يد آلية تحرِّكها الأفكار وطفل وُلِدَ من حمض نووي لثلاثة أشخاص.. إليك أفضل الاكتشافات العالمية في 2016

جاءت الإشارة من وراء سحابة ماجلان الكبرى بطول 20 ميللي ثانية كاملة، التي التقطت لحظة ارتطام ثقبين أسودين. الحدث الذي أرسل موجات عبر “الزمكان” (الزمان والمكان) في اتجاه الأرض، أبهجت العلماء بعد أن التقطتها أدواتهم. يقول ديفيد ريتز بمرصد الأمواج التثاقلية (ليغو): “لقد فعلناها. لقد رصدنا موجات الجاذبية”.

تم تصنيف هذا التصريح كأفضل اكتشاف في مجال الفيزياء لعام 2016، الذي يؤكد نظرية آينشتاين عن الجاذبية، ويضع فريق ليغو في سباق جائزة نوبل. ولكن المتعة الأكبر لم تأت بعد.

في الربع الأول من المليون سنة السابقة، كان الكون أمراً مخفياً تماماً عند علماء الفلك. الآن يمكن للعلماء بناء مراصد لموجات الجاذبية، التي عن طريقها، يمكنهم النظر للوراء، لنقطة ميلاد الكون. يمكننا الآن دراسة لحظة الخلق.

لم يحتفل علماء الفلك وحدهم في عام 2016. ففي أغسطس/آب، قام المرصد الأوروبي الجنوبي بصحراء تشيلي، برصد تغيرات في أشعة الضوء القادمة من نجم قنطور الأقرب (بروكسيما سنتوري)، وهو النجم الأقرب للشمس.

قام كوكب بحجم الأرض بسحب نجم القزم الأحمر للدوران حوله. ما أثار علماء الفلك هو أن العالم الجديد الذي تم اكتشافه، يقع في المنطقة الصالحة لحياة النجم، تلك المنطقة من الفراغ التي تتميز بدرجة حرارة مناسبة تماماً لوجود مياه سائلة، وبوجود الماء، ربما توجد الحياة. هذا الاكتشاف أعاد لنا السؤال ثانية: “هل نعيش وحدنا في الكون؟”.

يعتقد ستيفن هوكينغ بوجود الكائنات الفضائية، ولكنه قلق حيال دعوتهم. في فيلمه الذي تم إنتاجه هذا العام، أماكن ستيفن هوكينغ المفضلة، حذَّر من أن مقابلة مجموعة من الهمجيين الكونيين المتقدمين تكنولوجياً، قد تفعل في الإنسانية ما فعله تماماً كريستوفر كولومبوس في سكان أميركا الأصليين.

هوكينغ حذَّر أيضاً بنفس القدر من الذكاء الاصطناعي. نعم، قد يحل الذكاء الاصطناعي أعقد مشاكلنا، ولكن هذا إن لم يمحُنا أولاً. لحسن حظنا، ما زال هذا التهديد بعيداً عنّا.

إن اتحادنا مع الروبوتات هو شيء منطقي للكثير من الناس. كان لناثان كوبلاند -28 عاماً وكسرت عنقه في حادث سيارة- يد آلية موصلة بمخه مباشرة. كان بإمكانه تحريكها بأفكاره، وعبر إشارات تنتقل إلى مخه، تمكن من اختبار إحساس اللمس. بتوفير ردود فعل حسية، اقترب العلماء من هدفهم الأكبر، وهو توفير أطراف آلية تتحرك وتَشعر كالحقيقية تماماً.

قامت أكثر من 25 ولاية أميركية بتقنين الماريجوانا للاستخدامات الطبية، ولكن هل يمكن أن يأتي دور الفطر السحري؟ اكتشفت بعض الدراسات القليلة جداً أن مادة السيلوسيبين (المادة التي كان يتعاطاها “الهيبيز” في سبعينيات القرن الماضي للوصول إلى السعادة) أمكنها إزالة الاكتئاب الحاد عن مجموعة من المتطوعين، والتقليل من القلق والاكتئاب لدى مرضى السرطان.

بالنسبة لستيفن روس، مدير قسم الطب النفسي لمكافحة الإدمان بمركز جامعة نيويورك انجون الطبي، فإن النتائج الأخيرة غير مسبوقة. يقول: “لم نحصل على شيء كهذا من قبل”.

ويضيف: “الأمر يحتاج للمزيد من العمل”. كانت هذه هي خلاصة تجربة أخرى في عام 2016، وهي وسائل منع الحمل للذكور. يبدو أن الرجال أخيراً يمكنهم تحمل مسؤولية تحديد النسل، ولا يحتاج الأمر سوى لوخزة صغيرة.

الحقن الهرموني نصف الشهري قد يكون بنفس فاعلية حبوب الإناث، ولكن تم تعليق التجربة بعد انسحاب 20 رجلاً. عانى بعضهم من الاكتئاب وظهور البثور، واضطر آخرون أن يتعاملوا مع شهوتهم الجنسية المرتفعة.

بين ما يقرب من 130 مليون حالة ولادة هذا العام، تمت الإشارة إلى إحدى الولادات في أبريل/نيسان الماضي بالأولى من نوعها علمياً. ولد طفل أردني بحمض نووي ناتج من ثلاثة أشخاص (أبويه ومتبرع سليم)، وذلك لحمايته من وراثة مرض وراثي خطير. قال الفريق الأميركي الذي قام بالعملية في المكسيك، إن الطفل بصحة جيدة، ولكن مثل هذه الأمراض قد تصيبه في وقت لاحق من حياته.

في ديسمبر/كانون الأول، قام جهاز تنظيم نسبة المواليد بالمملكة المتحدة بالسماح للعيادات بالتقديم للحصول على الرخصة التي تسمح بالقيام بالعملية، المعروفة باسم العلاج ببدائل الميتوكوندريا، ممهدة بذلك الطريق لحالات ولادات مشابهة ببريطانيا.

لكل عام إنجازاته العلمية الخاصة، وكلها تحكي قصة العلم. الأفكار العظيمة عرضة للنجاح أو الفشل. نشيد بالإنجازات، ولكنها تجعلنا نفكر أكثر. مع كل إنجاز، نفهم أكثر قليلاً عن ذواتنا وعن الكون. وإن لم يكن أي منها منطقياً، يمكننا إذن أن نسأل الكائنات الفضائية.

هافينغتون بوست عربي

تعليق واحد

  1. إذا ترقبوا ولادة مجموعة من سفاكي الدماء … وسوف يتكرر النموذج الهتلري مرة اخرى في مكان ما من أوروبا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..