الكاردينال..حالة ام ظاهرة ام كارثة رياضية ؟

الي وقت قريب ، كنا نعجب لوجود حالات وظواهر اجتماعية في الحياة العامة السودانية تعد حدثا في حد ذاتها تتناقلها الاخبار ثم سرعان ما تخبؤ وتندثر تصبح ذكريات.
تكررت هذه المشاهد في الغناء والرقص والموسيقى والمسرح وكرة القدم والسباحة وحتي في المسرح السياسي وفي الجريمة والاحتيال.
البلابل كانوا حالة غنائية وليست ظاهرة كما كانت الفلاتية…وحنان بولوبولو..
جكسا كان حالة رياضية وكذلك سبت دودو والسد العالي..
ابو حريرة كان حالة سياسية وكذلك يحيي الفضلي وبوث ديو وجون قرنق…
بوب كان حالة قانونية في المحاماة وكذلك مبارك زروق..
وحسبو سليمان كان حالة متفردة في الطب النفسي وكذلك التيجاني الماحي وطه بعشر.
ولم تتطور هذه النماذج من الحالات حتي تصبح ظاهرة…فالظاهرة حسب تعريفات النفس تصبح كءلك عندما تتعدد الحالات في زمن قياسي وبسكل اكثر انتشارا…فالانتحار حالة وتصبح ظاهرة اذا تعددت وانتشرت في زمانها ومكانها المحدد.
كل تلك المقدمة نسوقها للسؤال والبحث عن اجابة للسؤال المطروح في عنوان المقال…بماذا وكيف نصف ( موقف) الكاردينال رئيس نادي الهلال السوداني فقد شغل الرجل خلال الفترة الماضية بال واهتمام الشارع السوداني…وان كان ذلك يمثل حالة او ظاهرة او ازمة ام كارثة رياضية ادارية غير مسبوقة في السودان وقليلة ومحدودة في بعض دول الجوار؟
وفي تقديري فان الكاردينال حالة نرجسية ذات خلل في التركيبة النفسية تتميز بالغرور والتعالي والشعور بالاهمية ومحاولة كسب الآخرين. شخصية مركزية الذات تغالي في قدراتها وتبيح لنفسها إستغلال الآخرين الذين رضوا وارتضوا علي أنفسهم ان يكونوا تبعا يكيلون المديح والثناء علي الرجل ولهذه الشخصية التي يصاحبها شعور غير عادي بالعظمة وحب الذات والاعتقاد بانها شخصية فريدة نادرة الوجود.
صحيح قد يكون للرجل انجازات طيبة في ادارة نادي الهلال السوداني وما قدمه من مال في اعادة بناء وتأهيل استاد النادي وفتح القنوات الفضائية والارضية ولكنه في ذات الوقت سعي في جعل جماهير نادي الهلال (ظاهرة تشجيعية ) وبشكل جماعي تمجد افعاله وتجعل منه زعيما علي ساحة رياضية تفتقد في الاصل البطولات والانتصارات محلية كانت ام خارجية…
الكاردينال كحالة ادارية رياضية سوف ينتهي بها الحال الي الزوال كما حدث للحالات الاجتماعية والغنائية والطبية والقانونية التي أشرنا إليها في بداية هذا المقال…ولكن مكمن الخطورة ان الرجل بتلك النرجسية فإنه يؤسس بدون ان يدري بتحويل حالته الي ظاهرة جديدة في الوسط الاداري الرياضي وربما يتطور الامر بالحالة فتصبح ازمة فمشكلة وربما كارثة يصبح من الصعوبة بمكان حلها..
د.فراج الشيخ الفزاري
[email protected].