مقالات سياسية

الجهل بعد الثورة غير مبرر.. 

يجب ان نتفق جميعاً في حال التدني العام، في الفكر السياسي، وفي مجمل القضايا الوطنية بشكل عام، وذلك معلوم الاسباب.. 
الضعف حالة عامة تشمل كل قطاعات الشعب السوداني، وإنعكس هذا بشكل واضح في إدارة شأن البلاد بعد الثورة، في الإعلام، والسياسة تحديداً..
في لقاء مع خالد سلك، الامين العام لحزب المؤتمر السوداني، و كمال كرار، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، في قناة العربية، ذكرا تخفيض ميزانية الامن والدفاع من 80% إلي 10%..
للأسف كلاهما امن علي هذه النقطة، وقبلهم ضجت الاسافير بهذا الامر الخطير، والذي اعتقد انه نوع من انواع الدعاية الرخيصة، لدغدغة مشاعر البسطاء..
لا يمكن ان يحدث في العالم ان تتحول بهذه الطريقة الغير منهجية، في التعامل مع جيوش، ومليشيات، علي الارض بهذه الطريقة البلهاء..
الطبيعي قبل تحديد الميزانية تتم عملية الهيكلة لقطاع الامن، والدفاع، وذلك حسب حاجة الدولة لهذه الخدمات، ومن ثم توضع الميزانية بشكل مفصل علي حجم الامن والدفاع الذي يحقق اهداف الدولة، او “يبقى طق حنك”..
تحديد الميزانية قبل الهيكلة ومعرفة مصير هذه الجيوش، من امن، وقوات مسلحة، ومليشيات، يعتبر قفز في الظلام..
هذا يعني تسريح لجيوش، ومليشيات، في يدها السلاح، دون التعامل مع هذا الواقع بشكل علمي، ممنهج، تم إتباعه في العديد من دول العالم مرت بأسوأ مما نحن فيه وعبرت بسلام..
التعامل بهذا السلوك الذي يشبه جهل وغباء حقبة المؤتمر الموطني، سيقودنا إلي كوارث..
كما نبهنا لأشياء كثيرة، من قبل، منها الإسراع في تحقيق اكبر مكتسبات الثورة تتم في الايام الذهبية التي تعقب سقوط النظام، في ضربه وتفكيكه وهو في حالة الصدمة والشارع متوحد..
في كل الثورات عند ما تفوق عناصر الانظمة من تأثير الصدمة، بالضرورة ستبدأ في إستعادة الانفاس وترتيب الصفوف، و بالمقابل تبدأ حالة الإنقسام في المجتمع وتتفرق قوى الثورة..
وهذا واقعنا اليوم، النخب تُغرد خارج سرب الشارع وتطلعاته..
“حجة البليد ..مقولة الإيدو في الموية ما زي الإيدو في النار”
هذا تبرير للضعف والخوف والتردد، ثورة مهرها دماء شباب طاهر، لا يجب ان يتردد من بيده القرار، او يخاف، لطالما وراءه الشعب منتصب، في حالة ثورية إستمرت حتى الآن لعام كامل، قل ما يجود بها الزمان..
اكتب في هذه السطور وشوارع الخرطوم ملتهبة ” واللساتك مدورة تقول يا ليل”..
ذكر وجدي صالح ايضا و التابع لحزب البعث، والقيادي في الحرية والتغيير، في لقاء تلفزيوني منفصل، ان قحت لم تظهر فجئة بعد الثورة، بل هي ذات الكيانات التي ناهضت النظام لثلاثين عام..
كلام جميل وانا متأكد منه تماماً، ولكن المؤسف اثبتت كل الكيانات السياسية، والنخب، عدم جاهزيتها لحكم البلاد بشكل منهجي، يتماشى مع متطلبات هذه المرحلة..
المشهد حسب قناعتي والمعطيات، سيقودنا لازمات كبيرة، وكل القوى المتصدرة للمشهد اقل من ان تقود هذه المرحلة..
ارى ان الموجة القادمة من الثورة، ان تحرر حمدوك كشخص، اجمع عليه كل الشعب السوداني، قبل قحت، من كل القيود، وان تتمركز كل سلطات الدولة في يده، من جيش لأمن لشرطة، وان يشرع في تكوين حكومة تلبي تطلعات الشارع، وتكنس كل عفن النظام البائد بلا تردد، إن دعى الامر لبقاء الشعب كله في الشارع..
لا يمكن ان نستبدل جهل بجهل بعد كل الدماء التي سالت..
في ايّ لحظة اشاهد حديث لأحد قادة قحت، تصيبني حالة من الإحباط، الذي يذكرني بجهل وسطحية بني كوز..
خليل محمد سليمان
[email protected]

تعليق واحد

  1. من المفترض وضع سلطات واسعة وثورية بيد الدكتور حمدوك ومن ثم يجب علي كل الشعب السوداني النزول للشوارع حتي يتثني للدكتور حمدوك تشكيل حكومية لا تهاب من اتخاذ قرارات مصيرية لمصلحة الوطن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..