
في عام ٢٠٠٧م كنت اعمل في قسم الاخبار في صحيفة (الرأي العام) وكنت مسؤولة عن تغطية المحاكم، وصادف ان كانت هنالك قضية اخلاقية امام احد القضاة، القضية صاحبتها ضجة مهولة حتى اصبحت من قضايا الرأي العام التي تشغل بالضرورة اهتمام الإعلام.
ما حدث انه واثناء تغطيتي للجلسة لاحظت ان المتهمات السبع داخل قفص الاتهام يأتين الى المحكمة دون تغطية وجوههن، بل ينظرن في وجوه المواطنين المتجمهرين واطراف القضية من دفاع واتهام بصورة طبيعية، وكأن الأمر لا يعنيهن وكأن القضية ليست قضية شرف!!
عقب انقضاء اول جلسة لتلك القضية وكانت اول تغطية لي كصحافية في المحاكم، سألت القاضي عقب الجلسة قلت له هل تمنع المحكمة المتهمات من تغطية وجوههن …؟؟ قال لي لا …لا نمنعهن..!!
قلت له لماذا اذن يأتين كاشفات الوجه رغم حساسية القضية الا يستحين..؟؟
اجابني القاضي هل سمعت بالمثل الذي يقول الاختشوا ماتوا ..!؟؟ قلت نعم سمعته …؟؟ قال هل تعلمين ما قصته..؟ قلت لا ..!! قال لي ان احدى حمامات البخار في الشام قد شب به حريق، فهرب الناس منه وخرجوا عراة ومن استحوا ماتوا حرقاً ..؟ فجاء المثل الاختشوا ماتوا.
تذكرت تلك القصة وانا اطالع الكيزان يدعون الى موكبهم يوم (١٤).. الموكب مدفوع القيمة والنوايا السيئة تجاه الوطن ما كان للكيزان ان يدعوا اليه لولا ان ايدي الثورة امتدت الى جيوبهم لإعادة ما سرقوه ونهبوه طيلة الثلاثين عاماً العجاف الماضية.
الكيزان وعقب الثورة ارتدوا تارة عباءة الثوار وتارة اخرى اكتفوا بالصمت، والبعض اجاد دور الذي يتباكى على الدين والقيم، وبعضهم تفرغوا لنشر الشائعات، وآخرون هربوا خارج الديار ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
لم يفكروا ابداً في الخروج الى العلن والكشف عن وجوههم القميئة، الا حين تحسسوا جيوبهم واكتشفوا ان عين الثورة ستجردهم من الاموال والعقارات والسيارات، وانهم سيعودون كيوم ولدتهم امهاتهم.
هذه شريعة الكيزان لم يحركها الموت في الشوارع ولا المذابح ولا الفساد الذي ازكم الانوف في عهدهم البائد، يريدون فقط ان يخرجوا اليوم لهثاً خلف السلطة والثروة وليس بحثاً عن قيم لا يعرفونها.
خارج السور
لا تعترضوا سبيل موكبهم، فقط على الثوار أن يقوموا بنشر صور الذين سيشاركون في موكب الكيزان يوم (١٤)، وتحويلها للكنداكات في قروب منبرشات.. زمن الدسدسة والغتغيت انتهى.
الانتباهة
خروج موكبهم يعطينا فكرة عن حجم وجودهم
و الله يا استاذه لفتي الناس الي صفه قويصه للكيزان و بطريقه بارعه ، انو الكيزان علي طول نكبات البلاد و الضجه اللي كانت الحاصلة للناس ، و ناس تموت و ناس تهجر و ناس تباد و بلد ينقسم و كوارث تفتك بالبلد ، ما لقينا زول فيهم قال بقم ، بس اول ما الحكاية بقت فيها احقاق الحق و تجريدهم من أموال السحت اللي اكتنزوها من الشعب بالباطل و نشروا الإفقار علي طول و عرض البلاد ، هبوا من كل ناحيه و صوب و تنادوا من الأصقاع ، مره بالجهاد و مره بالشائعات و مره بالتشكيك لقحت و حكومه حمدوك زي تفضلتي . فعلا ديل بس دينهم ياهو دا المال و عقيدتهم تدور حول الاكتناظ و النهب و دا همهم الأساسي اللي ما فارقه معاهم حتي لو البلد دا راح في ستين داهيه . و الله نقول و الحمد لله و الف الحمد لله انو ربنا خلصنا من السرطان دا قبل ما ينخر اكثر في عضد البلد اكتر من كدا . و الغريبه كمان قالوا طالعين محتجين ، انا محتجين علي شنو ؟!! حاجه تحير !!! عشان قالوا ليهم رجعوا حق الناس ؟!! و الله دي حكايه !! . الكيزان ديل الاموال جننهم عديل كدا ، و الحكاية طارت ليهم في رأسهم و ما عارفين يعملوا شنو ، و دايرين ينتحروا بس كدا عشان الفطام بقي صعب عليهم . طيب لو دايرين ينتحروا ما يمشوا ينكبوا هناك في بحر بورتسودان الواسع داك عشان يلقوا القروش و الحيتان هناك يبتلعهم من غير اثر و نرتاح منهم بدل يعملوا لينا ازعاج عام !