مقالات وآراء سياسية

ورسالةٌ إلى هؤلاءْ بَعْد ” الحَلّ”

عبدالرحمن صالح احمد(ابو عفيف)

عندما قام عمر البشير و أعوانه بإنقلاب 1989م, أوّل ما فعلوه حلّ كل الأحزاب و المنظمات و أعتقلوا وزراء حزب الأمّة الذين أختارهم الشعب عبر صندوق الإقتراع ,   لفترات طويلة كالمجرمين , و هذا فى حد ذاته عدم إحترام لخيارات الشعب الذى ظل و ما زال أعوان النظام يتكلمون بإسمه , و قد أثبتت الأيام بالفعل إنّه ليس لنظام الإنقاذ أى تقدير للشعب ,و ذلك عندما أسْتَحْلَب فقهاءُه فتوةً من ضروع مجمع الفقه  تجوّز قتل الثلث من الشعب, هذا يكفى لتقدير المسافة ما بين الرئيس و حزبه من ناحية و الشعب من الناحية الأخرى.

أمّا الخطاب الذى أعقب الإتفاق ما بين المجلس العسكرى و و قوى الحرية و التغيير و من ثَمَّ تكونت الحكومة الإنتقالية,  كان خطاباًذاأطيافمن الرسائل الجادةإلى الجهات ذات الإهتمام المشترك و التى يتحرى فيها المسئؤلية إتجاه الوطن و الجوار أو  كما توقع , و من بين تلك الجهات المؤتمر الوطنى  و كانت الرسالة و اضحة , إذْ قالت :”لا نفعل كما فعلتم و لا يكون الإنتقام هو منهجنابل المحاسبة و العقاب العادل,و من لم يقم بجرمٍ مشهودٍأو عملٍ منظور ضرره سندعوه معنا لحملة بناء الوطن من جديد “– هتفت الجموع من خلف مكبرات الأصوات مؤيدين ذلك الطرح- و يُخال لنا أنّ هذا شعب ملائكى الخلق – و بهذا يكون الشعب السودانى, مُمَثلاً فى تحالف قوى المعارضة و المتضررين قد عفى  و سامح مَنْ أوردوه المهالك , و مدّ أيادٍ بيضاءَ للمؤتمر الوطنى  فمن أراد بناء الوطنفليُحْلِل مآزر القُبح  و يتجرد من أقنعة  الصفاقةو يدثر بثوب العدالة و الأخلاق الفاضلة, و يركب معنا , هكذا كانت فحوىالرسالة إلى المؤتمر الوطنى .

منذ النصف الأخير من أغسطس 2019 حتى تاريح حل حزب المؤتمر الوطنى , كانت مكونات الثورة و ممثلوها فى الحكومة الإنتقالية قد فتحت السّاحة السياسية بلا رقيب للمؤتمر الوطنى على شاكلة التسامح السودانى و البُساط الأحمدى,بعد أن أطبق عليهم الصمت و الوجوم منذ الحرب التى أعلنها عليهم عمر البشير, فلا صوتَ لمؤتمرجى حينئذٍ منذ أمسية الفطام إلا صوت من بكى منهممثل صاحب الحديد و الذهب فى وزارة المعادن, وجد المؤتمر الوطنى فى خطاب الحرية و التغيير ضالته , فطفق  يفعل ما يشاء فى غرب البلاد و مشارقها من فتن و تخريب , حتى ظن الشعب و بعض التنظيمات أنّ الحكومة الإنتقالية هى المؤتمر الوطنى نفسه لصمتهم عن الباطل   , فكتبوا على الجدران ” لم تسقط بعد”, و كان من الممكن لمن أستلموا مقاليد السلطة ( ق ح ت)  أن يفعلوا ما فعلت الإنقاذ فى بدايتها عندما ألقت خطابها ذا البنود المئوية إبتداءّ بالتفكيك و إنتهاء بالتشريد,الخطاب الذى ليس فيه ما يبشر الناس بالخير , عكس ما جاء فى خطاب قوى الحرية و التغيير ,رغم كل مساكشات المؤتمر الوطنى, ظلت الحكومة الإنتقاليةتحتفظ لهم بحقهم فى المشاركة بحكم العهد الذى قطعته لهم فى قاعة الصداقة فى أمسية تدفق الألوان البنفسجية على منصة الإحتفال.

بعد هذا كله ماذ فعل هؤلاء , قامت جهات بإثارة الفتنة ما بين النّوبة و البنى عامر فى بورتسودان , قامت جهات بإثارة الفتنة بين النوبة و العرب فى جنوب كردفان , قامت جهات بإثارة الفتنة بين بعض القبائل فى وادى صالح و غرب دارفور , ما هى هذه الجهات , هل هى  أمريكا ؟؟؟؟ التى كانت على مدى ثلاثين عاماً متهمة بزعزعة الأمن و تحريض الشعب على الدولة و التربص بتقويض الدولة الاسلامية, هل هى أسرائيل ؟؟؟ التى أستهدفت إيمان المسلمين و تشويه عباداتهم ؟؟؟, من هم القناصة الذين أصطادوا طلبة الأساس فى الأبيض و فى بعض مسيرات العاصمة و الولايات الأخرى , هل ينتمون لـ ” المؤتمر السودانى” ؟؟؟.لا إنّما هى براقش من قامت بهذه الأفعال, نعم هى” براقش”  … هى التى أنقلبت عليهاأفعالها . هى من قطعت فضل الزاد و دست الخبز  خلف السرير و الناس جوعى, أين الدقيق؟؟؟؟ هى من منعت فضل الظهر و دفعت من جيبها حتى يترجل الراكب  للمسير, أين ذهبت الحافلات  عند أزمة المواصلات ؟؟؟

ثلاتة أشهر و نيف , هى المدة التى وُجهت فيها قوى الحرية و التغيير خطاباً إلى المؤتمر الوطنى:(من لم يقم بجرم مشهود او عمل منظور ضرره سندعوه معنا لحملة بناء الوطن من جديد) و قد كانت صادقة, و ظلت تلك الفترة بمثابة الإنتظارحتى يأتى” المؤتمر الوطنى”, و حتى إذايمم وجهه إلى الساحة السياسية جاء يَطِأ الثرى مُتَرفِقاًمن تيْهِه  و فى يديْه ” سطور” و ” سيخة”, فى هذه الحالة ماذا يفعل الأسد الهمام الذى يقف أمامه , هل يتحول إلى حمامة أم غزالة ؟؟؟

الوقوع فى دائرة الإنخداع البصرى و البصائرى يسبب التوهان و فقدان البوصلة و يؤدى إلى  الإنتحار بنظرية الأبله,قالوا هممن أشعلوا ثورة 19 ديسمبر (  المؤتمر الوطنى طبعاً أىْ و الله), وقد زُين لهم هذا الهُراء و خُيل لهم أنّ الوقت قد حان لإسقاط الحكومة الإنتقالية , فأستدعوا من أستدعوا للمظاهرات ضد الحكومة, فأحتشد بضعة عشر نسمة من البشر , و قاموا بحرق الإطارات فى أركويت , الصحافةو شرق النيل و بعضالمناطق فى أم درمان, ولم يستطع أولأكسيد الكربون الذى أنتجوه من حرق الإطارات أن يساهم فى طرد الأنوفلس , ناهيك عن كونه يسبب إزعاجاً للدولة, و ها هم يدعون للتخريب فى مسيرة 14/ ديسمبر و سنرى .

أخر حادثة تَنُمّ عن غيبوبة المؤتمر الوطنىو هزيانه هىتعامله مع الواقع الراهن و الحقائق المتعلقة بثورة الشّعب مثال ذلك ماقام به طلاب المؤتمر الوطنى بجامعة الزعيم الأزهرى حين أعتدوا على زملائهم  الأخرين ظناً منهم إنّهم 2% ( ساكت) ,و عندما علم الشعب ( الشَّمْبّاتة) فى محيط الجامعة بهذه الحادثة هبّ إلى الجامعة لدحر هؤلاء الـ 98% فأشبعوهم جلداً ,و ألقنوهم درساً  وتأديباً إذْ بعدها لم يكرر طلابهم هذا العمل الصفيق. بعد كل الذى فعله الـ “هؤلاء” , لم يصبر المؤتمر الوطنى على قانون حله و تفكيكه , عقب إعلان التفكيك قامت داعش بإحتلال مسجد الجامعة و تقيأت فيه كلاماً نتِناً . لم تقم إدارة الجامعة بحشد مسانديها لدحر الإعتداء و لا حتى  تبليغ  الشرطة لضبط الغاوين , بل ترجت الطلاب أن يقولوا ” سلاما” بعد الخطاب .

و ما زال المؤتمر الوطنى فى غيه , بعد قرارت تفكيكه ظل المؤتمر الوطنى يحذر الحكومة من تلك القرارات التى سماهاخطوات جائرة فى حقه , و منهم من قال ليس هناك قوة فى الأرض تستطيع حل المؤتمر الوطنى , ومنهم من قال سوف نشعلها نيران حمراء و  هكذا ,يا أيها المؤتمر الوطنى, يجب أن يكون خطابكم موزوناً حتى و لو كان عن حقائق , يجب أن يستوعب ملابسات الماضى و الحاضر تماشياً مع الوضع السياسى الراهن. يكون خطاباً تفاضلياً يجمع ماضيكم الذى تم فيه الإقصاء و التشريد و التعذيب حتى بأسم الدين , و الحاضر الذى ظللتمفيه تحت حماية الحكومة الإنتقالية, نعم حماية الحكومة لأن هناك من يريد أن ينتقم منكم و انتم تعلمون ذلك جيداً , لأنّفيكممن ضرب مسماراً فى رأس  زميله و هو حبيس بعد إعتقاله بسبب لونيته الفكرية, و فيكم من أقبر الأبراياء و هم أحياء بسبب الشُبهة التى ساقها القدر عليهم, منكم من أحرق القرى بطائرات الأنتى نوف بدون سبب , فيجب التحكم على ردود الأفعال يا مؤتمر يا وطنى .و للعلم , عندما ضاقت الدائرة على عمر البشير و فشلت كل الحلول التى قدمها للإصلاح السياسى و الإقتصادى , وجد السبب أخيراً , و قال ” وجدتها وجدتها ” , و لكن فى الزمن الخطأ فى زمن إشتعال الثورة أو قبلها بقليل, و كان السبب هو المؤتمر الوطنى نفسه , هو سبب البلاوى , فقام الرئيس بالتنحى عن رئاسته للمؤتمر الوطنى أوّلاً , ثمّ  أمر بإعادة هيكلته , فماحرك هؤلاء رمشَ عينٍ و لا تحركوا قيدَ أنملة, هذا هو رئيس المؤتمر الوطنى يفعل ذلك  فماذا يفعل معارضوه من تجمع قوى الحرية و التغيير !!!!!!!!!!!!!!!!!!

 

عبدالرحمن صالح احمد(ابو عفيف)

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..