شخصان لا يستمع المسؤولين لهما: العلماء وطوال القامة!!!!

يقولون زامر الحي لا يطرب. ويقولون كلام القصير لا يسمع له. الأول ينطبق علي نتائج بحوث ومجهودات العلماء السودانيين. والثاني ينطبق لا ينطبق على شخصي الضعيف حيث انني اعتبر من طوال القامة. ما هو سبب ما جاء أعلاه؟ السبب الذي افزعني وهز وجداني الحرائق التي اشعلت في منشآت ومؤسسات قومية بجنوب كردفان وبأبي نعامة، والخسائر المليونية بالدولار والخاسر أولا وأخيرا (الوطن و المواطن) السوداني. اسباب الحرائق أسباب (وهمية) مبنية على معلومات غير حقيقية وغير علمية وغير منطقية ولا يمكن تبريرها. بل أشتم منها رائحة لا تعجبني ومنها نظرية المؤامرة (طبعا عارفين اقصد منو وشنو).
حريق جنوب كردفان كان تبرير من قاموا به أن انتاج الذهب سيتسبب في اخطار بيئية وسموم منها السيانايد، علما بأن هذه المنشأة لن تستخدم الزئبق أو السيانايد فهي تعتمد على تقنيات عالية جدا. أما حريق ابونعامة فكانت مبرراتهم زراعة (المحاصيل المحورة وراثيا). فانا شخصيا لست مع أو ضد زراعة المحاصيل المحورة، خاصة وان كانت قد درست بهيئة البحوث الزراعية والهيئات والمراكز البحثية الأخرى وسمح باستخدامها بواسطة اللجنة القومية للمحاصيل.
سأركز مقالي هذا عن (ابي نعامة). فقد جاءت شكاوي لوزارة الصحة بحدوث حالات سرطانات واجهاضات وغيرها من الأمراض المتنوعة بقرية قرب( مشوع الكناف) بابي نعامة الذي يملكه السيد/ مأمون البرير، والذي كما علمت زرعت به بعض المحاصيل المحورة ، على ما أظن أن القطن واحد منها. ارجع المواطنون حدوث هذه الأمراض لزراعة المحاصيل المحورة. لعلم الجميع، وعلى مسؤوليتي الشخصية، لم أجد في كل ما نشر في المراجع العلمية العالمية حتى تاريخه أي من الأثار المذكورة تسببت فيها هذه المحاصيل، لكن هنالك (خوف وتوجس) من ما يمكن أن تحدثه مستقبلا. بل أن بعض الدول المنتجة لبذورها تمنع زراعتها بأراضيها وتصدرها كبذور للدول الأخرى. كما أن هنالك دول تصر على أن يكتب بالديباجة انه محور، أو يحتوي على مكون مأخوذ من محصول محور (الزيت كمثال). القطن المحور الذي أوصت به اللجنة القومية في السودان هو صيني-1 وصيني-2. أغلبية القطن المزروع في البلاد منذ أكثر من خمس سنوات يتبع لهذين الصنفين. كما أن أغلبية الأمباز و زيت اقطن المتواجد بالأسواق طوال هذه الفترة منتج منهما.
السؤال المشروع هو: هل الحالات التي اشتكي منها من قاموا بهذا الفعل الشنيع تفوق متوسط حدوثها في بقية مدن وقري البلاد؟ ان كانت الاجابة بنعم، هنا يجب أخذ الأمر بجدية ودراسة الأسباب.
اليكم الأن( المفاجأة) التي قد توضح أسباب حدوث مثل هذه الأمراض أن كانت الاجابة للسؤال أعلاه بنعم.
في نصف العام الثاني من العام 2003م قمنا بتكوين6 فرق من المتخصصين في مجال المبيدات لحصر المبيدات النافدة في كل ولايات السودان القديم (340)، تابعة لكل الجهات الحكومية لصالح المجلس الأعلى للبيئة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وقمنا بحصر كل الموجود بها، وقمنا بتصويره وقدمناه في تقرير يحتوي على أكثر من 150 صفحة، اجيز بمجلس الوزراء والبرلمان ورفع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. ثم قمنا بتحديثه في السودان (الحالي) في 2013م و رفع لذات الجهات.
بالنسبة لسنار والنيل الأزرق لم نجد مبيدات تالفة لكن وجدنا حوالي 1942 طن من التربة الملوثة وتأتي في (المرتبة الثانية ) بعد مشروع الجزيرة (2324 طن). خلاصة الأمر أن بالسودان حوالي 10 الف طن تربة ملوثة ، و 1264.5 طنا من المبيدات (منها 900 طن بذرة قطن ملوثة)، و 740 من الفوارغ الملوثة.
اما اماكن دفن المبيدات مساحاتها وكمياتها فقد كانت كالاتي:
الرقم المنطقة الأبعاد
(م) الكميات
(طن)
1 الحصاحيصا (القرشى) 22 × 12 × 4 1740
2 سكر(بدون ذكر الأسم) لم تحدد 75
3 أبو نعامة لم تحدد (متسعة) 6
4 الدمازين 10 × 20 × 3 1920
5 كبرى البطانة 6 ×6 × 1.5 36
6 الأبيض لم تحدد 230
7 سودرى 2 × 2 × 1.8 5.8
8 حمرة الوز 8 × 4 × 4 205
9 حمرة الوز 7 × 7 ×4 314
10 الفاشر لم تحدد 20
كان يظن أن بالبلاد مقبرة واحدة وتسببت في ضجة على مستوي العالم وهي القرشي (الحصاحيصا). المفاجأة أننا وجدنا 9 مدافن أخرى بالجدول أعلاه منها ابونعامة (6 طن) قرب النيل دفنت 1989 ووجدناه غارقة في مياه الأمطار!!!! ماذا تتوقعون أن يكون مصيرها طوال 30 سنة!!!. أما عن الحلول العملية والعلمية فقد ذكرناها بالتفصيل (مصحوبة بالميزانيات المطلوبة) في تقاريرنا لكل الجهات الرسمية ولا ندري ما هو مصيرها أيضأ. ا
لأن هل تعتقدون أن الأسباب الحقيقة لما حدث من أمراض هي ما قامت الشركة التي قد قمتم بحرق ممتلكاتها؟ نقول: كان الله في عونك يا وطني المكلوم، اللهم نسالك اللطف (أمين)
ب/ نبيل حامد حسن بشير
جامعة الجزيرة
15/11/2019م