
لم أصفق مع الذين أعجبوا بقرار مفوضية العون الإنساني الخاص بإلغاء تسجيل وحجز ومصادرة ممتلكات عدد من المنظمات على رأسها منظمة سند الخيرية (امبراطورية وداد) العظمى التي تعّبر تحت جسرها كثير من المخالفات والتجاوزات و (اللهط) المقنن والعشوائي المحمي بمظلة السلطة والنفوذ فوداد بابكر ومها الشيخ زوجة محمد عطا كلاهما مكمناً للأسرار والخفايا الخطيرة التي تحتاج الى أكثر من زاوية.
واعود لأقول ان القرار لم يعجبني لأنه في نظري قرار مبتور وولد مشوهاً بعيوب المحسوبية والمحاباة واللعب على حبل المصالح ورفع الستار عن ان ثمة ماهو اعمق ممايسمى بالدولة العميقة.
فلماذا تم إستثناء بعض المنظمات التي تلعب ويلعب قادتها دوراً أكبر من العمل الطوعي فان كانت هنالك منظمات تقوم بأعمال فساد مالي فهنالك منظمات تقوم بفساد مؤسسي وتنظيمي أخطر كان له دوراً كبيراً في سياسية التمكين والإقصاء منظمات كانت تعمل في مطبخ التنظيم ( تخبز وتعجن ) سياسات المؤتمر الوطني ولها دور حتى في صناعة القرار السياسي تمتد يدها عبثاً للمؤسسات وتشارك حتى في توظيف وإبعاد الموظفين منظمات تحسب وتنسب وتحمل دماء المؤتمر الوطني أنشأت أماناتها لأغراض معينة فمثلاً تجد باحدى المنظمات مايسمى دائرة التكافل هذه متخصصة فقط في الإفراج عن الذين ينتمون للمؤتمر الوطني والذين يدخلون السجن بمخالفات فساد او تجاوز في مؤسساتهم فتتكفل بالدفع عنهم وإخراجهم يعني خصصت فقط لرفع (المعانا من الناس) وليس لرفع المعاناة من الناس كما نعتقد وكما تحكي واجهاتها البرآقة الزائفة التي ترفع شعارات العمل الخيري فقط لتخفي أعظم ماتقوم به.
وامانة دائرة الرياضة هي التي تدير كل العمل الرياضي وسياساته بالسودان و يتم عبرها تحديد الأنشطة الرياضية ومن الذي يأتي رئيساً للنادي وتأثيرهم على انتخابات الأندية والجمعيات العمومية ووضع سياسات الأندية وحتى مايتعلق بتسجيل اللاعبين هذا هو العمل الخيري الذي يوهموننا به.
وليكن سؤالنا أكثر صراحة لماذا لم يرد اسم منظمة الشهيد الزبير الخيرية ومنظمة نوافذ الخير ماهو السبب الذي جعل هذه المنظمات تتخلف عن ركب ال ٢٥ منظمة من الذي يحميها حتى الآن بعد زوال النظام ومن المستفيد من هو (الكوز ) الذي إعترض على ان يشملها القرار ان كان من أجل المصلحة او الانتماء ففي رأيكم من هو أعلى سلطة من المجلس السيادي؟ لا أحد.
اذن من هو الكوز في المجلس السيادي الذي يجلس في مقعد القرار ويرتدي ثوب المدنية مظهراً و ( روحو ونفسو) مع النظام المخلوع فالمدنية والثورة النظيفة جاءت ليعلو الحق على كل باطل وترتقي مصلحة الوطن فوق كل المصالح لم تأت لكي تأتي القرارات حسب مزاجية البعض ومصالحهم الخاصة لذلك يبقى الاستفهام قائماً لماذا ( الخيار والفقوس ) ان كانت النية فعلاً الإصلاح ؟..ربما نعود .
طيف أخير :
عين الرضا عن كل عيب كليلةٌ.. وعين السُخط تُبدي المساويا
صباح محمد الحسن
الجريدة