مقالات وآراء سياسية

 إنما الأمم… السودان

محمد حمدون

*من قبيل الشيء العُجاب.. أن يجري في وطنٍ واحدٍ عدد من الأنهر بجريان نَفَس كل روح تذهب وتجئ…الأول نهر النيل الخالد …الذي يعيش عالَمان.. برزخي الخلود ومعاصرِ الوجود…وفي كل سوداني نهرٌ من دم يسقي تُربَ بلادي  بعناق النيل الذي يجري ماءً سلسلاً وذاك النيل الذي يجري دماً سودانياً في كل نفس…يكون المحْضون بينهما سودان الشموخ المحبوب….*

*فهاهو نيل شاعرنا العملاق إدريس جماع..  يتسلسل وجدانا شعرياً إذ يُشْعر بقوله :*

*والنيل مندفع كاللحن أرسَله من المزامير إحساسُ وجدانِ*

*حتي إذا أبصر الخرطوم مونقة وخالجته اْهتزازات وأشجانِ*

*ورَدَّد الموجُ في الشَّطين أغنيةً فيها اْصطفاقٌ وآهات وحرمانِ* ..

*وعربد الأزرق الدفاق وامتزجا روحاً كما مزج الصهباء نشوانِ*

*وظل يضرب في الصحراء منسرباً وحوله من سكون الرمل طُوفانِ*

*سار علي البَيد لم يأبَهْ لوحشتها وقد ثَوتْ تحت ستر الليل أكوانِ*

*والغيمُ مدَّ علي الآفاق أجنحة ونام في الشطِ أحقاف وغدرانِ*

*والليل في وحشة الصحراء صومعة مهيبة وتلال البيد رهبانِ*

*إذا الجنادل قامت دون مسربِهِ أرغَى وأزبد فيها وهو غضبانِ*

*ونشر الهول في الآفاق محتدماً جمّ الهياج كأن الماء بركانِ*

*وحوّل الصخر ذرّاً في مساربه فبات وهو على الشطين كِثبانِ*

*عزيمة النيل تفني الصخر فورتُها فكيف إن مسه بالضيم أنسانِ*

*واْنساب يحلم في وادٍ يظله نخل تهَدَّل في الشطين فينان*

*بادي المهابة شمَّاخٌ بمِفرقه كأنما هو للعلياء عنوانِ* ..

*هذا العبقري المتفرد* *في نظمه الشعري..جاء بيتُه* :

*والسيف في الغمدِ ﻻ تُخشَى مضاربُه*

*وسيفُ عينيكِ في الحالين بتّارُ* ..

*فصُنف هذا البيت أبلغ بيت شعر في الغزل في العصر الحديث* …..

… *لكن إباء السوداني الرافض لغير المعالي يطبع في نفسية شاعرنا* *المطبوع محمد سعيد العباسي إذ يقرض أبياته فخراً بسيادة السودانيين وركلهم لذميمة الهوان* *والإذلال :*

*وكيف أقبَل أسباب الهوانِ ولى آباء صدقٍ من الغر الميامينِ* ..

*النازلين على حكم العلا أبداً* …

*مَن زينوا الكون منهم أى تزيين* …

*الشاعر عبدالرحمن هارون..من أبناء ودعة بشمال دارفور..نال وسام شاعر متميز للأبد في* *2012.. صدر له ثلاث دواوين شعرية هي :ديوان دارفور كفى نحيباً – و ملحمة جنين.. وديوان* *أسائل نفسي..*

*الشاعر الأشهر و مفجر الوطنية الأول..بكتابته لنشيد الوطن السوداني “نشيد العلم” ..نحن جند* *الله جند الوطن..والوطني الملحن أحمد مرجان ..هما وردتان في بستان الفخر* *السوداني والعطاء الأدبي الثر في هذه البلاد الولود وهي حبلى بنبت ينتج أنبل السنابل الثمينة من* *الشعر والأدب والفنون..ومن كل الضروب الحضارية البديعة…فمن شعرائنا التجاني يوسف بشير..سيف الدين* . *الدسوقي.. محمد الحسن سالم حميد…الهادي آدم.. محمد أحمد المحجوب..* *محجوب شريف.. محمد المكي ابراهيم.. محمد الفيتوري..محمد سعيد العباسي..محي الدين* *فارس.. التجاني موسى حاج..روضة الحاج وجائزة إمارة الشعراء العرب المشرفة للوطن* …

*المحامي صالح محمود محمد عثمان نال جائزة سخاروف لحرية الفكر والتعبير خلال جلسة* *للبرلمان الأوروبي في. 2005…فاز أيضاً بجائزة أفضل مدافع عن حقوق الإنسان في العالم في منظمة هيومن رايتس ووتش في 2005…*

*عام 2002 أعلنت الأكاديمية العربية للآداب الواقعة في دمشق أن رواية موسم الهجرة* *إلى الشمال هي الرواية العربية الأكثر أهمية في القرن العشرين، كما تم اْختيارها من بين أفضل 100 رواية في التاريخ حيث تم التصويت عليها من قبل 54 كاتباً من بلدان مختلفة في اْستطلاع للكُتاب.* .

*موسم الهجري إلى الشمال ترجمت لأكثر من ثلاثين لغة عالمية…عرس الزين…بندر شاه* … *منسي*  *إنسان نادر على طريقته* ..

*هذا الندى المدرار بعضاً من عبقرية الأدب العربي أو هكذا يصف العرب مبدعهم الروائي الطيب* *صالح..بعبقري الأدب العربي..*

*فاز بالمركز الأول في المسابقة العلمية الأدبية في الوطن العربي بطرابلس..فاز بالمركز الأول لمسابقة mtm* . *للفنون والآداب في جنوب غرب بريطانيا توالياً في 2016..و 2017 …يعمل إعلامياً في إذاعة bcfm ببريطانيا.. عضواً في عدد من الإتحادات والمراكز* *والصحف والمجلات المحلية والعالمية…ذلك هو الروائي المبدع نميري حسين مجاور* … *صدر له مجموعات قصصية.. وروايتين هما : الذين يسحقون النمل…ورواية* *حديثة : هي النفوس أنداد…*

*البوفيسور قريب محمد راجع ..قصة الواقع الذي يمتنع عن التصديق من أول دهشة ..في قرية* *معافَى* *تلك القصية من قرى غرب بارا..هبط هذا العبقري..من* *(خفير) بجامعة أم درمان الإسلامية إلى بروفيسور فيها ثم مديرها..كتب* *وألف الأدب الشعبي والمسلسلات الشعبية مثل الهمباتة…وفوق ذلك فقيه وعلامة*..

*قال عنه بروفيسور كامل الباقر (لولا الإسلام حرَّم التماثيل لأقمت له تمثالاً* )

*العبقرية الحاجة السريرة مكي الصوفي..مصممة العلم السوداني الأول* و

*مصمم علم السودان الحالي عبد الرحمن أحمد الجعلي ، درجة الماجستير في تصميم المـَعارض* ، *وكان أول مدير لمعرض الخرطوم الدولي عام* …

*هذه النماذج العلمية الأدبية هي قامات سمقت في عالم الأدب والرواية والصحافة والإعلام على مستوى القطر وإفريقيا والعالم العربي والعالمي…*

*يا نيلنا* ..

*يا أرضنا الخضراء يا حقل السنا*

*يا مهد أجدادي ويا كنزي العزيز المقتنا* …

*أما عميد الفن أحمد المصطفى فإنك لتجد إحساسك الوطني مساهماً معه في رائعته وطن  النجوم للشاعر اللبناني الكبير إيليا أبو ماضي*:

*أنا من ترابك ذرة ماجت مواكب من مِنَى..*

*أنا من مياهك قطرة سالت جداول مِن سَنا* ..

*أنا من طيورك بلبل غنى بمجدك فاغتنَى* …

*حَمَل الطلاقة والبشاشة من ربوعك للدُنَى* …

*كم عانقت روحي رباك وصفقت في المنحنى*

*للعلم ينشره بنوك حضارة وتمدُنا* …

*لليل فيك مصلياً للصبح فيك مؤذنا* ..

*للشمس تبطئ في وداعِ ذُراك كيلا تحزَنا* …

*للبدر في نيسان يَكْحَلُ بالضياء الأعينُا* …

*فيذوب في حدق المَها سحراً لطيفاً لَيِّنا* …

*زعموا سَلَوْتُكَ ليس هم نسبوا إليَّ الممكنا* ..

*فالمرء قد ينسى المسئ المفترِي* ..

*و المحسن والخمر و الحسناء* ..

*و الوتر المرنح بالغناء*

*ومرارة الفقر المذّل*

*بلى ولذّات الغِنَى*

*لكنه مهما سلا هيهات يسلُ الموطنا* …..

*لكل شيء إذا ماتم نقصان* ..

محمد حمدون
[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..