أخبار السودان

التسريب الصوتي لـ”حميدتي”.. مخاوف تسرب القوات ونقص التمويل

الخرطوم : محمد الأقرع

تدوال ناشطون سودانيون في مواقع التواصل الاجتماعي تسريب صوتي لعضو مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حميدتي” ، ورغم أن حديثه كان موجها لبعض قواته المتمركزة بمنطقة “قري” شمال العاصمة السودانية الخرطوم ، الا أنه حمل عدد من الإشارات والرسائل المهمة .

“حميدتي” الذي بدا غاصباً في التسجيل الصوتي وجه انتقادات حادة لما تسمى بالقوات الخاصة للدعم السريع متهماً إياها بالتسيب وعدم الولاة وأشتكى من الهروب المتكرر لأفراد هذه القوة التي أشار بأنها تلقت أفضل تدريب وحازت على امتيازات لم تنلها أي مجموعة عسكرية أخرى.

والقوة على ما يبدو واستنادا على حيثيات التسريب الصوتي يبلغ قوامها (600) مقاتل وكانوا ضمن قوات “حرس الحدود” التي يتزعمها المعتقل “موسى هلال”، شكك “حميدتي” في ولاءها وقال لهم مخاطباً: “تم إرسالكم لليمن رغم أنكم لا تستحقون” وكال لهم العديد من الاتهامات بعدم الضمير والقضية.

وبحسب المراقبين فأن المقاتلين بقوات الدعم السريع العائدين من المشاركة في حرب اليمن دائماً يفضلون الهروب وعدم الانخراط مجدداً في التشكيلات العسكرية وذلك باعتبار أن الفترة التي يمضيها الجندي السوداني في “اليمن” توفر له عائد مادي جيد يقوم بصرفه على مشاريع أخرى وعلى أثرها يترك العمل العسكري.

في التسريب تحدث “حميدتي” عن استهداف قوات الدعم السريع وعن تدوين نحو (300) بلاغ في مواجهة أشخاص انتحلوا صفة قواته، وطالب منسوبيه بعدم ارتداء “الكدمول” في المدن وحثهم في لوقت ذاته على الاهتمام بالنظافة والتقيّد بالسلوك الحضاري.

وكشف التسريب الصوتي الأخير كذلك تزمر “حميدتي” من الصرف على “الدعم السريع” حيث قال إن “التدريب يكلف دولار كثيرة” والمح إلى تقليص قواته مستقبلاً. ولعل ذلك يأتي في وقت كان قد أعرب فيه ديفيد غولدفين، رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية عن تفاؤله بانتهاء أزمة الخليج كما أكد سياسيون بأن هناك اتجاه سعودي بإيقاف حرب اليمن التي يعتمد عليها “حميدتي” في تمويل قواته فقد أستطاع عقب الانخراط فيها بالحصول على الأموال بشكل مباشر ونقداً دون المرور بوزارة الدفاع أو القوات المسلحة السودانية أو وزارة المالية مما أضفى حالة من الاستقلالية لقوات الدعم السريع بعيداً عن المؤسسات الرسمية.

وكانت صحف سودانية قد نقلت أواخر أكتوبر الماضي أخبار تؤكد عودة 10 آلاف جندي من قوات الدعم السريع المشاركة في حرب اليمن الأمر الذي قد دون شك سيزيد عليه أعباء الصرف .

وفي السياق كان”حميدتي” قد قام بصرف أموال طائلة في سبيل شراء الولاءات الداعمة وتبيض شخصيته عقب الاتهامات التي تطاله بارتكاب مجزرة فض اعتصام القيادة ، مما جعل البعض يجزم بأنه في حال انحسار التمويل السعودي – الإماراتي الذي يناله جراء مشاركة قواته في حرب اليمن سيكون مجابه بعجز في الاحتياجات المالية المتوقعة للصرف على تحركات تلك القوات وانتشارها في معظم المدن إضافة الى قدراتها التسليحية وصرف مرتبات أكثر من أربعين ألف جندي هي قوام تلك القوات التي تحتاج لعمليات صرف مستمرة ومتزايدة في ظل وضع اقتصادي متدهور بالبلاد ومحاولة السلطة الانتقالية تقنين عمليات تعدين الذهب الذي كان أحد المشاريع المهمة التي تعتمد عليها قوات “الدعم السريع” في التمويل .

وبالعودة للتسريب مسار الحديث أعاد “حميدتي” خطاب زهده في السلطة وبأنه لا يفتخر بعضوية المجلس السيادة منوهاً بأنه لولا وجود قوات الدعم السريع لتم شنقه وأضاف: “السلطة تطير، وأنا لولا خوفي من انهيار البلاد لما قبلت بعضوية مجلس السيادة”

ولعل حديثه حول الزهد في السلطة فتح باب التشكيك حول حقيقة التسريب حيث قطع متابعون بأن التسجيل المتداول تم إرساله عن قصد وبهدف إيصال رسائل محددة قائلين بأن قائد قوات الدعم السريع ليس زاهداً في السلطة ولوكان كذلك لما شارك فيها وأنما الرجل يريد إرسال رسائل لجهات عديدة أهمها للشارع بأنه يقف مع خيار الجماهير، كذلك أشاروا إلى عدد من النقاط التي تدعم فرضية “قصد التسريب” مثل جودة الصوت واقتراب جهاز التسجيل من المتحدث الذي لم يطالب بإغلاقه .
شبيبة برس

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..