مقالات وآراء سياسية

معاناة المعاقين … يا وزيرة الشؤون الاجتماعية

ياسر عبد الكريم

يصادف يوم 3/ ديسمبر اليوم العالمي لذوي الإحتياجات الخاصة وخصص من قبل الامم المتحدة منذ عام 1992 ويهدف منه لدعم ذوي الإحتياجات الخاصة ولزيادة الفهم والوعي لقضايا هذه الفئة المهمة حتى يضمن لهم حقوقهم الخاصة الضائعة والناقصة، المعاقون بمختلف فئاتهم وأنواع إعاقاتهم الجسدية، العقلية، المركبة، يعانون من تهميش قضيتهم .وإن التعليم حق من حقوق الطفل المعاق بغض النظر عن إعاقته ومن واجب الدولة أن توفر له كل إحتياجاته من تعليم وعلاج

التجربة الشخصية تكسبك معرفة بخفايا الأمور فتجربتي مع ولدي الذي كان تشخيصه الخاطئ (التوحد) أكسبتني الكثير لقد أضعنا الكثير من الوقت والمال في مراكز التأهيل في الخليج وكانت قليلة النفع مما دفعني للبحث عن هذه المشكلة بعمق وثم إستسلمنا للأمر الواقع

وبعد أن إستقر به الحال في السودان وبدأنا البحث عن المراكز المتخصصة والموجودة علي قلتها لا تقبل إلا عددا محدودا جدا وبأسعار مرتفعة إذ إن فئة التوحديين من الفئات التي تعتبر تكلفة تعليمها عالية جدا مقارنة بالإعاقات الأخرى كالمتلازمة أو صعوبة التعلم أو فرط الحركة أو التخلف العقلي أو الشلل الدماغي لأن جزءاً من المرض وتوصيف الحالة هو عدم إمكانية الطفل على التكيف مع المجتمع ومحيطه، ولا يمكنه أن يتعلم وسط مجموعة من الأطفال بحيث لا يزيد عدد الأطفال في الفصل الواحد على أربعة أو خمسة وهذا هو سبب إرتفاع التكلفة

وبعد بحث ومعاناة الصدفة هي وحدها التي قادتنا الى مركز الرحمن بأم درمان ومؤسسه الأستاذ حسن أحمد الذي بذل كل جهده وماله وخبرته لتأسيس أعظم مركز في السودان لم أر مثيله حتى في الخليج من حيث الفريق العامل عددهم ومؤهلاتهم من دكاترة وأخصائين  ومدربين وهذا يرجع لخبرته . وحقيقة لم أر مصاب بالتوحد شفي في حياتي الا في هذا المركز وهذا إنجاز يستحق عليه التكريم

فما المانع أن تستفيد وزارة الشؤون الإجتماعية من خبرة هذا الرجل فإذا كان النظام السابق أهمل الكفاءات وأصبحت الجدارة لا تؤدي بالضرورة للترقي وتحول الفساد من سلوك الى ثقافة ويتم تعيين شخص في منصب لا يستحقه كل هذه الانحرافات أصبحت جزءا من الحياة اليومية من الطبيعي ان يتدهور الاداء العام في كل المجالات وأصيبت الدولة بالفشل الكامل وبالتأكيد التعليم كان له الضرر الاكبر والمعاقين لهم نصيب الاسد فهل نكرر نفس الاخطاء؟ أستاذ حسن من المؤسسين الاوائل لنظام التعليم الخاص بالاعاقة الذهنية في المملكة اضافة لعلاقاته الخارجية في هذا المجال .

وعندما نذكر مجال الاعاقة والتأهيل لا يصح ان نمر هكذا دون ذكر إسم السيدة الذكية الاستاذة نجوى خليفة التي اسست جمعية الخطوة السودانية منذ عشرات السنين واستفاد منها المئات من السودانيين في المملكة وسخّرت لها وقتها وبيتها للنهوض بها

ومركز الرحمن يقوم برحلات علاجية كل سنة الى الخارج الى أفخم المراكز وأعظم الإخصائين العالمين في مجال الاعاقة الذهنية وبتكلفة قليلة جدا مقارنة بالإنجاز وإبني من أول زيارة تم تشخيصه بغير التوحد الذي ضيعنا المال والسنيين للبحث عن علاجه وانصح الاباء والامهات من شخصوا لكم ابنكم بأنه توحد اعيدوا هذا التشخيص قبل ان تضيعوا وقتكم ومالكم وبفضل الله ولدي في تحسن ملحوظ وإلتقيت بأولياء أمور لأطفال سودانيين من فرنسا ومن الأمارات ومن السعودية ومن بريطانيا يدرسون في المركز

وحزنت ايما حزن لحال اسر هاجرت من الاقاليم من اجل علاج ابنائها مما يضاعف المعاناة للاسرة وهناك من هاجر في داخل العاصمة ليكون قريبا من المركز

أطفال المركز محظوظين ساعدتهم الامكانيات المادية للتدريب والاستشفاء فكم من الأطفال المعاقين سيكون ضحية بسبب إهمال الدولة. والإعاقات العقلية حين تكون نسبة الذكاء فيها فوق 50% ربما سيجد أصحابها مقعدا دراسيا بنظام الدمج وعندها يكون نجأ من الامية وانخرط في المجتمع .

مع هذا العهد الجديد وهذه الثورة التصحيحية للماضي اتمنى ان يجد ذوي الإحتياجات الخاصة حقوقهم كاملة من الدولة دون منا ولا اذى من أحد

 

ياسر عبد الكريم

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..