من المؤسف طالعنا في الايام السابقة بعد زيارة حمدوك، للولايات المتحدة، و حديثه عن ملف تعويضات الاسر الامريكية، نتيجة لمشاركة حكومة السودان في عمليات إرهابية ورعايتها، وقعوا ضحايا بسببها..
يجب ان يعلم الجميع ان هذه التعويضات جاءت بأحكام قضائية، بعد إدانة السودان في التخطيط، والمشاركة، في هذه الجرائم إلإرهابية..
للأسف كتبنا في هذه الاحكام بألم شديد، ايام حكم الضلال والجهل، حيث غاب السودان في كل مراحل التقاضي كمتهم..
صدرت الاحكام، والتي هي بالاساس مسؤولية دولة، لا يمكن ان تسقط بسقوط النظام، لأنها لم تصدر ضد افراد او حاكم..
للأسف إنقضت فترة السماح المعروفة حسب القانون الامريكي، وحيثيات الحكم، بالنسبة للإستئناف، او النقض، وغاب السودان ولم يتقدم احد لإستئناف هذه الاحكام..
الثابت ان كهنة النظام السابق لا تهمهم قضايا السودان، والتي في الاساس هم من صنعوها، بافعالهم الطائشة، والصبيانية، فكانو منشغلين بالسرقة، والمجون، والدعارة بإسم الدين، وقتل وإغتصاب ابناء وبنات الشعب السوداني..
للذي لا يعرف الغرب ويتحدث بلا معرفة، الاحكام القضائية هي المفتاح، دون تبيض الصحيفة القضائة تكون فاقد للاهلية، إن كنت فرداً، او دولة، والمعروف صدرت الاحكام غيابياً في حق دولة السودان..
اعتقد لقد بدأ حمدوك الطريق من إتجاهه الصحيح، حيث المسائل القانونية والاحكام في الغرب تسبق الدبلوماسية، وحتي المسائل الإنسانية..
لا داعي للغضب الغير مبرر، بلا دراية، فالرجل يعرف تماماً ماذا يجب ان يُقدم في التعامل مع الغرب في هذه المرحلة..
كما يجب الإشادة بهذه البداية الصحيحة، والتي تجسد إلتزام الدولة بتنفيذ احكام القضاء، والتي تُخاطب بشكل مباشر الرأي العام، صانع القرار النهائي في الغرب..
من يريد ان يغضب فعلهه الذهاب إلي سجن كوبر، ودك اسواره، و شنق وسحل المجرم البشير، و كهنته وصلب اجسادهم علي الاعمدة، في شوارع الخرطوم، لأنهم من ضيع السيادة، واهدر المال، والوقت، علي الشعب السوداني، لعدد من الاجيال القادمة، التي ستظل تدفع ثمن حكم الجهل، والضلال، والتخلف، الذي اقعدنا عن ركب الامم والتطور..
صورة السودان اسوأ مما نتصور بكثيير، بسبب دعم حكومة المجرمين، إخوان الشياطين، للإرهاب ورعايته، من حر مالنا ومقدراتنا، التي اصبحت طيعة في خدمة الإرهاب والقتل، لثلاثة عقود، فالامر معقد ويحتاج لعمل وصبر..
خليل محمد سليمان
[email protected]
