مقالات وآراء سياسية

الكلاب تنبح و القافلة تسير

عاطف فارس

تنادى بقايا النظام البائد وكيزانه للقيام بمليونية في الرابع عشر من الشهر الجاري ليؤكدوا وجودهم وعدم امتثالهم لقرار حل حزب المؤتمر الوطني…

رغم قناعتي الذاتية أن قرار تشكيل حزب أو حل حزب سياسي لا يتم بقرارات فوقية بقدر ما تقتضيه ضرورات تاريخية… أو بعبارة أخرى الحاجة التاريخية هي التي تحدد بقاء الحزب أو عدم بقائه…فمثلا قرار حل الحزب الشيوعي السوداني في الستينات من القرن الماضي لم يلغي وجود الحزب…

الآن لا يختلف اثنان عاقلان على أن حزب المؤتمر الوطني الضرورة التاريخية و الحاجة التاريخية تقتضي ذهابه…لا أظن في كل تاريخ العالم السياسي أن حظي حزب سياسي بمثل هذا الكره و المقت الجماهيري الذي حظي به هذا الحزب…و حقيقي يدهشني حد الذهول أن لا تستطيع عضوية هذا الحزب الإحساس بهذا الكره الشعبي لهم…

الحزب الكيزاني انتهى وتم حله بقيام ثورة ديسمبر المجيدة وما صدر من قرارات حكومية مؤخرة بحل الحزب ومصادرة ممتلكاته هو قرارات ورقية فقط أو توثيق لقرارات الشعب التي سطرها في شوارع الوطن ومهرها بدماء الشهداء و الجرحى…

الآن يدعون إلى مليونية…يا لها من مهزلة تدعو إلى الضحك و الغثيان معا…كان الشباب و الكنداكات وجماهير الشعب السوداني قاطبة حين خرجوا في المليونيات…كانوا يعرفون أنهم بخروجهم هذا يواجهون الموت وجها لوجه….فتحوا صدورهم للرصاص وتنشقوا ملئ رئاتهم البمبان الخانق و تحملت ظهورهم لسعات السياط في قوة وتحد…. الآن  يا كيزان تدعون إلى مليونية في الظل الرطب حيث لا قوات أمن ولا بمبان ولا إعتقال ولا تهديد بالضرب بالرصاص…الفرق كبير بين مليونية في ظل نظام دكتاتوري قمعي و مليونية في ظل نظام يحترم حريات وحقوق الإنسان …ومع ذلك الفرق الشاسع والذي هو بمثابة الفرق بين الحياة والموت إلا أني أكاد أراهن بحياتي أنكم لن تقربوا حتى من الألفية ناهيك عن المليونية و هذا برغم امتلاككم للأموال وسهولة شراء ضعاف النفوس في ظل الأحوال المعيشية الصعبة و توغلكم في كثير من مؤسسات الدولة…

أخيرا أقول لجماهير الشعب السوداني لا تكترثوا لهم كثيرا…هذه هي خراج الروح أو فرفرة المذبوح… واعملوا بما قاله المثل المشهور الكلاب تنبح و القافلة تسير…

 

عاطف فارس

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..