مقالات وآراء سياسية

الصعود للهاوية

الصادق عبد الوهاب-ابومنتصر

تتتسارع  الفوضى  بوتيرة عالية- وبنسق منظم   وتواقيت  محدده لتشكل بؤر انفجارات   متتالية—فى اماكن متفرقة من البلاد=تارة قبلية واخرى مطلبية  واخرى انشطار  حركات مسلحة  -ومطالباتها بالاشتراك فى محادثات  السلام بجوبا  لتحظى  بنصيبها  من كعكة  مغانم السلطة-   والبعض لايفتا   يمد  النار  بالمزيد من العشب الجاف بدعواته   المتكرره بلا انقطاع للمواكب والتظاهر –بحجج واهية  وشعارات  منتهية  الصلاحية– وحتى لجان المقاومة اخذت على عاتقها   ان تزيد مساحة الفوضى بمطالبات فورية لازاحة  معتمدين ومديرين تنفيذين  وفرض حلول خارج  المنظومة  الحكومية–

كان المؤمل  ان تنتهى الحالة الثورية  بتشكيل مجلس  الوزراء   وعودة الثوار من ميادين الثورة لميادين الانتاج    لمساعدة الحكومة الوليدة  فى  تدابير  حل الازمة الاقتصادية وتخفيض تكاليف المعيشة   ومراقبة  فلول  المؤتمر  الوطنى التى  تجاهد بكل ضراوة لاضعاف الحكومة  وتجريدها  من هيبتها- كنا نامل  ان  تتسارع خطى   الافعال الائجابية من  الزراع والعمال  والمغتربين  لمضاعفة جهودهم لزيادة  الانتاج  وتغذية الايرادات التى تعين الحكومة-لكن شيئا من  ذلك لم يحدث– وتركوا   حكومة حمدوك   وحدها تجابه  مشكلات ومصاعب  مستحيلة– وحتى انصارها  اخذوا فى التلويح بضعفها– ولا  ادرى  عن اى ضعف  يتحدثون– ونحن نراقب تحركات رئس   الوزراء ومساعيه  الحثيثة  لمعالجة  الحظر والحصار الخارجى  وقد سجل نجاحات  ملحوظه فى ذلك  – وموعود  بنجاحات كبرى  اخرى- لكن الانفلات الراهن سيضعف   كثيرا موقفه  ولا شك سيعرقل مهامه– ان لم يدفعه فى نهاية الامر الى طريق  مغلق–يجد نفسه  عاجزا عن ملاحقة الفوضى المتدفقة بلا  توقف–

لا احد  يمكنه ان  ينفى حالة السيولة الراهنة ومخاطرها– والتشرزم القبلى  وكوارثة المحيطة والانفلات المدمر  الذاهب بقوة الى الخراب الكبير—وان اخطر مانتوقعه ان تتمدد  حالة الانشطار القبلى وهو اخطر ماتواجهه بلادنا فى وحدتها وتماسكها–

ان الاعلانات المتكرره من الجانب الحكومى والسيادى باستعدادهم  لدفع مستحقات   السلام كاملة وباى ثمن – لا يصب فى  انجاح المفاوضات بل يعقدها ويدفع بالمتطرفين للمطالبة  بتقرير  المصير   او— الحكم  الذاتى– وكان يجب ان يكون السقف الاعلى   للتفاوض دون ذلك  ووحدة الدولة امرا غير قابل  للتفاوض  ومادون ذلك يمكن   دفع تكاليفه   طالما الجميع سودانيون متسالون فى الحقوق والواجبات—

الوضع الراهن يحتاج  للحكمة   وللحكماء  ونعلم ان الحكماء فى البلاد تناقص  عددهم  ووجودهم  لحد    كبير- لكن المامول ان  تتلاقى الاحزاب الكبرى والفاعلة  والحريصة على  تماسك الدولة  ووحدة البلاد  الى   اتفاق وطنى خالص  والى اجماع حول مرتكزات- ثابته   وان  تبقى الادارة الاهلية  صمام الامان    فى وجه  التشظى  والانفجار  القبلى اكبر  المهددات الراهنة–

كما ان على الاحزاب ان ترتفع  لمقام الخطر  المحيط  وان ترعوى  فى  بياناتها  ومواقفها    وان تؤجل  نظرياتها  وبرامجها  الجانحة الى مابعد الانتخابات– ومتى نالت   ثقة الناخب يمكنها ان تفعل ماتشاء   –

بلادنا  فى خطر– خطر  قريب  ومخيف–يتطلب  اقصى درجات التجرد والوطنية– ومايمكن تداركه اليوم  سيكون عسيرا غدا–

والحذر ان يفقد حمدوك صبره  فينجو بجلده  تاركا  الجميع   فى الفراغ  المهلك

اللهم  رفقا بسوداننا واهدى الجميع الى مافيه وحدة البلاد والعباد

 

الصادق عبد الوهاب – ابومنتصر

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..