع النظير للدعم السريع من ابناء هذين الاقليمين هنا تستطيع القول ان الدعم السريع أصبح بمثابة عنصر ايديلوحي في تكوينه ليس كما زعم الأخ الكاتب الدلع والغنا السريع ونقول لكل من يتنبأ بأنهيار الدعم السريع ان هذا الظن بعيد الاحتمال لان كلمة انهيار للدعم السريع تعني لمكوني الدعم السريع من أفراد عسكر لشيوخ قبائل لوجهاء في نواحي هذين الاقليمين يعني كارثه وعوده الصراعات القبليه لهذا كلمن ينتمي للدعم السريع مشاركه مباشره او انتماء يعي تماما ان وجود الدعم السريع وجود بقاء لهذا نتمنى من مكل محلل في خطاب حميدتي او المهتم بشأن الدعم السريع.. إن ينظر لوجوده بتفاؤل وحسن نيه وان يدعو لكل من يظن ظن السوء بالدعم السريع ان يغير أفكاره يبتعد من الشك والفتن نحن نعيش الان صحيح في ظروف اقتصاديه صعبه لكن يوجد امان نحن نصبر هذه دوله تعاني ماتعاني نهيت وسرقت واصبحت أشلاء التغيير لايأتي في ليله وضحاها فالصبر جميل وحسن الظن جميل دعو الفتن فمعظم النار من مستصغر الشرر……. الحمري

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..