مقالات وآراء سياسية

رسالة ميلادية.. رجاؤنا الأمن والسلام للعالم

جورج ديوب

إعتدنا في مثل هذه الأيام مع نهاية العام المنصرم واقتراب بداية العام الجديد توجيه رسالة تحمل معها أمنياتنا للشعوب المقهورة المقيدة حرياتها باستعادة حقوقها وتحقيق أحلامها في العيش الكريم دون تمييز أو إرهاب في الوقت الذي يتزايد معه الظلم والإستعباد وانتشار الإضطرابات والفوضى والصراعات الدولية والمحلية في كثير من البلدان خاصة في الوطن العربي المحكوم بأنظمة قمع واستبداد أنظمة ملكية وعسكرية وأجهزة أمن تقبض على رقاب المواطنين وتحرمهم من أبسط الحقوق المشروعة .

لبنان الذي كان مركز إشعاع وسط ظلام عربي يشهد انتفاضة شعبية عارمة طافت الشوارع بالملايين مطالبة بإسقاط نظام الفساد والمحاصصة الطائفية ووضع حد للمظالم وتأمين العمل للشباب المؤمل منه صناعة مستقبل زاهر للوطن وإنهاء كل أشكال الهيمنة والتسلط الداخلي والخارجي ووضع حد لهجرة الأدمغة والشباب المتطلع لبناء الوطن الجديد .

وكما في لبنان كذلك في العراق الذي شهد نهضة شاملة منذ أواخر ستينات القرن الماضي أثناء الحكم الوطني وحتى احتلاله من قبل الولايات المتحدة بعد أن تآمر عليه الأعداء والأشقاء فأجهضوا تجربته الرائدة والإتيان بمجموعة من اللصوص الذين تدربوا في إيران على استنزاف خيراته وسرقة مقدراته وإرثه الثقافي , دون وازع أخلاقي أو وطني . مما دفع الجماهير إلى الإنتفاض في وجه السلطة الحاكمة لإسقاطها ورفض الهيمنة الإيرانية على القرار السياسي العراقي . وهذه الأزمات التي عاشها كل من لبنان أو العراق أوصلت البلاد إلى حالة انهيار كامل وانفراط اللحمة الوطنية , والإنجرار إلى دوائر خارجية تدعي كذبا الوقوف إلى جانبها ودعمها .

أما النكبة الكبرى والأكثر خطورة واستعصاءا على الحل هي القضية الفلسطينية التي تتعرض لهجمة تهويد فاضحة لم يسبق لها مثيل في التاريخ بدعم ورعاية الولايات المتحدة , مخالفة بذلك ومتعارضة مع كل المقررات الدولية وشرعة الأمم المتحدة . وهذا العداء الفاضح من قبل واشنطن للعرب جميعهم , شكل أساسا لتصنيف واشنطن بأنها دولة معادية شأنها شأن الكيان الصهيوني .

إلى جانب ذلك هناك أحداث دامية مستعصية الحل حتى هذه اللحظة في كل من ليبيا واليمن الذي دعي سابقا باليمن السعيد , حيث الأخوة والأشقاء أبناء الوطن الواحد يخوضون حروبا داخلية نيابة عن آخرين ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء .

إن جشع الإمبريالية الإستعمارية وتحالفها مع أنظمة الحكم الإستبدادي في المنطقة هو من أوصل الأمور إلى هذا الحد من القهر والظلم والإستبداد , أدى إلى فجوة من العداء بين شعوب العالم وبين حكامهم , وانعدمت معه كل أشكال التطور والإنتاج والإبداع وحل الجوع والفقر محل البحبوحة والعيش الكريم وفقدان كرامة المواطن .

إننا في هذا الوطن الجميل نتوجه له بالدعاء أن يحفظه الله ويرعاه ويبعده عن كل مكروه , وأن يكون العام القادم عام خير ورفاه وأمن وسلام لعموم المواطنين .

ولا يفوتنا أن نسجل احترامنا وتقديرنا لرجال الإطفاء الذين يعملون ليلا نهارا لإخماد النيران الملتهبة في عموم البلاد التي أتت على مئات الآلاف من الهيكتارات من الغابات ومئات المنازل والأملاك الخاصة , كما نرجو لهم في العام القادم الراحة والإطمئنان والسلامة لهم ولعائلاتهم .

أما العاملين في المجال الصحي في العيادات الخاصة وفي المستشفيات من الأطباء والممرضات والممرضين لهم كل الشكر والتقدير والإحترام لجهودهم التي يبذلونها من أجل شفاء المرضى وإعادة الفرح إلى قلوبهم وعائلاتهم .

وحتى لا يفوتنا أحد واجب علينا شكره , نرجو لجميع المواطنين من عمال منتجين وموظفين وخدم في كافة المجالات ورجال أمن وغيرهم عاما سعيدا , ولتبقى أستراليا بلد الأمن والأمان والسلام .

كما للثائرين في لبنان والعراق وباقي بقاع الأرض التحية والإكبار لما يقدمونه من تضحيات وصمود لتحقيق أهداف الشعب , من أجل عزته وكرامته , ومن أجل الأجيال القادمة كي تنعم بوطن آمن ومستقر .

وكذلك لكافة الأصدقاء والقراء القريبين منهم والبعيدين , ولكافة العاملين في الحقل الإعلامي , أن يكون العام القادم عام  ا قتراب أكثر من هموم الناس ومصالحها وآمالها , والإلتزام بالحقيقة بعيدا عن كل الإغراءات .

ختاما نزعم أن الصوم والصلاة وكثرة الدعاء ومناجاة الله لن تنجي أحدا من العذاب الذي ينتظره إن لم يرفق صومه وصلاته بالعمل الصالح لعموم الناس دون تفرقة بين هذا وذاك , أو بين وطن وآخر , فالجميع مخلوقات الله والأرض وطنهم . وإلى اللقاء في العام القادم.

كل عام وأنتم بخير .

للتواصل : 0434631501

 

جورج ديوب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..