مقالات وآراء2
علي الحاج

قبل أيام قليلة طالب الدكتور علي الحاج الأمين العام للمؤتمر الشعبي بتسليم المخلوع البشير لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي ، و هو هنا يعيد ما قاله زعيمه الراحل الدكتور حسن الترابي قبل ١١ سنة حين دعا البشير إلى تسليم نفسه لمحكمة الجنايات الدولية و تحمل مسؤلية جرائم الحرب المرتكبة و فدا الشعب السوداني حتى لا يتضرر من العقوبات بسبب هذا الاتهام .
كثيرون اعتقدوا أن موقف الترابي في ذلك الوقت كان موقف الحانق على سلطة البشير الذي أقصاه من الحكم بعد قرارات رمضان الشهيرة و يريد أن يتخلص منه بإرساله إلى لاهاي ، بينما لا يمكن تفسير موقف الدكتور علي الحاج اليوم الا باعتباره موقف المتودد إلى الشارع بعد أن فقد كثير من اراضيه بإصراره الغريب إبان الثورة السودانية على الاستمرار في شراكة مع حزب المخلوع حتى كان احد الأحزاب الساقطة مع المخلوع في ٦ أبريل ٢٠١٩ .
لا يبدو أن الشارع سوف يتجاوز ما فعله الإسلاميون طيلة ثلاثين سنة حسوما ، و لا يبدو أن ثمة أمل في أن تعود لهذه الجماعة أي قوة او ألق و خاصة في ظل قيادة أمثال الدكتور علي الحاج و الدكتور ابراهيم السنوسي و غيرهما من الإسلاميين المعروفين الذين كانوا جزءا من الانقاذ في أسوأ عشرية لها و هي العشرية الأولى ، و هي الفترة التي مارس فيها النظام أبشع وسائل التصفيات و الإقصاء و قام بفصل ما يفوق نصف مليون موظف ، هذا غير حله لجميع الأحزاب السياسية و منع نشاطها و مصادرة دورها مع منع الصحف من الصدور و اعتقال مئات السياسيين و استخدام بيوت الأشباح في تعذيبه للنشطاء و المعارضين ، و قيادته حرب دينية ضد المواطنين السودانيين بالجنوب و عسكرة الشارع بالهوس الديني و الخطاب الجهادي و استضافة أعتى قيادات حركات الجهاد الإسلامية العالمية و على رأسهم بن لادن و الظواهري في مؤتمرات أرادت بها الحركة الإسلامية قيادة العالم الإسلامي نحو البعث الجديد المتوهم .
جماعة بهذا التاريخ السيء لن يغفر لها الشعب بسهولة و لن يكون لها وجود سياسي حقيقي بين الجماهير على الأقل لربع قرن في ظل هذا الجيل ( الراكب رأس) ، و هذا ليس استنتاجي وحدي بل هو ايضا استنتاج علي الحاج و الذي تضمنه تسريب صوتي نسب إليه أيام المظاهرات معلقا على الثورة و على شعار الثوار الشباب ( اي كوز ندوسو دوس ) قائلا ان هذا الخطاب يستهدفهم و انهم في حال انتصار هؤلاء الشباب فلن تقوم لهم قائمة .
خاف علي الحاج من شعار ( أي كوز ندوسو دوس ) و ظن أن الطريقة الوحيدة لمواجهته هي بايقاف مد الثورة عبر دعم المخلوع بالشراكة معه ، و لكنه كان القرار الاسوا في تاريخ علي الحاج السياسي ، إذ أن مشاركة البشير زادت من غضب الثوار عليه و جردته من أي موقف اخلاقي تجاه الشعب الذي كان يقتل في الطرقات و علي الحاج شريكا في السلطة و بالتالي شريكا في القتل .
ليس من سبيل لمواجهة مد هؤلاء الشباب و رفض الجماهير للإسلاميين الا عبر تغيير حقيقي داخل كابينة قيادة الجماعة و اجراء مراجعات فكرية عميقة و تقديم جهد سياسي و مجتمعي حقيقي في مساعدة الوطن على تحقيق دولة الديمقراطية و القانون و السلام ، و الاعتذار امام الشعب و التاريخ عن خطيئة انقلاب الانقاذ .
عبارات تودد الدكتور علي الحاج للشارع و الثوار لم تقف عند حد مطالبة تسليم البشير للجنائية ، بل تعداها ليمارس غزلا صريحا مع اليسار و العلمانيين حين قال في حوار تلفزيوني بأن ( العلمانية رحمة و نعمة ) ! بالطبع قصد علي الحاج ان يقدم حزبه في ثوب جديد ، ثوب متسامح مع الآخر المختلف معه حتى و لو أدى ذلك إلى نسف أساس وجود حزبه و حركته الإسلامية و إيمانها بالدين كأساس لنهضة المجتمع ، مما يؤكد أن هذا الغزل تكتيكي ليس إلا و الغرض منه العبور إلى صف الجماهير و من ثم الكشف عن الوجه الحقيقي للحركة الإسلامية .
مازال فيديو الدكتور علي الحاج و هو يعترف بتنفيذهم للانقلاب في ذلك الصيوان المنصوب و حوله بعض جماعته ، مازال موجودا و شاهدا على صحة البلاغ الذي تم تحريره لدى القضاء السوداني من أجل القبض على المتهم علي الحاج و ابراهيم السنوسي بتهمة الانقلاب على الشرعية و تقويض النظام الديمقراطي في فجر ٣٠ يونيو ١٩٨٩ ، و لا يبدو أن هناك فرصة سانحة أكثر من هذه الفرصه لكي يذهب علي الحاج إلى قفص الاتهام معترفا امام الشعب و الجماهير بانه قام بالانقلاب و انه نادم أشد الندم على هذا الفعل و مستعد لتحمل كامل المسؤلية عن ما حاق بالبلاد و العباد نتيجة هذا الانقلاب الدموي . هكذا يمكن أن يفدي علي الحاج جماعته و ان يفتح الباب لمراجعات حقيقية و كاملة فيها حتى و لو أدى هذا الاعتراف لشنقه او حبسه حبسا مؤبدا ، فالخيارات شحيحة جدا امام على الحاج و حزبه و اخفها ضررا طعمه كطعم العلقم .
يوسف السندي
الاستاذ / يوسف السندي– لكم التحية — شكرا علي مقالكم الممتاز واضيف اليه ما سبق نشره في ( الراكوبة) في نوفمبر2018:
(الأقربون أولي بالمعروف) يا علي الحاج !
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وما يزال علي الحاج يتنطع و( يبربر) بما يردده أولاد البحر من مقالات التوالي والنظام الخالف والسندكالية وزواج التراضي بينما دارفور الجريحة يقذف شبابها ألواحهم وتنتقل أصابعهم من ارواء الاقلام من المحابر الي تحريك تلك الاصابع الغضة لتعمر الكلاشن وتلقم المدافع وتسيير محركات الدفع الرباعي لقتل أبناء العمومة وجيران الامس وتحرق الخلاوي ويداس بما داخلها من مقدسات وأماكن سجود شيوخ دارفور ولدايات كانت بعونها تساعد في طعم الحيران.
وما يزال علي الحاج يحدثنا تنظيرا لا ينقطع عن مشاركة الشعبي وحصته في الحكومة القادمة ودارفور تترك ليحتل الغزاة أرض القران يربطون الاسلام بالارهاب ويشعلون نار المجوس والكفر ويطفئون نار القران التي أضاءت بنورها أمصارا بعيدة وحركت البعوث الي الازهر الشريف وحفت محمل السلطان الي أقدس أرض.
دارفور تنتقل مطالب أهلها من أمنيات نهضة دارفور الي حركات مسلحة تمزق بعضها بعضا وتنهب البنوك في ليبيا وتسحب معها السيارات وما غلا ثمنه وأمكن قطره وما أنفك علي الحاج يحاضرنا بعبارات منتقاه يحاكي فيها شيخه الترابي وتخرج من ذات المشكاة ( الاخوانية) صحائفها من مصر حسن البنا ويدلق علي الحاج علينا قولا يؤكد فيه علي وحدة الحركة الاسلامية عندهم ويعني هنا ( اخوانهم) فالاسم اختير مبتدأ في مصر للتفرقة وحمل معه الي السودان بذرة التفتت فما ولد أعوجا لا يستقيم. وحاصر ذلك الفهم دارفور الجريحة مذ تعلم أولادها في الخرطوم تاركين خلاوي الاجداد فما انصلح الحال ولا طاب العيش في دارفور منذ عرف علي الحاج ورفاقه وتعرفوا علي منظومات أولاد دار صباح من قبيل داعش وسائحون واصلاحيون يقودهم غازي وسيخة وخليل ورهط من الاخوة الاعداء.
دع عنك النظام الخالف والتوالي وضم الحركات الاسلامية فدارفور الجريحة لا تحتمل كل ذلك الترف في التنظير والانتظار وأدلف الي ( تاسك فورس) تجمع اليه بدءا السيسي ود. علي تاج الدين وما بقي من دريج وموسي هلال وحميدتي ومادبو كلهم الي كلمة سواء لايقاف الحروب العبثية وقودها ابناء دارفور وتشعل في أرض القران و لاتحتاج الي أموال من خارج دارفور واليك مني مصادر التمويل:
ذهب جبل عامر وجبل مرة يستخرج منذ عهود بمئات الارطال ومناجمه موزعة بين كبر وموسي هلال وحميدتي وبعض النافذين في الخرطوم والجميع لا يتمني ايقاف الحروب في دارفور لكي لاتنقطع غلته من الذهب الذي يباع وتذهب حصيلته لارصدتهم في دبي وفرنسا ودراهم معدودة منه
تجدد منها ترسانة السلاح لابقاء نار الحرب مشتعلة بعد أن أطفأوا نار القران وأموال الذهب يمكنها تعمير دارفور وتفيض وبعضا يتجود به حميدتي في شكل هدايا سيارات بالاف عطاء من لا يملك لمن لا يستحق.
قطعان الانعام في دارفور في ظرف عام يمكنها ردف ميزانية اعمار دارفور والهدي للاراضي المقدسة وحده يقوم بذلك .
صندوق اعمار دارفور لا يحتاج الي دولة اخري فدارفور غنية وتجلس علي بحيرة ماء و كنوز من ذهب ومعادن يورانيو م وخيرات اخري .
( الأقربون أولي بالمعروف) فعليك أخي علي الحاج وفقط من باب التغيير حاول التفكير بطريقة غير( اخوانية) فستجد أن الله قد الهمك الحكمة ورجاحة العقل ولا تحتاج الي الرجوع الي المانيا.
وفتكم بعافية.