“ستموت في العشرين”.. بين تجسيد الواقع و محافظة المجتمع

الخرطوم: الراكوبة
وجد فيلم ستموت في العشرين، قبول عالمي كبير، وحصد عدة جوائز، لكن الوضع في داخل مختلف، فبعد تسريب لمقطع من الفيلم مدته دقيقة و45 ثانية، نصب مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي محاكمة أخلاقية على الفيلم، لاعتقادهم إنه خادش للحياء، ووصل الانتقاد إلى مخرج الفيلم والممثلون وكاتب الرواية التي اقتبس منها الفيلم، لكن آخرون إنه مُجسد للواقع، وإنه من المبكر الحُكم عليه، خاصة أنه لم يُعرض على دُور السينما في السودان، التي يتوقع أن تبدأ أولى العروض في النصف الثاني من الشهر الجاري.
حصد الفيلم على عدد من الجوائز العالمية منها جائزة “أسد المستقبل”، وهي أول جائزة يحصل عليها المخرج، بجانب أنه حصل في مهرجان فينيسيا السينمائي، في الدورة 76، كما حاز على جائزة النجمة الذهبية في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة العربية بمهرجان الجونة السينمائي في مصر، و حصل أيضاً على جائزة من مؤسسة “أدفنتاج” الإيطالية التي تمنح جوائز للأفلام المتميزة على هامش مهرجان البندقية، و على جائزتي “أيام المؤلف” و”العمل الأول”. وايضاً شارك في مهرجان بوسان السينمائي، و جائزة تطوير السيناريو في مهرجان الأقصر السينمائي، و عدة منح دولية من مختلف المهرجانات، منها برلين وبيروت، والنرويجية إنجريد ليل هجوي.
والفيلم الذي يُعتبر السابع من أنواع الأفلام الروائية في تاريخ السوداني السينمائي، صُور بقرية أبو حراز بولاية الجزيرة بتمويل مشترك بين السودان ومصر وألمانيا وفرنسا والنرويج، و ساهم في إنتاجه السيناريست والمنتج المصري محمد حفظي. وهو بطولة إسلام مبارك، مصطفى شحاتة، مازن أحمد، بثينة خالد، وطلال عفيفي، ومحمود السراج وبنه خالد.
وتدور قصة و أحداث الفيلم حول نبوءة أحد شيوخ الطرق الصوفية لطفل بأنه سيموت عندما يبلغ سن العشرين من عمره، الأمر الذي جعله يعيش حياة مضطربة منطويا على نفسه، إلى أن يظهر في حياته مصور سينمائي علماني متحرر احتك بالعالم الخارجي متمرد على اعتقادات أهل القرية في شيوخ الصوفية ويحاول تغيير حياة الصبي وانتشاله من وهم الاعتقاد بأنه سيموت في العشرين .
وعقب الانتقادات التي وجهها عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تشير إلى أن الأيام القادمة ستشهد صراعات عديدة حول الفلم بين محافظة المجتمع و العالمية؛ كتب الروائي حمّور زيادة، بأنه لم يكتب أحداث الفلم وإنما كتب قصة “النوم عند قدمي الجبل” والتي بُني عليها الفلم، وقال أن المخرج أمجد أبو العلاء اشترى حقوق استخدام القصة سينمائيا، وكتب بناء عليها “ستموت في العشرين”.
يقول المهتم بالسينما السودانية، عزام فرح، لـ(الراكوبة) إن الحديث عن أن الفيلم يعكس الواقع بعله إصلاحه حديث لا معنى له، مشيرًا إلى أن الأفلام مُصنفة في قائمة “الترفية”، تُشاهد من أجل المتعة وقضاء وقت ممتع لا أن تُعلِم الناس، موضحًا أن الأفلام لا تُعلِم الحلال والحرام، وما هو عيب وما هو خطأ، والأفلام لا تقيم اعْوجاج الظِل.
ويذهب عبد الرحمن حمد في حديثه لـ(الراكوبة) إلى أن الفنون ليست غائية بالضرورة، ويكفيها أحيانا طرح الأسئلة، موضحاً أن الفلم ربما لم يهدف لإيصال رسالة ما ولكنه سلط الضوء على مناطق معتمة بغرض إثارة النقاش، و لكنه لن يستغرب من أراء البعض، في ظل استقطاب أجواء ما بعد الثورة، لو صنفوا الفلم باعتباره يتعرض للتدين بالنقد السالب، من خلال نماذج مثل قداسة الخرافة (الشيخ).
وأكد عبد الرحمن أن الفلم مادة ممتعة للمشاهدة، و نقلة نوعية ايجابية ومهمة فيما يخص تقنيات الصورة والإخراج وعموم صناعة السينما السودانية، موضحاً أن حدود الآداب والفنون في تناول المسكوت عنه مجتمعيا، من الجدليات القديمة المتجددة في كل مكان وزمان، ولكن كونه الفيلم الأول للسينما السودانية بعد انقطاع يفوق العشرين عاما، كان التمني أن يكون لكل الأعمار، وذلك لحالة التشوق التي تصل حد التلهف للسودانيين لمشاهدة إنتاجهم عبر الشاشة الكبيرة، مشيراً إلى انه ربما كان يمكن الاستغناء عن تفصيلة المشهد(+18) دون الإخلال بالفيلم، وأن لفظة الشتيمة كانت (محشورة) بتكلف.
وقال مخرج الفلم أمجد أبو العلا لـ(الراكوبة)، أن داعش “فزاعة” لإخافة المجتمع منها، مؤكداً أن الصحيفة التي نشرت الخبر أكدت عدم صحته ووعدت بالاعتذار في عدد الغد، وهدد باتخاذ إجراءات قانونية حال تعرض أي شخص لفيلمه، مشيراً إلى أن المقطع المسرب عاطفي أكثر من انه مشهد جنسي إلا أن التسريب اضر بالفلم ككل.
ونقلت صحيفة محلية، عن بيان نُسب إلى تنظيم الدولة الإسلامية في السودان (داعش)، إنهم يحاولون عدم عرض الفيلم في دُور العرض في البلاد.




تسريب شنو يا ناس، دا الناس شاهدته كله في الدوحة/ قطر حيث عرض مرتين. فيه مشهد جنسي عديل… إن لم يتم حذف هذا المشهد فسوف تحدث مشكلة بلا شك. شاهدت أبوبكر أداب وهو ينتقد الفيلم من زاوية التصوف ولم يعلم أن هناك مشهد جنسي فاضح…………………. عيب يا جماعة والله ما هكذا نريدها مدنية.
يعني اول ما مرق مشهد بعالج مشكلة المجتمع نسبتو للمدنية؟ طيب افلام السكس الكانت بتطلع اثناء فترة الاسلاميين والكيزان دي كانت شنو؟
ان كانت النظرة المتخلفة للفلم على أنه خادش للحياء فروايات الطيب صالح سينطبق عليها بكل تأكيد نفس الصفة و التعريف, فلم ستموت في العشرين حاز على عدة جوائز في مهرجانات سينمائية عالمية وباحكام وشهادات نقاد سينمائيين عالميين محترفين يصدرون أحكامهم على مئات الأفلام من جميع أنحاء العالم, المفارقة أن يتفق بعض منتقدى الفلم تماما مع ما يسمى بالتهديد الارهابى الداعشى لذبح الفنون التي تخيفهم بصدقها و شفافيتها في مهدها في محاولة لنكران الحقيقة و الواقع المجتمعى دون تزييف.
الممنوع مرغوب.
قرأت رواية ( الجنقو مسامير الأرض ) بعد أن قرأت مقالا للمحامي كمال الجزولي مفاده أن معرض الخرطوم منع نشر روايات عبد العزيز بركة ساكن.
فبحث ووجدت هذه الرواية في مدونة الكاتب.
الرواية تعبير حقيقي – في أصلها – عن الواقع الذي عاشه بطلها. أما ما بها من مبالغات إن وجدت فهذه ضمن فنيات الكتابة القصصة.
منعتي النوم بهدوء عدة أيام. وأنا أكتب الآن أصابني امتعاض وتغير وجهي. وضعتها بحث لا يراها أحد من أفراد الأسرة. إذا قرأتها أرى أن تتوضأ وتغتسل عدة مرات لعل الله يذهب ما بك.
ومن هذا الباب أرى ضرورة مراجعةالأعمال الفنية قبل نشرها. وإن كان النت لم يدع مجالا للستر ولكن على الأقل لا تكون مبذولة في الطريق لكل الأعمار.
نحن مقبلون على حرب حقيقية. سلاحها القلم وميدانها الفكر وضحاياها الأجيال القادمة. الله المستعان.
Your comment is awaiting moderation
يا جماعة الخير moderation ترجمة حرفية الصواب Refresh أو Procedures أو Republish أو check up .
معروف انه اي فلم مافيهو تعري واظهر للجسد ما بيلقى تمويل ولا دعاية حتى في كاليفورنيا ودلهي والقاهرة, لازم بت تتعرى وفيهو جنس عشان يحصد جوائز, وبعدين مصريين وراء الفلم ده تتوقعو شنو يعني.