مقالات وآراء سياسية

شهادة المرأة في القرآن ليست نصف شهادة الرجل

 صلاح فيصل

فجرت مسألة شهادة المرأة  و التى تعتبر نصف شهادة الرجل أمام المحاكم فى عصرنا هذا كثيرا من السجال بإعتبار إختلاف الظروف عما ساد عند نزول القرآن و لكن الجناح المتشدد تمسك بالتفسير الحرفى للقرآن ,المنطق الذى يقوى من موقف الطرف الاخير بالرغم من أن الطرف المتشدد و هو غالبا الاتجاه السلفى يدعى أحيانا بان السنة تنسخ القرآن و هو منطق ينسف مفهوم القرآن نفسه و هذا مبحث واسع.

من مشكلات تفسير القرآن المزمنة هى الاعتماد على تراث السلف دون تنقيح وهو تراث بالرغم من غناه فيه كثير من المشكلات ,منها الاعتماد التام على السنة المدونة و المرويات على مافيها من عدم يقينية, بالاضافة للتفسير بالرأى و البعد عن التفسير الموضوعى, لذا تجد كتب تفسير السلف مليئة ب (إختلف الفقهاء).

التفسير الموضوعى هو التفسير الذى يبعد عن التأويل و يقترب من المعنى الاصلى بالعثور على المعنى الاصطلاحى للكلمة من القرآن نفسه ثم ربط المدلولات مع بعضها من مواضيع متفرقة فى المصحف الشريف , قال تعالى: وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا (106)الاسراء. و ذلك للاقتراب من المعنى المراد.

نلاحظ عند الاكثار من قراءة القرآن وجود كلمات تنبع من نفس الجذر او تدل على نفس المعنى مثل( الوالدين,الابوين) أو (اهل القرية,أصحاب القرية) أو (إمرأة,زوجة, صاحبة) و لكن هناك إختلاف فى المعنى بحسب السياق.

ما يهمنا فى هذا المبحث هو كلمة شهداء  الواردة فى موضوع شهادة المرأة  ماذا تعنى و متي تستخدم و لتوضيح المعنى أكثر و توضيح معانى القرآن بحسب الاشتقاق و السياق اللغوى أرجو أن نتبين معانى الكلمات التالية:-

شاهد, شهود,شاهدون, شهداء:-

الشاهد .. الشاهد هو من اقر و اعترف بشيء مضى .. بعدما حضره و رآه .. و ليس مطلوبا منه ان يشهد عليه بعد حين .. فهو لحالة آنية وبعدها تنتهي القضيّة

و جمعها شاهدون .. اي  مجموعة شاهدين يشهدون حدثا معينا .. كما حصل في المائدة السماوية التي نزّلها الله تعالى على موسى و الحواريين .. فقد رآها جميع من حضرها .. فأصبحوا شاهدين عليها .. و أقرّوا و اعترفوا و آمنوا.

الشّهود … جمع شاهد .. و لكنّها تختلف عن الشاهدين .. فالشّاهدون هم مجموعة يشهدون حدثا واحدا … في حين أنّ الشّهود هم مجموعة من الشّاهدين يشهدون احداثا متعدّدة ..فكل حدث له شاهد واحد او مجموعة من الشاهدين .. فإن تعدّدت الأحداث فجميع من شهد عليها مجتمعين هم شهود … وقد يكون ذلك في أزمان مختلفة .

الشهيد .. هو الشاهد الذي سيدلي بشهادته و بما شهده و ذلك في في وقت لاحق .. و جمعها شهداء .. و الشهداء هم الذين سيدلون بشهادتهم في قضية واحدة و محدّدة ..اما الأشهاد فهم مجموعة من الشهداء في قضايا مختلفة و عديدة قد تكون في زمن واحد أو في أزمان متعدّدة ..

فكل شهيد لا بدّ له ان يكون شاهدا أوّلا ليكون بعدها شهيد , أما الشهيد الذي يستشهد فى سبيل الله فسمي كذلك لأنه يشهد على إيمانه بتقديم أغلى ما عنده و هو حياته فى سبيل القضية.

قال الله تعالى : وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ(23) البقرة.

يخاطب الله تعالى غير المؤمنين ويقول لهم : ان كنتم لا تؤمنون ان هذا القرآن منزل من عند الله تعالى فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم الذين شهدوا كيف أتيتم بهذا من عند انفسكم ..فليشهدوا الآن بأنّكم انتم من اتيتم به .. .. هنا جاءت كلمة شهداء لانهم مجموعة سيشهدون على امر واحد لا غير.

أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(133) البقرة.

هل أنتم شهداء الآن بحيث انّكم تشهدون على ما قاله يعقوب لبنيه عند الموت ؟ .. فهل شهدتم ذلك الامر من قبل .. ونطلب منكم الآن ان تكونوا شهداء على ذلك ؟

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا(143)البقرة.

نحن جعلناكم يا ايها الذين آمنوا أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس .. لانّكم الآن تشهدون جموع النّاس من الفئات المختلفة من يهود و نصارى و اميّين و غيرهم فانتم الآن شاهدين لتكونوا شهداء عليهم يوم القيامة حيث سناخذ شهادتكم .. و كذلك الرّسول هو شاهد عليكم الآن ليكون يوم القيامة شهيدا عليكم وسيدلي بشهادته و بما تعملون .

وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ( 282 ) البقرة.

استشهدوا شهيدين .. أطلق الله تعالى عليهما اسم الشهيدين لانهما الآن شاهدان على هذا الدّين ليكونا في المستقبل شهيدين على ما شهدوه من قبل .. فلو انتهى الامر هنا وعند هذا الحدّ لكانا شاهِدَين ..ولكن بما انّه مطلوب منهما ان يشهدا فيما بعد على هذا فهما شهيدان .

وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا(72)النساء

وان منكم ( يا أيّها الذين آمنوا ) ليبطّئن أي يتباطأ في الالتحاق بالمقاتلين .. فان أصابتكم مصيبة ما أثناء القتال بسبب بعض التنّصرفات غير المسؤولة للبعض منكم قال : قد انعم الله علي اذ لم التحق بهم ولم اكن شاهدا على ما حصل لأنّ الجميع سيستجوبهم النّبي الكريم لمعرفة اين وقع الخلل .. فيكون كل واحد منهم شهيدا .. ليشهد بما حصل و كيف.

مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(117)المائدة.

يقول عيسى عليه السلام : كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم … فهذا يعني انّه كان شاهدا اولا على ما فعلوا في الحياة الدّنيا ليكون شهيدا عليهم يوم القيامة .. و ليدلي بشهادته تلك .

قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ(113)المائدة.

طلب الحواريّون مائدة من السماء لتطمئنّ قلوبهم و يزدادوا ايمانا و يكونوا عليها من الشّاهدين وليس من الشّهداء .. ممّا يعني انه غير مطلوب منهم فيما بعد ان يشهدوا عليها .. فهي قد نزلت كآية لهم و انتهى امرها .

قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ(26)يوسف.

قال يوسف ان امرأة العزيز هي من راودته عن نفسه .. و الشاهد من اهلها تمّ استدعاءه ليشهد على ان القميص قُدَّ من دبر .. فليس هذا هو اقتراح ذلك الشاهد و لكنه ربما يكون اقتراحا من العزيز نفسه .. وجيء بهذا الشاهد من اهلها ليشهد ذلك بنفسه ..وهو ليس بشهيد .. لانّه لن يتمّ استدعاءه ثانية ليشهد بما رأى في المرّة الاولى .. حيث انّه تمّ انهاء تلك القضيّة عند هذا الحدّ وتمّ سجن يوسف عليه السّلام .

قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ(56) الانبياء

قال ابراهيم للذين يعبدون من دون الله : بل ربكم رب السموات و الارض و انا على ذلكم من الشّاهدين .. فهل شهد ابراهيم عليه السلام ذلك ؟ الجواب : نعم .. وهو في هذه الآيات الكريمة :

وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)المائدة.

يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43)مريم.

المدقق فى الآية أعلاه يجد أن المشاهد التى ؤآها سيدنا إبراهيم كانت علما خاصابه إختصه به الله فهذه المشاهد مرة واحدة لا يراها إلا من صار خارج الارض فحديث ابراهيم هنا وانه كان من الشاهدين .. وانتهى الامر هنا .

وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ(78)الانبياء.

كنّا لحكم داوود و سليمان شاهدين .. و انتهى الأمر .. فلن نشهد على ذلك ثانية و لا في أي موضع آخر .. فلن يحاسبهما الله تعالى على ذلك الحكم .. لانه كان هناك ربما وحي مباشر من الله تعالى اليهما .. ووقف الأمر عند هذا الحدّ ..

وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ(44) القصص.

هل كنت يا محمد بجانب الغربي عندما قضينا الى موسى الأجل ؟ وهل شهدت ذلك بأمّ عينك ؟ فينفي الله تعالى ذلك ..فقال هنا من الشاهدين و ليس من الشهود لأن الشهادة هنا على موضوع واحد ..

أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ(150) الصافات.

هل خلقنا الملائكة إناثا و شهدوا هم ذلك ؟ و انتهى الامر عند هذا الحدّ ؟

وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ(61) يونس.

الشهود هم مجموعة من الشاهدين على قضايا مختلفة و متعدّدة و ليس على امر واحد فحسب .. فهنا مجموعة من الاعمال منها ( ما تكون منه في شأن ) و ( تتلو منه من قرآن ) و ( ولا تعملون من عمل ) قالشهود هنا على عدة قضايا .. فمجموع من يشهدون على قضايا متعدّدة هم شهود.

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ(18)هود.

الأشهاد هم مجموع الشهداء على قضايا متعدّدة قد تكون في زمن واحد او في ازمان عديدة ..فيوم القيامة ياتي الأشهاد مجتمعين من ازمنة مختلفة ليشهدوا على الذين كذبوا على ربهم .. فهؤلاء الأشهاد قد شهدوهم من قبل في الحياة الدنيا .. و في الآخرة سيشهدون عليهم

هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا(28) الفتح.

وكفى بالله شهيدا .. فالله تعالى شهيد وهو شهيد على كل شيء لانه قبلا هو شاهد ..فقد شهد كل ما نفعل ..و يوم القيامة سيكون الله تعالى شهيدا على الجميع  وكفى به شهيدا .. فهو سيشهد على كل ما قمنا به .

لنرجع لآية الدين و الجزء الخاص منها بالشهادة و هو (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ).

هذا الجزء يوضح بجلاء لا لبس فيه أن الشهيد يمكن أن يكون رجلا أو إمرأة بتخصيص( شهيدين من رجالكم) أو (إمرأتان ممن ترضون من الشهداء).

ندلف إلى آية أخرى فيها كلمة (شهداء) :

وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4)النور.

يتبين هنا بجلاء أن القرآن لم يخصص نوع الشهداء رجالا أم نساء, س سؤال لماذا  خصصت إمرأتان فى آية الدين؟

الاجابة فى هتين الآيتين: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)النور.

لو أخذنا بظاهر الآيتين لمنعنا النساء من الذهاب للمساجد و لتعارض ذلك مع نص قرآنى أخرمثل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9)الجمعة

معلوم حسب الاسلوب البلاغى القرآنى أن يا أيها الذين آمنوا تشمل الرجال و النساء إلا كان كان هناك تخصيص بل وهناك  أحاديث نبوية كثيرة تحض على ذهاب النساء إلى المساجد.

المعنى العميق يدلل  بأن التجارة بصفة خاصة عند نزول الوحى مكانا و زمانا كانت شغل الرجال و يتقنون تفاصيلها  لذا تحدث القرآن  عن الرجال الذين لا تلهيهم تجارة و لابيع, و لاهمية الاقتصاد فى عصب المجتمع و الحياة فقد خص الدين  و هو من أهم المعاملات بأطول آية فى القرآن و خصت شهادة الدين بأقوى بينة يمكن الحصول عليها فى ذلك المكان و الزمان, يتبين لنا بعد هذا التوضيح الشامل أهمية التركيز على فهم القرآن بكلماته و ترابط معانيه بدلا من الاعتماد على منهج السلف الذى و إن كان قد أدى دوره فى زمانه إلا أن هناك حوجة ماسة لتنقيحه لا رميه.

 

صلاح فيصل

‫6 تعليقات

  1. قولك ان كل من قدم حياته فى سبيل أى قضية شهيد قول غير صحيح لان القضية قد تكون أمراة أو سلطة سياسية أو اى أمر دنيوى فلابد لنيل لقب شهيد أن تكون الفضية فى سبيل الله وبتريفك هذا يستحق أى مسيحى أو يهودى أو مشرك أن يكون شهيد طالما استشهد فى سبيل قضيته أما العنصر الاخر فى الشهادة هى أن يقدم حياته (طوعا وأختيارا ) لان هذا يقطع الطريق على مهوسى الانقاذ الذين يصفون قتلاهم فى (حوادث الحركة) بالشهداء أمثال الشهيد مجذوب الخليفة والشهيد فتى خليل الذين لم يقدموا أرواحعم فى سبيل الله (طوعا) ولو فرضنا أن قضيتهم فى سبيل الله ثم السؤال لك هل اذا اقتتل اثنان فى سبيل قضية أ و فى سبيل الله هل يصبح الاثنين (شهذا)؟؟ والرسول الكريم يقول (اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار هذا ينطبق على قتلى المسلمين فى الحروب الاهلية فى البلاد العربية الاسلامية بما فيها السودان

    1. صدقت الشهيد هو من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا و الله أعلم بمراده أما سؤالك عمن إلتقى سيفيهما فهو صعب لان من يحدد من هو الشهيد حقا فهو الله سبحانه و تعالى و لكننا نتمنى لقتلانا الثواب و نحن نعرف أخلاقهم أو نحبهم أو نتاجر بجثتهم كما الكيزان فنقول الشهيد فلان.
      فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال نبينا صلى الله عليه وسلم : (إنَّ أولَ الناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ عليه ، رجُلٌ استُشهِد. فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه حتى أُلقِيَ في النارِ. ورجُلٌ تعلَّم العِلمَ وعلَّمه وقرَأ القرآنَ. فأُتِي به. فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: تعلَّمتُ العِلمَ وعلَّمتُه وقرَأتُ فيكَ القرآنَ. قال: كذَبتَ ولكنَّكَ تعلَّمتَ العِلمَ لِيُقالَ عالِمٌ. وقرَأتُ القُرآنَ لِيُقالَ هو قارِئٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقِي في النارِ. ورجُلٌ وسَّع اللهُ عليه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّه. فأتَى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: ما ترَكتُ مِن سبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنفَقَ فيها إلَّا أنفَقتُ فيها لكَ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ فعَلتَ لِيُقالَ هو جَوَادٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه. ثم أُلقِي في النارِ ) .[ رواه مسلم

      الاحاديث أحيانا تناقض بعضها لضعف الرواية و لكنى أعتقد أن الله سبحانه أعلم بنوايا القلوب,الحديث الذى أوردته أنت أن القاتل و المقتول فى النار لا أستطيع أن أجزم بصحته و لكنى أعتقد أنه ينافى العدل الالهى خصوصا إن كان المتقاتلين يتصرفان بحسن نية و الله اعلم.

  2. الرد الأول على صلاح فيصل في مقاله شهادة المرأة ليست نصف شهادة الرجل في القرآن
    كعادته الأستاذ صلاح فيصل يدخل في مواضيع الفقه والتفسير وهو متحرر تماماً من أي قيود معرفية ومعرفة كافية بأبجديات الموضوع الذي يطرقه فيدخل نفسه ويدخلنا في متاهات نحن في غنى عنها والسبب كما يبدو لي في هذا المقال بالذات هو أنه التقط بعض الأفكار أو عنت له بعد الخواطر ويريد أن يجد لها محلا من الإعراب بطرحها هكذا دون أن يكلف نفسه دراسة الموضوع دراسة وافية ليتحفنا بخلاصته!
    فهو في هذا المقال قرر في عنوانه أن شهادة المرأة ليست نصف شهادة الرجل في القرآن وهو تقرير ما كان له أن يجعله في العنوان أصلاً وإنما كان أن يجعله في صيغة الاستفهام مثلاً: هل شهادة المرأة….ولكن مع أنه قرر ذلك في العنوان فقد جعلنا نتتبع حيثياته في الوصول إلى هذه الخلاصة ولكن لم نجد دليلاً واحداً في مقاله تسند هذا العنوان. بل إنه لم يجرؤ على القول بعبارات موجبة أن يرينا كيف استنتج ذلك من الآيات القرآنية التي استعرضها!
    ومنذ البدء جعل يقرر معاني الصيغ المختلفة لمادة ش،ه،د بلا دليل ولا كتاب منير! ففرق بين الشاهد الذي يشهد الفعل أو الحال ويطلب منه تقديم الشهادة لاحقاً ولو حتى في يوم القيامة! وبين الشاهد الذي لا يستشهد بضم الياء وفتح الهاء.
    من قال إن هناك شهداء لا يشهدون أو لا تطلب شهادتهم؟ فالذين شهدوا مائدة السماء التي أنزلت على سيدنا عيسى وليس سيدنا موسى كما ظن صلاح، شهدوا بذلك لاحقاً لأقوامهم وسيشهدون بها يوم القيامة على على من كفر بها وانكرها ولم يوف شرطها، وهو الإيمان برسالة رسولهم عيسى عليه السلام!
    كما أدى به هذا الخلط في الفهم بأن يعرف الشهيد بأنه شاهد يطلب منه تأدية شهادته لاحقاً لا محالة! فهل وصف الله تعالى لنفسه بشهيد، (وهو بالمناسبة، الوصف الوحيد الذي يليق به تعالى ولم يرد في القرآن وصفه بشاهد مطلقاً ولذلك تفسير ومعنى لم يتطرق إليها ذهن الاستاذ مطلقاً في بحثه الذي قرر فيه ما شاء دون رقيب أو عتيد! أقول هل وصفه تعالى لنفسه بشهيد يعني أنه سيشهد لاحقاً بشهادته؟! ويبدو أن الأستاذ قد قال بذلك فعلاً حين قال إن الله تعالى يشهد عليهم في الآخرة!! ونقول سبحانه وتعالى هو الحكم العدل في الآخرة وإنما يشهد الشهداء على المحاسبين يوم القيامة من أعضائهم ومن رسلهم وغيرهم من الصديقين و الشهداء! سأبين لك ذلك في تعليق لاحق ما الفرق بين شهيد وشاهد وصيغ الجمع وجمع الجمع فيها والمراد من منها. ولكن قبل ذلك أنقل اقتباسا من معاجم اللغة التي تجاوزتها وربما ظننت أن المعاني الاصطلاحية لا علاقة لها بالمعاجم اللغوية. فكمثال جاء في (مقاييس اللغة:
    (شهد) الشين والهاء والدال أصلٌ يدلُّ على حضور وعلم وإعلام، لا يخرُج شيءٌ من فروعه عن الذي ذكرناه. من ذلك الشَّهادة، يجمع الأصولَ التي ذكرناها من الحضور، والعلم، والإعلام).
    وأخيراً يبدو أن استنتاجك لخلاصة العنوان وإن لم تقلها بعبارات واضحة تتلخص في مقارنتك بين آية الدين في سورة البقرة وآية القذف في سورة النور، بأن الأخيرة لم تحدد صفة ونوع الشهداء الأربعة مما استنتجت منه أن هؤلاء الشهداء الأربعة يمكن أن يكونوا رجالا كلهم أو نساء! وهذا ما لم يقل به أحد غيرك وحتى أنت سكت عن هذا ولم تقله صراحة وتركته ليستنتجه القارئ وحده وإن بحيث إن حمل عليك أحدهم في هذا قلت أنا لم أقل ذلك!!! وأقول لك ارجع ودقق في آية القذف وستجد في وصف الشهداء بأنهم أربعة وليس أربع وذلك يعني في قواعد النحو أن المعدود مذكر!
    التعليق الثاني الذي تم حجبه مضاف إليه إضافة صغيرة بخصوص إضافتك في المقال الحالي- وسيكون هناك تعليق خاص بإضافتك هذه:
    الفعل شَهِدَ اسم فاعله شاهدٌ وشهيد ويجمع شاهد بشهود وشُهُد وشهداء أما اسم الفاعل شهيد فيجمع شهداء فقط ، ولا يستخدم مع الحق تعالى اسم الفاعل شهيد فقط وبمعنى العليم في الأمور الظاهرية والخبير في الأمور الباطنية ولايستخدم معه تعالى لفظ شاهد، أما الرسول فقد يوصف شهيدا أو شاهداً واسم الفاعل شهيد حينما يوصف به الشاهد العادي تعني الشاهد الحريص على الشهادة العالم بها أو العارف بالمشهود، وليس دائماً الذي قد يطلب منه أداء الشهادة لاحقاً كما قرر الاستاذ في مقاله.
    وطلب الشهادة يسمى الاستشهاد أي طلب احضار الشهود ليأدوا الشهادة سواء من أحد الخصوم أو من القاضي ولا يسمى هذا بالإشهاد، فالإشهاد مصطلح قضائي مختلف يعني الوثيقة التي يثدرها القاضي مقرراً فيها المركز الشرعي أو القانوني لشخص بالنسبة لشيء ما مثله مثل الإعلام الشرعي بالورثة. ثم كيق تتعلق آية الدَيْن فقط بالشاهد ونوعه دون شهادته والآية صريحة في استشهاد أي إحضار شهيدين من الرجال أو رجل وامرأتين لأداء الشهادة المطلوبة؟ إن الذين استشهدتَ بهم لا يمثلون حجة فقهية وواضح خطل رأيهم!
    والشهادة قد تكون بمعنى الإقرار أو تقرير شيء وهي غالباً ما تكون إقراراً على النفس بأمر ما أو إقراراً لهذه الشهادة وتوثيقاً لها من الحق تعالي أو تكذيباً لها، وربما هذه هي الشهادة التي ظن الاستاذ فيصل أن شاهدها عير مطلوب منه أداءها لاحقاً، ولاحقاً هذه لو قصرها على الدنيا لاتفقنا معه، أما في الآخرة فالشاهد مسئول عنها أمام ربه، لأنها هي دائماً إقرار على النفس لله تعالى أو لرسله ومن ثم فشاهدها مسئول عنها في الآخرة. و من أمثلتها:
    (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين (81) آل عمران.
    بقيت ملاحظة أخيرة كنا قد نبهنا اليها الاستاذ سابقاً في موضوع آخر وهي ضرورة التقيد بالرسم القرآني عند ايراد آيات القرآن الكريم لأن لهذا الرسم مدلولاته التفسيرية وخاصة لفظ رءا في سورة المائدة الآيتين 76 و 77 و78.

  3. الرد الثاني على صلاح فيصل في مقاله شهادة المرأة ليست نصف شهادة الرجل في القرآن
    الفعل شَهِدَ اسم فاعله شاهدٌ وشهيد ويجمع شاهد بشهود وشُهُد وشهداء أما اسم الفاعل شهيد فيجمع شهداء فقط ، ولا يستخدم مع الحق تعالى اسم الفاعل شهيد فقط وبمعنى العليم في الأمور الظاهرية والخبير في الأمور الباطنية ولايستخدم معه تعالى لفظ شاهد، أما الرسول فقد يوصف شهيدا أو شاهداً واسم الفاعل شهيد حينما يوصف به الشاهد العادي تعني الشاهد الحريص على الشهادة العالم بها أو العارف بالمشهود، وليس دائماً الذي قد يطلب منه أداء الشهادة لاحقاً كما قرر الاستاذ في مقاله.
    وطلب الشهادة يسمى الاستشهاد أي طلب احضار الشهود ليأدوا الشهادة سواء من أحد الخصوم أو من القاضي ولا يسمى هذا بالإشهاد، فالإشهاد مصطلح قضائي مختلف يعني الوثيقة التي يثدرها القاضي مقرراً فيها المركز الشرعي أو القانوني لشخص بالنسبة لشيء ما مثله مثل الإعلام الشرعي بالورثة. ثم كيق تتعلق آية الدَيْن فقط بالشاهد ونوعه دون شهادته والآية صريحة في استشهاد أي إحضار شهيدين من الرجال أو رجل وامرأتين لأداء الشهادة المطلوبة؟ إن الذين استشهدتَ بهم لا يمثلون حجة فقهية وواضح خطل رأيهم!

    بقيت ملاحظة أخيرة كنا قد نبهنا اليها الاستاذ سابقاً في موضوع آخر وهي ضرورة التقيد بالرسم القرآني عند ايراد آيات القرآن الكريم لأن لهذا الرسم مدلولاته التفسيرية وخاصة لفظ رءا في سورة المائدة الآيتين 76 و 77 و78

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..